أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

أبناء الوطن يستحقون الاحتفاء
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية
دائما نتهم بعض شبابنا باللامبالاة والاستهتار والانشغال بتوافه الأمور، إذا وجدنا منهم ما يسبب لنا أو للآخرين ضيقا من خلال ما نرى من سلوكيات قد لا نرضى عنها ولكننا في هذه الحالة لا ننظر إلى الشاب نظرة شاملة متفحصة وننسى ان نستعمل الجانب الانساني في هذا الموضوع وحديثي اليوم ليس جديداً فقد تناوله البعض في عدد من المقالات لكن كل هذه المقالات لا تعد سوى هجوم من خلال الاسطر على هؤلاء الشباب.
اننا لله الحمد في مجتمع اسلامي عربي يعرف جيدا العادات والتقاليد، وقد يكون هناك بعض المعاكسات أو بعض المضايقات الشبابية ولكن ان تشوه صورة الشاب السعودي امام المجتمعات الأخرى فهذا ليس بالأمر الهين، لأن الغالبية العظمى من شبابنا - ولله الحمد - يقدمون النموذج الأمثل سلوكاً وخلقاً والتزاماً وانضباطاً.
وإذا كانت هناك بعض المعاكسات والمضايقات من قبل بعض الشباب فلماذا لا يتم دراسة الظاهرة وملاحظة ومتابعة ظروف هؤلاء الشباب والعمل على اصلاح ما يمكن اصلاحه؟ ولو امعنا التفكير في هؤلاء أو غيرهم نجد انه لا يمكن بحال من الأحوال ان يكون هناك انسان له مكانة في المجتمع او وظيفة وأسرة يرعاها ويجعل منهجه الاستهتار أو يقوم بايذاء الآخرين.
إن الشاب الذي يعيش وسط أسرة متكافئة تغرس في نفس الشاب العادات والتقاليد والاخلاق الحميدة كيف يخرج من بين أفرادها ويقوم بهدم هذه العادات عن طريق اللامبالاة وإذا وجد الشاب ما يشبع ميوله سواء أدبية أو قصصية او ثقافية ما الذي يدفع به الى طريق الاستهانة والاستهتار؟
إننا نعلم ان هناك شبابا كثيرين يعانون من البطالة بسبب عدم وجود الوظائف المناسبة لهم أو عدم وجود وظائف اطلاقا نجد هؤلاء الشباب يعانون من ضيق واكتئاب.
ونجد هناك ايضا في بعض المناطق عدم وجود مكتبات عامة فتحت ذراعيها لهؤلاء البراعم حتى يقوى عودهم وتشبع رغباتهم وميولهم.
وأيضا عدم اتساع رقعة الاندية التي يقوم هؤلاء الشباب فيها بممارسة بعض الالعاب من اجل تحقيق الرفاهية والسعادة ونجد أيضا في أحوال كثيرة انشغال الابوين في اعمالهم تاركين الشاب دون موجه يرشده يقوم بالاستماع اليه أو نجد انشغال الأب بعيدا عن ابنه في حين ان المفروض ان يكون صديقا له يوجهه ويغرس في نفسه الاخلاق الكريمة فإذا ترك الشاب ذلك البرعم الاخضر تحت شمس الملل والفراغ المحرقة فإن النهاية الحتمية موت البرعم او احتراقه عندها يلجأ الشاب لتفريغ نزعاته عن طريق أقرب الوسائل وان كانت تؤذي الآخرين.
إننا لا ننكر ان هناك شبابا من القلة القليلة قد لا يصلح معهم طرق الاصلاح المعتادة، وفي نفس الوقت هناك شباب يستحقون الاصغاء إليهم والاهتمام بما يعانونه وما يحسون به.
لذلك على كل من يلقي اللوم على أي شاب ان يبحث عن الأسباب ومحاولة تلافيها ونرجو من كل رجل اعمال قادر ان يتعاون مع الدولة من اجل العمل على قمع البطالة ومحاولة إنشاء بعض المشاريع الناجحة التي من خلالها يستطيع هؤلاء الشباب اثبات كفاءتهم واشباع ميولهم وتحقيق ذواتهم فعند ذلك سوف نرى من هؤلاء الشباب كل ما يبهر العيون ويذهل العقول، وانهم حقاً يستحقون الاحتفاء والتقدير والاخذ بأيديهم إلى طريق النور والنجاح الذي يجب علينا ان نضع لبناته الأولى من أجل ان يضعوا هم البناء كاملاً وعندها حقاً لن نندم وسوف نقول جميعاً: أبناء هذا الوطن المعطاء يستحقون التقدير والاحتفاء.
رشا العبدالتواب

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved