أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 20th May,2001 العدد:10461الطبعةالاولـي الأحد 26 ,صفر 1422

العالم اليوم

غضب دولي إسلامي عربي من القصف الهمجي الإسرائيلي
تحذير من مأساة إنسانية في الأراضي الفلسطينية
عشرات الآلاف يشيعون ضحايا القصف العدواني في تظاهرة لم يسبق لها مثيل
* القاهرة مكتب الجزيرة القدس نابلس غزة العواصم الوكالات:
^^^^^^^^^^^^
توالت ردود الافعال العالمية والاسلامية والعربية الغاضبة على الهجمات السافرة والعدوانية على الشعب الفلسطيني وحذرت من مأساة انسانية في الاراضي الفلسطينية واعربوا عن رفضهم الكامل لهذا القصف مؤكدين انه لا يمكن لأي شيء ان يفسر او يبرر اللجوء الواضح غير المناسب الى القوة العسكرية.
^^^^^^^^^^^^
ففي القاهرة اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على ضرورة التدخل الدولي السريع لوقف عمليات القتل المنظم للفلسطينيين بهدف ابادتهم ووصف عمرو موسى استخدام اسرائيل الطائرات اف 16 في قتل المدنيين الفلسطينيين بأنه تصعيد خطير جداً في الموقف وطالب بتوفير الحماية الدولية العاجلة في مواجهة جرائم الحرب التي ترتكب ضد المدنيين كسياسة رسمية للحكومة الاسرائيلية وناشد موسى المجتمع الدولي والولايات المتحدة التدخل للعودة الى مائدة المفاوضات والالتزام بقرارات الشرعية الدولية واكد ان المبادرة الاردنية المصرية وتقرير لجنة ميشيل يشكلان اساساً صالحاً وجاهزاً يمكن البناء عليهما لاقرار السلام العادل والشامل في المنطقة.
وكان وزراء خارجية لجنة المتابعة والتحرك العربية قد عقدوا اجتماعاً طارئاً امس بمقر الجامعة العربية حضره الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي حذر من مخاطر التصعيد الاسرائيلي الاخير.
وقال عرفات ان الشعب الفلسطيني سيواصل الكفاح حتى يصل الى المسجد الاقصى ويحرر ارضه من الاحتلال الاسرائيلي.
وفي و اشنطن دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى «وقف غير مشروط للعنف» الاسرائيلي والانتفاضة الفلسطينية باعتباره الوسيلة الوحيدة لاستئناف مفاوضات السلام.
وقال باول في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف «ان ما نحتاج اليه الان، هو وقف غير مشروط من الجميع».
وكان باول اتصل في وقت سابق هاتفيا برئيس الوزرء الاسرائيلي ارييل شارون وفق ما اعلن مسؤول في الخارجية الاميركية طلب عدم الكشف عن اسمه.
واوضح المسؤول نفسه ان الاتصال تناول بصورة خاصة تقرير لجنة ميتشل بشأن العنف في الشرق الاوسط الذي اعترضت اسرائيل على احدى نقاطه المتعلقة بوقف عمليات الاستيطان في الاراضي المحتلة.
واضاف باول في مؤتمره الصحافي «نحن مستمرون في البحث عن حل لكننا مازلنا نتعثر في الانطلاق بسبب عدم وجود وقف غير مشروط للعنف».
واشار باول الى ان هذا الطلب يحظى بدعم المجموعة الدولية، موضحا انه «على اتصال وثيق بالقادة الدوليين الاخرين» وخصوصا في اطار المجموعة الدولية والامين العام للامم المتحدة كوفي انان.
وردا على سؤال عن امكان عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على هامش جولته التي سيقوم بها ابتداء من يوم الاربعاء في افريقيا والمجر، قال باول ان «ليس لديه خطط في الوقت الراهن» لذلك.
وفي ستوكهولم قالت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا انها منزعجة من احداث تصاعد العنف الاسرائيلي داعية كلا الجانبين التحلي بالصبر واللجوء الى المفاوضات وقالت الحكومة السويدية في بيان «ان رئاسةالاتحاد الاوروبي منزعجة من التزايد السريع لمستوى العنف خلال الايام القليلةالماضية».
واضاف «لقد اخطأ الجانبان الحسابات فيما يتعلق بتحمل الطرف الاخر مسؤولية تصعيد الصراع وتوقف عملية السلام».
وقال البيان «العنف لا يولد سوى العنف. لا يمكن التوصل الى سلام الا عبر المفاوضات. يجب ان يعود الجانبان الى مائدة المفاوضات في اسرع وقت ممكن».
وفي القاهرة ادان وزير خارجية مصر احمد ماهر في تصريحات للصحافيين قبيل انعقاد لجنة متابعة تنفيذ مقررات القمة العربية في القاهرة «الاعمال الوحشية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني».
وقال ان «الشعب الفلسطيني شعب يقاوم الاحتلال ويطالب بحقوقه ويواجه باعمال وحشية حيث استخدمت اسرائيل، وللمرة الاولى، نوعا جديدا من الطائرات لمواجهة كفاحه».
واضاف ماهر ان «موقف اسرائيل هذا مدان قانونيا ودوليا وشرعيا ولن يحقق للاسرائيليين اى مكاسب لان الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله الى ان يسترد حقوقه الشرعية».
واكد ان «مهمة الدول العربية هي مساندة الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه الشرعية وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي وقعت عليها اسرائيل ولكنها لاتلتزم بها».
وطالب ماهر الدول «المعنية بعملية السلام ان تقوم بواجبها نحو منع اسرائيل من اعتداءاتها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لايجاد المناخ الملائم للمفاوضات السلمية وفقا لهذه القرارات».
وفي موسكو دانت روسيا لجوء اسرائيل الى استخدام الطيران الحربي ضد الفلسطينيين في اعقاب العملية الفدائية في نتانيا وهو لجوء «لا يمكن ان يفسره او يبرره اي شيء»، حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية.
واضاف البيان «في الحقيقة، ان المسألة تتعلق ببداية عمليات كبيرة منتظمة للقوات المسلحة ضد الحكم الذاتي الفلسطيني مع اللجوء الى اكثر وسائل الحرب الاكثر تطورا».
وعبرت الخارجية الروسية عن «القلق العميق» الذي تبديه موسكو ازاء استمرارالمواجهات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وتابع البيان يقول «انطلاقا من خطورة الوضع، على الطرفين ان يعتمدا فورا اجراءات متوازية فعالة لتقليص حدة التوتر ومنع حصول تصعيد جديد للعنف قد يؤدي الى توسيع النزاع».
وخلص بيان الخارجية الروسية الى القول انه «يجب البدء بالتعاون فورا في مجال الامن وايجاد الفرص السانحة لاستئناف حوار سياسي. فلا بديل )عن هذاالطريق( من اجل تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين».
ومن المقرر ان يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين وزيرالخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز المتوقع وصوله اليوم الاحد الى موسكو.
وفي طهران دانت ايران «تصعيد القمع الاسرائيلي» في الضفة الغربية وقطاع غزة وحذرت من «ماساة انسانية» في هذه الاراضي الفلسطينية.
واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان «الوضع في الاراضي المحتلة يؤكد فشل عمليات القمع ضد الانتفاضة المشروعة للشعب الفلسطيني».
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن آصفي قوله ان «الجيش الاسرائيلي لجأ للمرة الاولى منذ 1967 الى الطائرات الحربية لقتل النساء والاطفال والشبان الفلسطينيين».
وحذر من «مأساة انسانية في الاراضي )الفلسطينية( المحتلة يسببها الجيش الاسرائيلي».
واضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان «انتفاضة هذا الشعب البطل ستتواصل طالما لم تجد المشكلة تسوية بصورة جذرية».
وانتقد آصفي «صمت الاسرة الدولية» ودعا مجلس الامن الدولي الى «التدخل في اسرع وقت ممكن لتفادي مزيد من المجازر في صفوف الشعب الفلسطيني».
وقد شنت اسرائيل للمرة الاولى منذ 1967 غارات جوية ضد اهداف فلسطينية مما اسفر عن سقوط 12 قتيلا وذلك ردا على العملية الانتحارية التي نفذها فلسطيني في نتانيا في اسرائيل واوقعت ستة قتلى بينهم الانتحاري، وعلى هجوم اسفر عن مقتل مستوطن اسرائيلي في الضفة الغربية.
يذكر ان ايران لا تعترف بالدولة العبرية وهي تدعو الى «تحرير فلسطين» بوسائل عسكرية.
و أعرب الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عن انزعاجه البالغ إزاء رد فعل إسرائيل )المفرط( في حدته إزاء العملية الاستشهادية الفلسطينية التي تمت ظهر أمس الاول في بلدة نتانيا الساحلية والتي أسفرت عن مصرع سبعة أشخاص.
وقال عنان في معرض إدانته الدبلوماسية لرد الفعل الاسرائيلي الانتقامي إنه أخطأ الهدف كذلك.
كما حذر من أن ذلك من شأنه أن يزيد من حدة )المرارة( التي يشعر بها الجانب الفلسطيني.
ودعا مجددا إلى نبذ )الارهاب من قبل أي جهة كانت( وتهيئة المناخ للعودة لمائدة التفاوض.
وقال الامين العام للمنظمة الدولية في بيانه المعد بدقة والذي صدر عنه ليلة الجمعة/السبت )لا يمكنني إلا أن أعتبر رد الفعل هذا على أنه مفرط فيه وقد أساء الهدف(.
ودعا إلى )ضبط النفس من جانب كل الاطراف( والتحلي بروح القيادة السياسية المطلوبة مؤكدا أنه لا يوجد )حل عسكري( للنزاع الحالي في المنطقة.
وفي ختام بيانه، ناشد عنان كذلك كافة الاطراف )بوضع نهاية للعنف واستئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية سلمية شاملة(.
وقد واصلت قوات العدو قصفها الهمجي على الاراضي الفلسطينية حيث استشهد امس ثلاثة فلسطينيين برصاص اسرائيلي وقالت المصادر أن همام عبد الحق )20 عاما( قتل أثناء تبادل لاطلاق النار مع دورية إسرائيلية كانت تسير بالقرب من المدخل الجنوبي لنابلس.
وأصيب في الاشتباكات فلسطينيان آخران كانا برفقة القتيل تم نقلهما إلى المستشفي.
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد ذكرت في وقت سابق امس السبت أن مزارعا فلسطيني لقي حتفه بعد أن فتح جنود إسرائيليون النار عليه عندما كان يعمل في حقله شرق مدينة غزة.
وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الاستقبال والطوارئ في مستشفى دار الشفاء بغزة أن تيسير العرعير )30 عاما( من سكان حي الشجاعية الشعبي في غزة أصيب «برصاصتين من النوع المتفجر في العنق والصدر».
وكان فلسطيني آخر من قوات حرس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد قتل في وقت سابق من امس في جنين شمالي الضفة الغربية أثناء تصديه لمحاولة اقتحام إسرائيلية لبلدة سيلة الحارثية القريبة من جنين.
وقد خرج عشرات الاف الفلسطينيين في تظاهرة لم يسبق لها مثيل لتشييع ضحايا القصف الاسرائيلي امس الاول في حين واصل الجيش الاسرائيلي هجومه الارعن بالمروحيات ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
وقدرت مصادر عدد المشاركين بنحو مئة الف شخص في حين عم الاضراب الشامل جميع المناطق الفلسطينية حدادا.
وشارك عشرات الاف الفلسطينيين في تشييع 11 من افراد الشرطة الفلسطينية قتلوا في القصف الذي شنته مقاتلات حربية اسرائيلية على مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وتجمع حشد لم يسبق له مثيل امام مستشفى رفيديا في نابلس وضم اطفالا ونساء ورجالا قبل ان يتجه الى مركز المدينة للصلاة على ارواح الشهداء.
ونقلت النعوش ملفوفة بالعلم الفلسطيني على متن سيارات عسكرية في موكب رسمي اطلقت خلاله النيران بكثافة قبل ان ينقل كل الى مسقط رأسه في قرى مجاورة لمدينة نابلس حيث كانوا يعملون.
وهتف الحشد «لن نساوم. كل الشعب سيقاوم» و«سنواصل الكفاح ضد النازي والسفاح» و«هذا الوطن وطننا يا شارون ارحل» اضافة الى هتافات اخرى دعت الدول العربية والامم المتحدة الى التدخل لنصرة الفلسطينيين.
ورفعت لافتات كبيرة «تقول شارون قاتل يجب محاكمته» و«لن ننسى ولن نغفر».
وتقدم المسيرة محافظ نابلس ومسؤولون وممثلون عن كافة الفصائل والحركات الفلسطينية.
وقال محمود العالول محافظ نابلس «لو كان هؤلاء الاحد عشر، احد عشر ألفا فلن نتوقف عن النضال وسنواصل مقاومتنا للاحتلال بكل ما نستطيع بالحجارة والبندقية».
واضاف ان هذه الجماهير «خرجت لترسل رسائل لشارون بأننا لن نتنازل مهما كانت الخسائر ولن نقبل الاستيطان والتنازل عن القدس وحق العودة».
وهددت حركة حماس برد «سريع» على القصف الاسرائيلي.
وقال الشيخ جمال سليم احد قادة الحركة خلال مراسم تشييع 11 من القتلى في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية «دماء الشهداء لن تذهب هدرا والرد سيأتي سريعا».

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved