أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd May,2001 العدد:10463الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,صفر 1422

مقـالات

نوافذ
لا... أفهم
أميمة الخميس
هناك تصور غريب أو هو على الأقل غريب بالنسبة لي كثيرا ما أصادفه في كتابات الكثير من التقدميين العرب او من نسميهم بطبقة )الأنتلجنسيا(، أولئك الذين ساهموا في صنع المشهد الثقافي العام في العالم العربي، والذين )نظروا وكتبوا( له ولهزائمه ونكباته على امتداد نصف قرن.
وفحوى هذا التصور تجعل ظهور النفط في منطقة الخليج وما صاحبه من طفرة اقتصادية )جعلت من المنطقة منطقة جاذبة للسكان من الأقطار المجاورة(، أحد الأسباب التي ساهمت في إجهاض الحلم العربي الكبير الذي رافق طلائع الحركات التحررية على مستوى العالم العربي...!!
ولأنني الى الآن لم أعثر على رابط حقيقي بين ظهور النفط وسلسلة الهزائم العربية، فإنني استغرب أن تستمر هذه الفكرة او الطرح في التداول والترويج بشكل منمط ليس له كثير صلة بالواقع، في حين ان النفط نفسه كان في يوم ما احد الأسلحة التي ساهمت في احد أهم انتصارات العرب في القرن الماضي.
وكان آخر مكانين صادفتهما يحتويان هذا التصور المتعلق بهذه المنطقة وينعكس بالتأكيد على سكانها ومنجزهم الحضاري.. هو كتابة كتبها الشاعر )أدونيس( في الموقع الإلكتروني )جهة الشعر( تشير الى هذا الموضوع بصورة طفيفة، والثاني هو من مقدمة الروائي المصري )بهاء طاهر( لروايته خالتي صفية والدير.
وإن كنا سنعزو هذا الى طبيعة العلاقة الفوقية الممتدة بين المراكز الثقافية والأطراف في العالم العربي فإننا لا نستطيع ان نغفل إصرارهم على عدم رؤية الجوانب المضيئة التي قدمها النفط لمواطنيه وللعالم العربي على وجه العموم، وإن كان الكثير من طبقة )الانتلجنسيا( كانت تجعلنا من ضمن الشعوب والأنظمة المتخلفة عن السياق الحضاري على مستوى العالم العربي، فإن هذا لم يعد يملك الكثير من المصداقية بعد انتشار )الجمهو ملكيات( على مستوى العالم العربي، وتفوق الانسان الخليجي في الكثير من الجوانب الحضارية، )كم أمقت هذه اللهجة الإقليمية المقيتة التي لا أودها ان تظهر في ما أكتبه طالما ظل في تلافيف الدماغ )حلم عربي( يتشكل ويتبدل ويقوم من رماده كطائر الفينيق(.
ولكن أتمنى من إخواننا المنظرين أن يبرزوا لنا أسباب وحيثيات مقنعة تربط بين النفط والهزيمة، فلم يرتكب اهل هذا المكان جريرة تجعلهم يؤطرون في هذا الإطار عبر الكثير من الطروحات الفكرية التي تتناول هذا الجانب!!!!
وإذا كان الكثير من العرب قد تركوا مواقعهم واتجهوا الى هذا المكان فليس ذنبه بقدر ما هو عجز الشارع العربي عن احتواء زخم الحلم وأماني المجموع ونبض الجماهير، وتحول الفرد عن جميع هذا ليرضى بحلوله الشخصية.. وحلمه الخاص.
وأعتقد هنا ليس من خيار امام سكان هذا المكان سوى الإمعان في الفعل والإنجاز الحضاري والثقافي على مستوى الأفراد والمجتمعات، فالمنجز وحده هو أبلغ من كثير من القصائد والمطولات.
ردود: الأستاذ عبدالرحمن تبدو مشغولا للغاية في الطريقة التي تقدم بها نفسك للآخرين، في أحيان كثيرة أشعر أن الاكتراث الحقيقي برأي الآخرين يحجزنا عن مواصلة إنجازاتنا على مستويات أكبر وأوسع.. مع الشكر.
e mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved