أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd May,2001 العدد:10463الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,صفر 1422

مقـالات

في الصميم
ماذا يرى العرب والمصريون في عمرو موسى وماذا ترى فيه إسرائيل..؟!
د. خالد آل هميل
قبل فترة ليست بالقصيرة كتبت مقالاً عن الدور المهم الذي يقوم به وزير الخارجية المصري عمرو موسى تجاه القضايا العربية في مواجهة التحديات الدولية بصفة عامة والصهيونية المستعمرة لفلسطين على وجه التحديد.
وأشرت في هذا المقال إلى ما روته بعض وسائل الإعلام الأجنبية والأمريكية على وجه الخصوص التي أشارت إلى أنها طالبت الرئيس المصري محمد حسني مبارك ابعاد الوزير عمرو موسى عن وزارة الخارجية بل ذهب بعضها إلى المطالبة باقالته من منصبه وهذا في نظري غير صحيح.
وقلت في هذا المقال الذي نشر في هذا المكان )في الصميم( إن وزير الخارجية في أي دولة هو المستشار السياسي للرئيس ولا يمكن الفصل بين سياسة وزير الخارجية المعلنة وموقف رئيسه في دول العالم.
وقد اكتسب عمرو موسى الرأي العام العربي لمواقفه الشجاعة والواضحة تجاه رفضه للعنصرية الصهيونية التي تحتل فلسطين المحتلة.
لقد رفض وزير الخارجية المصري الذي أصبح أميناً عاماً لجامعة الدول العربية الابتزاز الإسرائيلي الذي لا يترك فرصة إلا ويحاول استثمارها لتلميع وجه الصهيونية القبيح في فلسطين المحتلة أمام الرأي العام العربي والإسلامي والدولي.
وفي هذا السياق فإن الوزير عمرو موسى لم يزر إسرائيل إلا مرة واحدة مما يعني أن له موقفاً لا يمكن احتواؤه.. ففي هذه الزيارة حاول الكيان العنصري الصهيوني كعادته مع كبار مسؤولي الدول الذين يضطرون لزيارة هذا الكيان.. في تأكيد دعاوى الصهيونية بأنهم ضحايا النازية بزيارة متحف يهودي نصبوه في فلسطين المحتلة يصور ما يسمى بجرائم النازية، ووضع القلنسوة اليهودية على رأس الضيف المضطر لمثل هذه الزيارة عند دخوله المتحف وكان أن طلبوا من الوزير المصري عمرو موسى دخول المتحف واعتمار القلنسوة فبادرهم بالرفض القاطع لدخوله أو اعتمار قلنسوتهم ضارباً عرض الحائط ما يعتبرونه جزءا من أساسيات الزيارة.
ولا ننسى قبل ذلك ترك عمرو موسى للمؤتمر الصحفي مع أرييل شارون وزير الخارجية الإسرائيلي في عهد نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق في القاهرة، حيث اتفق الطرفان على الحديث بالانجليزية وفعلاً أجاب موسى بهذه اللغة على أسئلة الصحافيين وحينما حان حديث الوزير الصهيوني أجاب بالعبرية فما كان من الوزير «موسى» إلا أن أشاح بمكبرات الصوت واستدار تاركاً القاعة في عجلة وقوة ضارباً عرض الحائط بكل مراسم الدبلوماسية، تاركاً السفاح يجفف عرقه الخبيث.
لقد اكتسب الرجل شعبية كبيرة في مصر وأصبح يمثل احدى الدعامات المهمة في صناعة القرار.
كما أن له شعبية في العالم العربي وهو جدير بتلكم الشعبيتين.
على العموم خرج عمرو موسى وزير الخارجية المصري من منصبه واجتمعت الدول العربية على اختياره أميناً عاماً لجامعة الدول العربية. ومصر بحجمها وكفاءاتها قادرة على تقديم شخص آخر يحظى بالقبول العربي لهذا المنصب، كما حظي عمرو موسى بالقبول ولا جدال أن الكيان الصهيوني والقوى التي تدعمه استراتيجيا هي الآن تتنفس الصعداء لرحيل عمرو موسى من الخارجية المصرية.
ولكن الذي لا تدركه إسرائيل أن مصر قادرة على ايجاد رجل يتولى الخارجية المصرية لن يقل في عروبته ووطنيته عن عمرو موسى.
ولقد فات على الكيان العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة أن عمرو موسى في جامعة الدول العربية سوف يمارس دوراً فاعلاً مؤثراً وقوياً يكشف نازية إسرائيل وعنصريتها. وبدلاً أن تكون في مواجهة واحد وهو عمرو موسى في الخارجية سوف تكون في مواجهة اثنين احدهما في الخارجية المصرية وعمرو موسى في جامعة الدول العربية..
لهذا أقول للصهاينة: خاب مسعاكم!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved