أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd May,2001 العدد:10463الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,صفر 1422

الفنيــة

في مبادرة لـ الجزيرة عن الفن والانتفاضة
لماذا اقتصر دور الفن على الأغاني والأوبريتات فقط؟ )2-2(
* القاهرة - عثمان أنور - إنصاف زكي:
نواصل اليوم ما انقطع من حديث حول فن الانتفاضة وتداعيات ما قدم حتى الأن على الساحة الفنية وحجم الانفعالات التي خلفتها مساهمة الفنانين على الشارع العربي والسؤال هو هل ما قدم من فن لدعم الانتفاضة يعتبر فعلاً كافياً لايصال الرسالة الفنية؟ ولماذا غابت الفنون الأخرى عن التعبير عن المرحلة؟
يقول الفنان الكبير نور الشريف: إن الأغاني والاوبريتات عموماً قادرة على تجسيد اللحظة والتعبير عن الأحداث والاستجابة لها بسرعة وهذا ما لاحظناه خلال كافة الأحداث التي مرت بنا. أما السينما فلا بد ان يمر بعض الوقت حتى يمكن توفير التكاليف المطلوبة من ناحية والتعبير من خلال الدراما السنيمائية الروائية عما يحدث وهذا شيء طبيعي جداً لأنه معروف ان تقنيات السينما مختلفة عن مجالات التعبير الفني الأخرى ويلزمها - لأسباب متعددة- بعض الوقت لتسجيل ما يجري.
ويضيف نور الشريف: أرى ان الفنانين المصريين والعرب يقومون بواجبهم القومي نحو أشقائهم الفلسطينيين وهم مستعدون للمزيد من المساندة للحق الفلسطيني، نحن كفنانين بمجرد ان ارتفع صوت الانتفاضة كان من بيننا من قاموا بزيارة جرحى الانتفاضة وهناك من قدموا تبرعات مالية ونحن جميعاً مستعدون لبذل المزيد من المهم ان تستمر الانتفاضة في الأراضي المحتلة، فقد نجحت الانتفاضة في إثارة الرعب والمخاوف لدى الإسرائيليين المراوغين فهم لا يريدون سلاماً عادلاً وليس لديهم أي قدر من العدالة في مقترحاتهم ولذا أقول دائماً منذ أن بدأت الانتفاضة لابد من استمرارها.
لا ترقى لمستوى الحدث!
أما فيما قدم من أغنيات واوبريتات تجاوباً مع الانتفاضة فان المؤرخ الموسيقي فرج العنتري يرى ان كل ما قدم الآن من أعمال غنائية أو اوبريتات لا يرقى لمستوى الحدث فقط طفت السرعة والعجلة على تقديمها ولذا لا نستطيع تلمس اثرها لأنها مثل كل عمل سريع غير متقن لا يمكث في الوجدان إلا من آثار بسيطة نتيجة لتفضيل المطرب الذي قدم هذه الأغنية أو تلك.
ويضيف العنتري رغم احترامي لجميع الأعمال التي قدمت إلا اننا كما نحتاج إلى عمل كبير ضخم يتطلب توفير إمكانيات كبيرة حتى يظهر للنور، وليست القضية في غياب هذه الإمكانيات أو عدم توفرها فهي موجودة سواء الإمكانيات الفنية أو الصوتية أو حتى المالية، ولكن القضية في التخطيط السليم لمثل هذا العمل.
الوقت ليس عائقاً
وعلى عكس ما قاله الفنان نور الشريف فيما يخص الأنواع الفنية الأخرى مثل المسرح والسينما وعدم استجابتها للتعبير عن الانتفاضة بسبب ضيق الوقت يرى المؤرخ الموسيقي فرج العنتري ان الوقت ليس مشكلة تواجهنا لسبب بسيط أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها الشعب الفلسطيني في وجه قوات الاحتلال ومن المفترض ان تكون لدينا الاستعدادات الكافية للبدء فوراً في تقديم مثل هذه الأعمال فمنذ خمسين عاماً ونحن نحيل عدم قيامنا بأي شيء بسبب الوقت وعموماً قليلة هي الأفلام السينمائية والمسرحية التي تتناول قضية الصراع العربي الإسرائيلي التي قدمت على تاريخنا السينمائي وهذا يستوجب إعداد الكثير من هذه المشروعات للفترات القادمة.
عدم التكرار
وتعزو المطربة أنغام غياب التأثير الكبير لما قدم من أغنيات واوبريتات عن الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة إلى قلة إذاعتها فتقول لا ننسى ان وسائل الإعلام عليها دور كبير تجاه هذه الأعمال فتكرار إذاعتها يأتي بآثار مضاعفة ولكن حدث ان هذه الأعمال لا تذاع إلا ثلاث أو أربع مرات على أكثر تقدير في حين ان اوبريت مثل الحلم العربي وقد وقدم قبل اندلاع انتفاضة الأقصى الأخيرة تم إذاعته مراراً وتكراراً.
دفاع عن الأعمال
ويدافع المطرب الكبير هاني شاكر الذي قدم أغنية «القدس هاتبقى ومش هاتموت» عما قدم من أعمال قائلاًً: إن هذه الأعمال لقيت تجاوباً كبيراً ونجحت إلى حد كبير في ايصال صوت الفنانين المصريين إلى اشقائهم في فلسطين، فأنا لم اتمالك نفسي منذ ان حدثت الانتفاضة الفلسطينية ورؤيتي لأطفال وشباب وشيوخ فلسطين يقدمون ارواحهم الطاهرة فداء للأرض والقدس ولا يملكون غير الحجر فأردت التعبير عما يختلج بصدري من مشاعر فكانت أغنية القدس التي تؤكد على انها سوف تبقى ولن تموت أبداً.
ويضيف شاكر: إن الأغاني والاوبريتات لا يمكن ان تحل القضية الفلسطينية. والمطربون والمطربات ينقلون فقط صوت وأحاسيس التاريخ العربي ونقول في كل كلمة نغنيها عن القدس انها ستبقى وستعود للفلسطينيين والعرب مهما طال الزمان، ومن هنا أرى ضرورة ان تظل الانتفاضة والقضية الفلسطينية هي الحدث الأول على قائمة أولويات الفنانين مع عدم الاكتفاء بتقديم الأغاني والأعمال الفنية رغم اهميتها ولكن بتقديم الدعم المادي وجمع التبرعات وإقامة الحفلات التي يخصص دخلها لدعم الانتفاضة.
المحك الأساسي للفنان
ومن جانبه يرى الملحن فاروق الشرنوبي ان الانتفاضة الفلسطينية وقضية الصراع العربي الإسرائيلي هي المحك الأساسي لأي فنان حتى يثبت انتماءه ويؤكد على رسالته الفنية التي يحملها بالأساس، فالكثير ممن يتشدقون ليل نهار عن انهم يحملون الهم العام ويعبرون عن نبض الجماهير هذه الجماهير التي خرجت في كل بقاع العالم العربي تحية للانتفاضة والمطالبة بدعمها ومساندتها والسماح لهم بالتطوع للقتال في صفوفها ومن هنا يجب على الفنانين التجاوب مع هذه الجماهير واظهار مشاعرهم الوطنية تجاه قضية فلسطين ومنذ ان بدأت الانتفاضة سارعت بالاتصال بصديقي الشاعر جمال بخيت للاتفاق على تقديم عمل يواكب هذه الانتفاضة الكبيرة وارسل لي الكلمات وعكفت على تلحينها وسط جو مشحون بمشاعر الوطنية والاحساس بضرورة المساهمة بشيء حتى لو بالألحان وهي مهنتي فكانت أغنية «الانتفاضة» ويقول مطلعها يا فلسطين الحزينة.. قلبي بعد النور حزين.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved