أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 22nd May,2001 العدد:10463الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
الرد الذي تريده إسرائيل
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ربما بات على اسرائيل أن تدرك أن إطلاق يد العدوان على الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة الموغلة في الوحشية لن يحقق لها الأمن الذي تتطلع إليه.
فالأمن الاسرائيلي حسب ما تتصوره اسرائيل يعني خضوع الفلسطينيين للإرادة الاسرائيلية مع استمرار الاحتلال واقامة المستوطنات وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية بالشوارع ونقاط التفتيش الاسرائيلية.
وقد جاءت عملية نتانيا كرد فوري وواضح لأسبوع من العنف الاسرائيلي بلغ ذروته في العملية التي نفذها العدو ضد نقطة حراسة في بتونيا بالضفة الغربية بينما كان أفرادها يتناولون طعام العشاء لتختلط دماؤهم بقطع الخبز.. الأسبوع المنصرم أيضاً شهد اصطياد قناصة اسرائيل للصبية الفلسطينيين ليستشهد عدد منهم..
وتجد اسرائيل أن الأجواء الدولية مواتية للاستمرار في عدوانها، بل والامعان فيه، حيث الدول الكبرى تبدو غير راغبة في كف يد اسرائيل عن موجة التقتيل والاقتحامات اليومية للأراضي الفلسطينية.. وتمثل الموقف الدولي في جانب منه في اجتماع مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي دون أن يتخذ أي قرار من شأنه ردع اسرائيل عن ممارساتها العدوانية.
وفي الموقف الدولي هناك إشارات أوروبية واضحة عن عدم القبول بالاستخدام المفرط للقوة من جانب اسرائيل وهذا على الأقل ما ورد خلال اجتماعات البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي في ستراسبورغ، وحمَّل البرلمان الأوروبي رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون مسؤولية تراجع عملية السلام، مشيرا الى ان سياساته تصبُّ في خانة المواجهة العسكرية.
وعلى الرغم من الانتقادات الأوروبية الواضحة لسياسات الاستيطان وعلى الرغم من إعراب أوروبا عن العزم على اتخاذ اجراءات اقتصادية تتركز بصيغة خاصة على عدم استيراد المنتجات الواردة من المستوطنات الاسرائيلية باعتبار المستوطنات أراضي فلسطينية محتلة فإن مجمل التحرك الأوروبي تجاه العدوان الاسرائيلي لا يرقى الى مستوى الفعل الحاسم على الأرض بحيث يمكن التعويل عليه كفعل رادع.
ولا يبقى إذن في مواجهة الصلف الإسرائيلي إلا هذه الدماء الطاهرة التي يقدمها أبطال الانتفاضة يومياً، وهي بدون شك تحرز الكثير من النقاط لصالح النضال الفلسطيني وترعب اسرائيل، حيث الدوافع للفداء والاستشهاد تتعاظم لدى الفلسطينيين فيما هي معدومة لدى العدو الذي يفتقر أفراده أصلاً إلى الروح الفدائية التي تجعلهم يقدمون أنفسهم من أجل أرض هاجروا إليها للتو.. ويعزز ذلك أرقام الخارجين من إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة قبل ثمانية أشهر وهي أرقام في تزايد مطرد، تعكس هشاشة هؤلاء المستوطنين الجدد وهشاشة ارتباطهم بالأرض..
ولا يفيد مسؤولي إسرائيل أن يطلقوا تهديداتهم، وهو الأمر الذي درجوا عليه في الأيام الأخيرة، بشن حرب شاملة على الفلسطينيين.. فالحرب حادثة فعلا، وإلا فماذا يمكن ان يقال عن عمليات التوغل اليومية وقصف السكان في بيوتهم وتجريف أراضيهم الزراعية وتقييد تحركاتهم وتصفية قادتهم بالمروحيات وقتل الرضع في المهد؟!
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved