أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
)تشكيلي أبكي لك(
محمد المنيف
أتذكر هذا القول حينما التقي ببعض الأحبة من الأدباء السعوديين أو العرب خصوصاً كتاب القصة أو الرواية وحتى الشعر العربي الفصيح نتيجة ما يعانونه من كساد في بضاعتهم كما هو الكساد في البضاعة التشكيلية.
لهذا اشعر بالخجل عندما اسمع شكوى أولئك الأشقاء في رحم الابداع وتذمرهم من واقع ضعف الاقتناء لمؤلفاتهم وتكدسها في مستودعات المكتبات أو دور النشر وبشهادة العديد من أصحاب تلك الدور لعدم وجود المستوى المأمول من القراء أمام زحف الثقافات المعلبة عبر الإنترنت والتلفزيون أو نتيجة انشغال الشباب بوسائل الترفيه الموجهة لطمس ملكات الابداع، وازداد ألما حينما يتوقعون )بأن معشر التشكيليين( أوفر حظا منهم وأننا لا نستطيع تغطية حاجة السوق من اللوحات وأن المقتنين يقفون طوابير وكأنهم أمام محل لبيع الفطائر، لحظتها أحاول أن أكون مشرئب القامة رافع الهامة اعتزازاً بما يعتقدونه مخفياً مشاعر الأسى والإحباط متذكراً ما يشبه واقعهم مع الفارق في وسيلة التنفيذ من تكدس اللوحات في مراسمنا.
نقاش كالماء في غربال
تلقيت دعوة جميلة بجمال صاحبها الأستاذ رجاء العتيبي المسكون بالهوس المسرحي وبالصحافة وبكل ما هو إبداع جمعني فيها بشخص الأستاذ زياد الدريس رئيس تحرير مجلة المعرفة الذي اعتز بمعرفته قبل أن التقيه وبالأستاذ سلطان المهنا مدير التحرير والزميل خالد الباتلي سكرتير التحرير، والزميل الصحفي الهلالي الانتماء والتعصب الراقي سعد المهدي، دار خلال لقائنا حوارات بيننا مختلفة في الأدب والفنون والرياضة ورغم أن الأغلبية تميل للثقافة والنتاج الفكري خشينا أن نضعف أمام الطوفان من المعلومات الرياضية التي يمتلكها المهدي والباتلي. ورغم دسامة الحوار وتشنج بعضنا دفاعا عن موقفه وعن ميوله خصوصا الجانب التشكيلي الذي أجمع الحضور على إعجابهم به ومعرفتهم الكثير عنه، إلا إن الحديث من حسن حظنا انتهى دون أن نمسك منه شيئا وكأننا نجمع ماء في غربال.
حينما فاز الابن )لبيد(:
التقيت بالأستاذ معتصم السدمي أحد منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن قبل فترة عند زيارته للمملكة ومنها جريدة الجزيرة نقل لي خبراً سعيدا عن ابنه )لبيد( وتحقيقه الجائزة الأولى في مسابقة الرسم التي أجريت لطلبة الكلية التي يدرس فيها هناك، تأتي سعادتي عودا على أول يوم تعرفت فيه على )ابي لبيد( كنت وقتها مدرسا للرسم في القسم الابتدائي بمعهد العاصمة النموذجي قبل سبعة عشر عاما، كان فيها لبيد تلميذا في تلك المرحلة وشعرت بأنه يمتلك تميزاً مختلفا في تعاملة مع الفكرة والأدوات التشكيلية في سن صغيرة ويبدع لوحات تسبق عمره الزمني، فقمت بكتابة رسالة خاصة لوالده مع تخوفي أن تجد ما وجدته الرسائل السابقة لأولياء أمور لا يهمهم وجود مواهب عند أبنائهم ولا يلقون بالا لأي دعوة أو توجيه من معلميهم.
قلت فيها أهننك بوجود موهبة متميزة في مجال التربية الفنية لدى ابنكم لبيد متوقعاً أن يكون له مستقبل إبداعي متألق في حال دعمه وتشجيعه من قبلكم وتهيئة الوقت والأدوات اللازمة، ففوجئت بعد أيام قليلة بوكيل القسم يطلبني لمقابلة ولي أمر الطالب لبيد فكان اللقاء الأجمل مع الأستاذ معتصم الذي شعرت منه بالرجل الواعي الذي يمثل إمساكنا بالحلقة المفقودة في العلاقة بين المدرسة والأسرة وهي التواصل وتفاعل الآباء، تمنيت خلالها أن نجد من البقية ما نجده من أمثاله لنحقق الهدف المنشود.
إن اكتشاف الموهبة المبكرة وتعاون الأطراف الثلاثة المتمثلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع سيصل بنا إلى دعم المؤسسة الرائدة مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة لرعاية الموهوبين التي تضع خططاً مستقبلية تنطلق من مبدأ التعاون فكم من موهبة تاهت في واقع الجهل بها أو بتجاهلها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved