أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

ترانيم صحفية
طفلك يا سيدة المجتمع
نجلاء أحمد السويل
هو طفل اجتماعي لديه رغبة قوية في الاجتماع بالآخرين لمن هم في مثل عمره، فهو يقضي يوما كاملا احيانا في منزل عمه او خاله او جدته فالعائلة من حوله مليئة بالاطفال الذين يشغف إلى اللعب معهم، وبعد قضاء ذلك اليوم الكامل من عطلة نهاية الاسبوع يلتقي بوالديه اللذين يظلان يسألانه عن كل ما يتعلق بالمنزل الذي ذهب اليه ايا كان ذلك المنزل عما او خالا، ويتبعون تلك الأسئلة بأخرى تتعلق بأفراد المنزل واحداثهم وماذا فعلوا وماذا قالوا ومتى مثلوا كذا وكذا، وقد يكون ذلك استشفافا لأحداث ذلك المنزل، وربما يكون فرحا بطلاقة لسان الطفل ورغبتهم في سماع الاحداث من لسانه هو وبأسلوبه الذي يرونه رائعا ومشوقا بالنسبة له، وكلما انتهى الطفل من حدث يتلوانه هما بكلمة )وبعدين( و)بعدين( ويتخللها تعجب وذهول وسعادة وغيرها من الانفعالات التي ربما تعزز لدى الطفل زيادة الحديث، بل وزيادة التذكر والالقاء، ربما يكون هذا شيئاً جميلاً يعبر عن فرح الأبوين بكلام ابنهما ولكنه الطريق الخطأ في حسن التصرف والتدبير.
فكم هم الاطفال الذين ينقلون الأخبار هنا وهناك وكل حدث بكل دقائقه وصغائره سواء على نطاق العائلة نفسها او على نطاق المدرسة والمعلمين والمعلمات حتى ترى ان معلماً او معلمة طفلك او طفلتك ربما يعلم عن المنزل امورا خاصة وشخصية نقلها الطفل بعفوية اليه، وربما يخبرك المعلم بأن طفلك قد قال )كذا( او )كذا( فقط لينبهك بأن سلوكه هذا سلوك خاطىء والمضحك فعلا ان يكون عقاب الطفل العقاب الصارم بالضرب او التوبيخ او حرمانه مما يحب، وهنا ندخل مع هذا المسكين فيما يسمى بتذبذب التربية، ففي الوقت الذي كنت كغيري تشجعه قبلها على الحديث انت الآن تضربه وعلى نفس السلوك.
يظل الطفل في دوامة من الأسئلة فهو لا يعرف لماذا العقاب، وقد سبقه الثواب قبل أيام بسيطة على نفس ما قام به اليوم .. اشياء دقيقة وصغيرة ولكننا لابد ان نتنبه لها، والامهات اللواتي اصبحن الآن يرمين التربية على يد الخادمات لابد ان يستيقظن قليلا، فلا يجب ان تكوني سيدة مجتمع على حساب طفلك الذي يتخبط بخطئه هنا وهناك، ومنذ ان يفتح الطفل فمه ناقلا اخبار فلان او فلان، فمن لا يخصونه وليسوا في مثل عمره ينبني بصورة ايجابية ان اوضح له بأن نقل الاخبار والأحاديث امر قد يجعلك منبوذا من اصدقائك واقربائك وانك في المقابل لابد ان تتحدث عن نفسك ماذا فعلت؟ ماذا قلت؟ ماذا لعبت؟ ولكنك لابد ألا تتدخل في شؤون الآخرين وتنقل خصوصياتهم لأن هذا يجعلك فردا منبوذا مستقبلا!! ولا ابالغ حين اقول: ان الواقع يترجم لنا هذا فعلا عندما يرى فلان وفلان من الناس لا يلقى متعته الا عندما ينقل خبر فلان لفلان وتختلف المقاصد والنوايا من ذلك باختلاف طبيعة ذلك الفرد خبراً أو شراً.. اذا لابد ان تدرك كمربية بأنه لا يوجد ماهو اسمه ان هذا طفل لا يفهم، وانما لابد ان تنزل الى مستوى فهمه وتشرح له كلما تريد..والله ولي التوفيق..
Email.najla2001.maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved