أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

المتغيرات المعرفية
د. خليل ابراهيم السعادات
تحدثت في مقال سابق عن العوامل المؤثرة في استراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي ونستكمل الحديث حول هذه المتغيرات بدءا بالمتغيرات المعرفية وذلك كما جاءت في الاستراتيجية التي وضعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. فقد شهد العالم في القرن العشرين أحد أهم الأحداث وهو التقدم المطرد في كم المعرفة ونوعها وكيفها والمعرفة التي تتوالد بسرعة مذهلة وتستخدم بطرق أكثر كفاية مما كان له أعظم الأثر في دفع الكثير من المجتمعات الى إدخال تغييرات جذرية ملموسة في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وأساليب تفكيرها وطرق حياتها. وأصبح معلوما لدى جميع العاملين في حقل المعرفة أن القرن العشرين قد شهد تطورا كمياً وكيفياً جعله بالقياس الى حجم المعرفة البشرية ونوعها عبر القرون عصر المعرفة.
وقد وضع هذا العصر العالم أمام الموجه الثالثة من ثورة المعلومات مقارنة بالموجتين الأولى والثانية الثورة الزراعية والثورة الصناعية ومن ثم أصبح تنمية المعلومات وتوزيعها هو نشاط القوة أو الطاقة للجنس البشري. فقد أثرت ثورة المعلومات على كل جبهة بتغيير نسيج الحياة وخطواتها وإيقاعها ومادتها. وقد صار لها تأثير قوي على استراتيجيات رجال الأعمال والقادة السياسيين في معظم أنحاء دول العالم وخاصة تلك التي تركزعلى التكنولوجيا العالية والتنمية المكثفة للمعلومات. وتمضي الاستراتيجية لتقول إنه من الطبيعي أن تحمل الموجه الثالثة طريقة جديدة للحياة تقوم على أساس مصادر الطاقة المتنوعة والمتجددة أو على أساليب للإنتاج تجعل معظم خطوط التجميع في المصانع شيئا بالياً عتيقا وعلى عائلات لا نووية جديدة وعلى مؤسسة جديدة يمكن أن نطلق عليها الكوخ الإلكتروني وعلى مدارس ومؤسسات متغيرة جذرياً للمستقبل. وتتطلب هذه العائلات الجديدة والمدارس والمؤسسات المتغيرة توسيع رقعة التفكير بدلا من احترام الطبقة الاجتماعية وأن يتم توزيع المعرفة بحيث لا يبقى محروم منها في أي مكان على ظهر الأرض وتختفي الأمية وتنتشر أولوية العلم والمعرفة وترفرف في عقول جميع الأفراد انطلاقا في الفكر وطرحاً للرأي واحتراما للرأي الآخر وتسامياً في التعامل مع الآخرين.
وهنا تزداد حاجتنا لتطوير الفكر والممارسة في عملية التربية التي تمتد مدى الحياة للجميع وذلك بالتعلم. وتذكر الاستراتيجية أن تقرير ديلور «الكنز المكنون» يقترح تصورا لعملية التعلم يقوم على أربع دعائم تعلم أن تعرف، تعلم أن تعمل، تعلم أن تعيش مع الآخرين، تعلم أن تكون. ولعل أهم مضامين المتغيرات المعرفية عجز النظام التعليمي المدرسي مهما زادت عدد سنواته وكدست مناهجه وتضخمت كتبه عن أن يلاحق ذلك التراكم للمعرفة وتوزيعها وانتشار أولوية العلم والمعرفة أو يحقق دعائم التعلم الأربع مجتمعة إذ لا بد أن يكون هناك إضافة لنظام آخر مفتوح للتعلم يتيح التحاق جميع الأفراد به في أي مكان على ظهر الأرض في إطار التعليم مدى الحياة للجميع.
وعلى الله الاتكال.
*كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved