أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
الباذنجانة الزرقاء
أميمة الخميس
صدرت رواية )ميرال الطحاوي( الباذنجانة الزرقاء في طبعتها الرابعة.
عن دار الآداب في بيروت، وهي رواية قصيرة في )144 صفحة(، ولكنها تغطي على المستوى الفني مرحلة زمنية طويلة، تمتد عبر جميع مراحل حياة بطلتها.
الصفحات الأولى من الرواية التي تصف فيها الكاتبة تفاصيل ولادة البطلة، وتزامن هذه الولادة مع نكبة )67( متقنة ومنسوجة بعناية سواء على مستوى الشخصيات او السرد او الاهتمام البديع باللغة، الذي يبرز بتنقلات رشيقة وخاطفة سيرة حياة اسرة برجوازية مصرية، إبان النكسة العربية، وانعكاس هذه الهزائم على الوجدان العام لهذه العائلة،.
بحيث يصاب الأب وهو )طبيب جراح( بخيبات متتالية علي المستوى السياسي والعسكري تؤدي إلى مرضه، أما الأم فتبدأ خيباتها عندما ترزق بطفلة لا تمتلك نفس جمالها وأناقتها، فتمضي جل وقتها في محاولة تحويل هذه الطفلة الى عجينة، وكأنها تريد عجنها من جديد وتغييرها، ولا تفلح في هذا بينما تكبر الطفلة على ندوب كبيرة في قلبها ووجهها تجعل مواجهتها للحياة أقسى وأصعب.
هذا المناخ تنقله الكاتبة عبر نقلات خاطفة ورشيقة مطعمة بالشعر والأمثال والحكايات التي تأتي على لسان الخدم وأهل بيتهم بحيث تزركشت اجواء الرواية بكمّ وافر من الموروث الشعبي، ناهيك عن أحلام البطلة الخاصة.
لكن هذا النسيج المتوائم المنتظم سرعان ما يفقد انسجامه وتماسكه وتنفرط الحبكة من الكاتبة، فتتداخل الاحداث والشخصيات فيما يشبه لغة هذيانية، أضعفت كثيرا من البناء السردي في الرواية، وأدخلت القارىء بصورة مفاجئة الى الدهاليز السرية لشخصيات جديدة وطارئة دون ان تنمو تلك الشخصيات وتنضج بشكل متكافئ مع تسلسل احداث الرواية، كشخصية الفتى الثائر، والمومس، والفتاة التقية وجميع من يكوّن تفاصيل ذلك الهذيان دون ان يكون هناك رابط حقيقي ومبرر سوى سكن الطالبات الذي يجمعهم على أرضية مكان واحد.
وفي أحيان كثيرة نجد شعارات اليمين واليسار بحذافيرها بين صفحات الرواية دون ان يصاحب هذا ما يبرره على مستوى تطور الاحداث او الشخصيات، فتغدو الكثير من الصفحات عبارة عن وقائع فيلم تسجيلي غير متقن الصنع.
أفردت الروائية فصلها الروائي الأخير لكتاب ابن حزم الأندلسي )طوق الحمامة( وسمته بنفس الاسم ايضا ولكن لتقع في نفس الامر فيما يتعلق بإدراج الشعارات في الإطار السردي دون ان يكون لها مهمة على المستوى الفني.
فجميع مقتطفات كتاب )طوق الحمامة( أتت مقتطعة من السياق فلا تضيف الى الحدث أو تدفع الشخصيات الى مزيد من التطور كل ما هنالك أنها تغدو عبارة عن تهويمات ترددها البطلة بينها وبين نفسها بين الصفحات.
أنا أحب ان اقرأ ما تكتب النساء لي شغف خاص بالتلصص على طريقتهن في مقارعة هذا الكون المترصد الحذر بالنسبة الى إمرأة )وشرقية( بالذات ومن ثم تحويله الى مادة كتابية، وبقدر ما أبهجتني الصفحات الأولى في رواية الطحاوي.
فإن التالي جعلني أركض بين الصفحات ابحث عن خيط سردي واضح ومتين فلم أجده فالطفرة العارمة التي بدأت بها روايتها تهلهلت وتشظت وأصبحت أضواء سريالية غامضة ومملة.
e mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved