أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

الاهتمام بالمسنين!!!
د. زيد محمد الرماني
يتجه مفهوم المسنين في الوثائق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة الى التعبير عن عملية مستمرة من التغيرات التي تصاحب المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان، أكثر منها تعبيرا عن فترة ثابتة محددة من حياته. ويشير الاتجاه العام الى أن المسنين هم فئة السكان التي تبلغ ستين عاما وأكثر، والتي ترتبط في كثير من الأحوال ببداية التقاعد الرسمي عن العمل.
بَيْدَ أنه يلاحظ أن تحديد فئة المسنين، وبالتالي البيانات الإحصائية الخاصة بهم، قد يبدأ في بعض الدول النامية ومنها غالبية الدول العربية، بستين عاماً فأكثر، بينما يبدأ في كثير من دول العالم بخمسة وستين عاماً، وهو العمر الذي تستند اليه المقارنات الدولية. لقد ظلت فئة المسنين الى ما بعد الحرب العالمية الثانية لا تجد اهتماما كافيا على مستوى البحوث العلمية من ناحية، والسياسات والبرامج الاجتماعية من ناحية أخرى. ومع إدارك بعض دول العالم، خاصة الدول الصناعية المتقدمة، لتزايد أعداد هذه الفئة، وبالتالي تزايد نسبتها في الهيكل السكاني والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوضع، تصاعد الاهتمام بالمسنين، وهذا الاهتمام كان له مظاهره على مستوى البحوث والدراسات الاجتماعية وعلى مستوى السياسة الإنسانية.
إن الطرح المعاصر لقضايا المسنين، لا يستند الى اعتبارات إنسانية فحسب، وإنما يستند الى اعتبارات تتعلق بعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالأساس.
يترتب على ذلك أن الاهتمام بالمسنين ليس مجرد اهتمام بفئة عمرية أو اهتمام بدراسة تغيرات ديموغرافية واحتياجات سكانية، لكنه أبعد من ذلك بكثير.
إذ نحن نتحدث عن ظاهرة متحركة، ودينامية، تترتب عليها مسؤوليات اجتماعية واقتصادية تنعكس على عملية تخصيص الموارد، كما تترتب عليها آثار عميقة على عملية التنمية وذلك بخروج شريحة سكانية من سوق العمل وتداعيات ذلك على الموارد البشرية والاقتصادية.
إن علماء الاجتماع لا يهتمون عادة بالنمط الفردي للشخصية إلا في إطار التفاعل الاجتماعي الكلي للجماعة الإنسانية. يقول الدكتور يحيى الحداد أستاذ الاجتماع بجامعة البحرين في ورقة بحثيه له بعنوان «التخطيط الاجتماعي لرصد وتلبية احتياجات كبار السن»: المسن سوسيولوجيا هو مكانة لها حدودها في سياق الجماعة يمارس أو لا يمارس أدوارا معينة تحكمه دوما ما يعرف بالفعل الجمعي والعلاقات الاجتماعية.
ثم، إن الشيخوخة هي ظاهرة اجتماعية نبعت من الجماعة، فهي التي أطلقتها بمواصفات معينة على أفراد عجزوا عن أداء أدوارهم الاجتماعية، ليتسم طابع حياتهم بما أسماه بارسوتز بالاغتراب الاجتاعي أو ما أسماه كولي بالهوامش الاجتماعية.
وللأسف، فإن الشيخوخة عند بعض علماء الاجتماع المحدثين هي نوع من الإعاقة الاجتماعية والتي لابد وأن تفتقد الشعور بالقيمة والمساواة والمكانة في سياق تجمع تحكمه معايير القوة والكفاءة وتعتمد على ما بقي في المجتمع من قيم وعادات وتقاليد أو ما يسميه تونيز بالنسق القيمي.
بَيْدَ أننا نؤكد أن المسن في شريعتنا السمحة جَدًّا كان أو أباً أو أخاً أو عماً أو خالاً كائناً من كان له من المهابة والتقدير والاحترام والاجلال والبر والإحسان الشيء الكثير والقدر المعلَّى حقا واجبا.
ونصوص القرآن الكريم وأحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة شواهد حق ونبراس عدل علي مكانة الشيخ والمسن. واقرأ إن شئت قوله تعالى :«وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهم قولا كريما» الإسراء /23. واسمع إن شئت قوله عليه الصلاة والسلام «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا» حديث شريف، بل لقد جعل الله عز وجل الجنة تحت أقدام الأمهات لفضلهن من شرفهن ومكانتهن . فالله الله في المسنين
*عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved