أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

المجتمـع

يطلبن من أولادهن الرد بالمثل على من يضربهم
أمهات يحرضن أبناءهن على التسلط والعدوانية
الأسلوب يهمش المبادئ التربوية المفروض غرسها في الطفل
* تحقيق إيمان التركي:
يعمد بعض الآباء والكثير من الامهات الى الطلب من اولادهم الصغار الى ضرب من يعتدي عليهم والرد عليه بنفس الطريقة حيث يبادر الاب في بعض الحالات والام في الغالب الى حث ابنهم ودفعه لضرب من يضربه وذلك حتى يأخذ حقه في رأيهم ويكون شجاعا وليس انهزاميا مستسلما.
وهذا اسلوب تربوي خاطئ في رأي معظم من التقينا بهم لاخذ انطباعاتهم وآرائهم عن هذا الموضوع.
في البداية تحدثت لنا عميدة كلية العلوم الصحية للبنات الدكتورة حصة السلولي برأي فريد عن هذا النوع حيث قالت من الجائز جدا ان اطلب من ابني او ابنتي ضرب من يضربهم مباشرة واخذ حقهم بأيديهم شريطة ان اشهد بنفسي الحدث واكون لحظة تعرض اولادي الصغار للأذى موجودة ومتابعة لهم. اما اذا كنت بعيدة عن الحدث فأعمد الى الاستفسار بطريقة قطعية لا تهضم حقوق ابنائي ولا تنمي فيهم الظلم لغيرهم وبذلك اغرس فيهم روح العدل والشجاعة في الموقف واجعلهم يتخذون القرار بأنفسهم دون الاعتماد على الغير.
أما الاخصائية الاجتماعية كوثر العديلي فتقول عن هذا الموضوع:
يعتبر كثير من التربويين تعلم اولادنا ضرب من يضربهم اسلوبا خاطئا لان فيه تهميش لكثير من المبادئ التربوية التي لا بد من غرسها في الطفل كالتسامح والعفو ونجهل كذلك بان الطفل قد يكون في الاساس اتخذ موقفا اجبره على مبادلة من ضربه بالمثل، وعدم التفهم للمشكلة كاملة قد يعود الطفل على اخذ حقه دون وجه حق مما يزرع في نفس الطفل التسلط والاعتداء على الغير.
تدخل الكبار
الدكتورة فاطمة ختان لها رأي آخر في هذا الموضوع حيث قالت لا اعتقد ان هذا الاسلوب هو الانسب لتربية الأطفال وأنا لا أحب تربية ابنائي على هذه الطريقة.. وعندما يتشاجر طفلان.. يجب ألاّ نطلب من احدهما ان يضرب الآخر لان كلاً منهما لا يدرك مدى خطورة الضرب وأثره النفسي والبدني.. لذلك يجب ان يتدخل الكبار ويحكموا العقل والمنطق في الموضوع ويوضحوا للاطفال بان ذلك عمل لا يليق اطلاقا بالطرفين وان الصلح والتسامح هو الانسب لتربية الابناء على الاخلاق الفاضلة والحميدة.
طفل ينفر منه الجميع
ام فيصل «ربة منزل» اكدت ماقالته الدكتورة فاطمة ختان بان الطفل لايدرك الفرق بين من يعتدي عليه او يلعب معه وقالت ان تعلمه ضرب من يضربه بحجة الدفاع عن النفس سلوك خاطئ ينتج عنه طفل عدواني ينفر الجميع منه ومن سلوكه ولكن من ناحية اخرى اذا منع الطفل ان يعبر عن غضبه وكبلناه تجاه التعرض للآخرين من هم في سنه حتى وان اعتدوا عليه فان ذلك يخلق منه طفلاً مهزوزاً ضعيف الشخصية غير واثق من نفسه ولايحاول ان يتعلم كيف يدافع عن نفسه.
الأهل هم القدوة
أما فاطمة العمري فقالت بهذا الصدد علينا كآباء وامهات ان نربي ابناءنا على تعاليم ديننا الحنيف وعلى القيم والمبادئ المنتقاة منه والتي منها حسن الخلق والتسامح بالاضافة الى تعليم طفلنا كيف يختار اصدقاءه وتنمية روح الجماعة لديه من خلال الجماعات الاسرية او المدرسية او ان ينضم الى جماعة المسجد لحفظ القرآن او معسكرات كشفية او نواد رياضية وهذا لايعني ان اترك طفلي موضع تطاول من قبل اقرانه كما ان لا يجوز ان نزرع فيه روح العداء وان نبين له انه ليس دائما على حق وان هناك من تقول لابنها اذهب واضرب من ضربك اذا جاءها باكيا.. فلماذا لا تحاول الام معرفة الاسباب والدوافع فلربما يكون ابنها هو المخطئ وخاصة ان كان ابنها الوحيد فهذا الصنف من الاطفال معروف عنه انه اناني الطبع يتوقع من الجميع ان يعاملوه معاملة عاطفية كأبويه.
أمر مهم
وتحدثت لنا في النهاية سلطانة العتيبي وهي طالبة جامعية متزوجة مشيرة الى انه لابد ان اعلم اولادي كيف يأخذون حقهم بأنفسهم فاذا كبروا يعرفون كيف يحلون مشاكلهم بأنفسهم وهذا امر مهم جدا لكيلا يشعروا بالظلم والاضطهاد والاحباط كما ان نهر الطفل كما تشير سلطانة يجعله طفلا جبانا غير قادر على الاعتماد على نفسه اعتمادا حقيقيا يقيه الكثير من المواقف المحرجة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved