أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

لقاءات

«الجزيرة » تحاور أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية
لماذا تغير الجمهوريون فأصبحوا أكثر انحيازاً لإسرائيل؟
* سجل الحوار: عادل العيثان
حفل الحوار الذي اجرته «الجزيرة» مع الدكتور عبدالعزيز سعيد استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في واشنطن دي . سي بالكثير من النقاط المهمة عن القضية الفلسطينية، وقد أثرى الحوار المشاهدات الحية للضيف ومضيفه الأستاذ جاسر الجاسر مدير تحرير «الجزيرة» خصوصاً تلك ا لمشاهدات التي تمت في الأراضي الفلسطينية.
وبحسب منصبه الأكاديمي وما يضيفه عليه وجوده في العاصمة الأمريكية من مزايا المتابعة اللصيقة لما يجري فقد كان الدكتور عبدالعزيز مفيداً في القائه الضوء على آليات اتخاذ القرار الأمريكي ..
والفرق بين إدارتي بوش الأب وبوش الابن وكيف أن الأخير على الرغم من افتقاره إلى كثير من جوانب السياسة الخارجية إلا أنه استطاع أن يوظف فريقاً من محترفي السياسية وعلى رأسهم وزير الدفاع السابق ديك تشيني.
وبدأ الحديث عن القضية الفلسطينية وعن الانتفاضة والقوى الفاعلة على أرض الواقع الفلسطيني والمقارنة بين فهم الإدارة الأمريكية لكل من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وفهمها للتيارات الأخرى مثل حماس والجهاد الإسلامي ومدى ارتباطها وتحريكها للانتفاضة وللشارع الفلسطيني والعربي وأيهما يملك القدرة الأكثر على توجيه الانتفاضة.
وبعد حديث قصير للدكتور عبدالعزيز، علق الأستاذ جاسر الجاسر مدير التحرير بقوله:
هل يكتفي المراقب الغربي سواء كان الأمريكي أو الأوروبي بالاعتماد على التقارير المكتوبة التي ترد إليه من المراسلين وهل المراقبون على اطلاع على قوة «حماس» والمقاومة على ساحة الانتفاضة ، وإذا أردنا قياس عناصر القوة في التنظيم ، هل هي قوة التنظيم؟ هل هي عدد أفراد التنظيم أو ما يحققه التنظيم أو ما يحظى به من تأييد في الداخل. وأيد الدكتور عبدالعزيز ما ذهب إليه الأستاذ الجاسر من أن هذه العناصر هي فعلاً عناصر القوة وأيضاً مصداقية التنظيم من عناصر القوة، وعاد الجاسر مرة أخرى ليحكي عن تجربة شخصية على صلة بالموضوع فتحدث عن رحلته في العام الماضي إلى فلسطين حين ترك الوفد الإعلامي ليستقل سيارة أجرة إلى مخيمات فلسطينية في جباليا ورفح وخان يونس ومخيم كندا والبرازيل وقد كان بصحبته صحفيون من الذين كانوا يعملون في منطقة الخليج حيث أفاده هؤلاء بأن حماس تملك أقوى تنظيم في غزة وهي من أكثر المناطق الفلسطينية نضالاً ومواجهة لإسرائيل وأكثر من أي مناطق أخرى...
وقال جاسر عبدالعزيز الجاسر أنه ليس هناك تنظيم لحماس بذات القدر الذي قال به الصحفيون واضاف ولكن وجدت التعاطف مع حماس والذي هو البديل عما تقدمه السلطة الفلسطينية، وهذا التعاطف مع حماس في ظل الاحباط الذي صنعته إسرائيل وأمريكا التي تتساهل مع إسرائيل ، إزاء ذلك قال الدكتور عبدالعزيز معلقاً : إحدى المشاكل التي تواجهها السلطة الفلسطينية إنها لم تلبي ما وعدت به من إجراء انتخابات .
** مداخلة من الجاسر:
وأيضاً لم تدع للفلسطينيين مجالاً للحرية والمشكلة تكمن في أن السلطة اصبحت مكبلة باتفاقات وهي اتفاقية أوسلو، وقد نفذت ما عليها من هذه الاتفاقية أو حوالي 80% من بنود الاتفاقية وقد خلقت هذه الشروط والمتطلبات التي فرضتها الاتفاقية لصالح إسرائيل ضغوطاً على الشعب الفلسطيني في الداخل فعندما يطلب من السلطة ضبط الأمن ومراقبة العناصر المتطرفة ومصادرة السلاح وغيره. فإن المواطن الفلسطيني والعربي عموماً ينظر إلى تصرفات السلطة الفلسطينية على أنها تمثل حارساً أو شرطياً لإسرائيل على الفلسطينيين.
وقد علق الدكتور عبدالعزيز هنا بقوله: انه قد كتب في إحدى مقالاته بأنه لا يتمنى نجاح قمة شرم الشيخ لأن ذلك كان سيفرض على ياسر عرفات إعادة الإسرائيليين إلي وضع السيطرة وهذا ليس من صالح الوسيط الأمريكي.
** الأستاذ الجاسر أورد ومن مصادر مقربة جداً من قائد الأمن الوقائي الفلسطيني محمددحلان قوله بإمكاني السيطرة على غزة في خلال «24» ساعة، ولكن مقابل ماذا؟ فإذا أريد مني ضبط الشارع الفلسطيني في غزة ورام الله وغيرها حسب اتفاقيات اوسلوا فأنا بحاجة إلى تقديم وضع بديل للوضع الحالي بالنسبة للشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني يعاني الكثير فعلى سبيل المثال : المواطن الفلسطيني يفيق من نومه في الساعة الثالثة والنصف فجراً ويتجمع عدة أشخاص 6 أو 7 أشخاص من القادرين على العمل يخرجوا من المخيمات ليذهبوا إلى بيت حانون والمعروف باسم «معبر ايريز» ويقفون في طابور تفتيش ومساءلة وسوء معاملة من قبل الجنود الإسرائيليين ولمدة «3» ساعات على الحاجز ومن الحظ مثلاً إذا أعجب الجندي الإسرائيلي شكله يسمح له بدخول إسرائيل والعمل طوال اليوم في الأعمال الشاقة ومقابل ما يساوي 10 دولارات يومياً ويرجع ليلاً إلى المخيمات لينام 5 أو 6 ساعات ويعود في اليوم الثاني للعمل في إسرائيل. وفي نفس الوقت فان عرفات قد نفذ 80 إلى 90 بالمائة من اتفاقية اوسلو ولم يجد أي مقابل بل بالعكس من ذلك.
ومن حين إلى آخر وعند حدوث أي بوادر مقاومة فلسطينية يتم اتهام عرفات بأنه أرهابي ومشجع للعنف وهكذا يكون الإسرائيليون قد اضعفوا الجهة الوحيدة التي يمكن لهم من التفاوض معها.
** الدكتور عبدالعزيز: إن إطلاعكم على الأحداث داخل الأراضي المحتلة يجعلني اشير إلى ما أنا على إطلاع أكثر به وهو الإدارة الأمريكية الجديدة.
الأستاذ الجاسر : المواطن العربي اصيب بخيبة الأمل من تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع القضية الفلسطينية واثر ذلك حتى على الذين كانوا مستبشرين بالحكومة الجمهورية واستفسر الأستاذ الجاسرعن سبب هذا التغير في الموقف التقليدي للحزب الجمهوري؟
فأجاب الدكتور عبدالعزيز بقوله: ان الحزب الجمهوري ليس هو الحزب الجمهوري القديم، فقد تطور لاجتذاب الأقليات ومن ناحية أخرى فان الإدارة الأمريكية المتمثلة في الحزب الجمهوري هي إدارة ينتمي اعضاؤها إلى جماعة المسيحيين اليمينيين والذين هم بطبيعتهم متعاطفون مع إسرائيل، ومن حسن الحظ فأنهم أقلية في أمريكا.
بينما المسيحيون الكاثوليك المعتدلون هم الأغلبية العظمى في أمريكا ويختلف موقفهم عن اليمينيين ولكن من سوء حظ العالم العربي أن هذه الإدارة يغلب عليها اليمينيون بشكل أكثر بالإضافة إلى المسيحيين التبشيريين وهذا الشيء يجب معرفته في العالم العربي.
ويذكر هنا الدكتور عبدالعزيز انه عندما جاء ياسر عرفات إلى واشنطن بعد اجتماع مدريد التقى بقائد الانتفاضة الأولى مبارك عوض الذي سجن من قبل السلطة فيما بعد وانه اصطحب الوفد الفلسطيني لمقابلة المسيحيين المبشرين في الوقت الذي رفض المسيحيون اليمينيون مقابلة الوفد الفلسطيني. ويقول الدكتور عبدالعزيز: ان الرئيس بوش الابن يختلف عن ابيه الرئيس بوش الأب ، بوش الأب كان ذا خبرة واسعة في السياسة الدولية فقد كان عضواً بالكونجرس وكان رئيس الحزب وكان سفير في الأمم المتحدة وكان سفيراً في الصين والذي نسميه نحن برئيس يعتمد على العلاقات الخارجية في إدارة البلاد.
بينما الرئيس الحالي معروف بأنه رئيس يعتمد على السياسة الداخلية في إدارة البلاد وهذه نقطة مهمة ويجب أن يتنبه لها العرب وهذا ما لم أجد عليه أي أشارة أو تعليق في الصحف العربية.
ويواصل الدكتور عبدالعزيز:
وكما نعلم فان الانتخابات الأخيرة كانت ذات نتائج متقاربة جداً فقد فاز الرئيس الحالي بوش بما يقارب المائتي صوت فقط وهذا ما يجعل أي رئيس يتجه إلى السياسة الداخلية في هذه الظروف.
والشيء الآخر هو ان طاقم الإدارة الحالية لم يكتمل بعد فقد تم تعيين الوزراء ووكلاء الوزراء والإدارة العليا ولكن باقي موظفي الإدارة الحكومية لم يتم تعيينهم بعد. ويستغرق الأمر حوالي 6 7 أشهر ليكتمل طاقم الإدارة.
وثانياً: فان مراجعة السياسة الخارجية تستغرق حوالي 6 إلى 7 أشهر فأنا برأيي والحديث مازال للدكتور عبدالعزيز لا تنتظروا أي بوادر جديدة قبل شهر سبتمبر القادم.
وفي تقييمه للإدارة الجديدة ومقارنتها بسابقاتها يقول الدكتور عبدالعزيز: ان الإدارة الحالية هي إدارة محترفين سياسيين اناس لهم خبرة وهم من طاقم إدارة بوش الأب، وفي معرض حديثه يقول الدكتور عبدالعزيز: كان الكثيرون من العرب يتمنون بقاء إدارة كلينتون على هذا التغيير ولكن من هم إدارة كلينتون ؟ مادلين أولبرايت ليست محترفة في السياسة ومارتن اندكس ليس محترفاً ودنيس روس غير محترف ولكن في الإدارة الجديدة كلهم محترفون واساتذة جامعات فمن هو مارتن اندكس؟ هو عامل اساسي ومهم في مركز في واشنطن للدراسة والتحليل السياسي لصالح إسرائيل، وماذا يعمل الآن؟
دنيس روس بعد أن انتهي من عمله؟ فهو يعمل موظف الآن لدى معهد دراسات الشرق الأوسط، وهو معهد يعد دراسات عن الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ويدعم إسرائيل. فعندما اقول ان هذه هي إدارة المحترفين فأنها على صعيد الوزير أو وكيل الوزير لشؤون الشرق الأوسط أو الدبلوماسيين الذين خدموا في دول عربية وبعضهم يتكلمون اللغة العربية.
ويضيف قائلاً: ان الشيء الإيجابي هو عودة المحترفين الجمهوريين وهنا يورد مستلطفاً بأنه ليس جمهورياً وانه اختلف مع زوجته عندما أدلى بصوته إلى المرشح العربي الأصيل رالف نادر.
ويوضح الدكتور عبدالعزيز تحليله للإدارة الأمريكية الجديدة قائلا إن هذه الإدارة تعتمد في سياستها على آلية التفويض عوضا عن التوجيه.
فهي تفوض الصلاحيات إلى جهات مختلفة ولا تحصر التفويض في وزارة الخارجية وإنما أيضا إلى وزارة الدفاع وإلى الوزارات والدوائر الأمريكية الأخرى وهذه تعتبر بادرة جديدة. ولذلك يجب على المبادرين بأن لا يكتفوا بالاجتماع مع وزارة الخارجية وإنما يبادرون إلى الاجتماع بوزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي والوزارات والدوائر الأمريكية الأخرى. فإنها كلها لديها تفويضات وصلاحيات والشيء الآخر هو إن نائب الرئيس ديك شيني هو ما اشبه بالباب العالي في الدولة العثمانية.. وما رأيته من تصرفات الإدارة الجديدة في التعامل مع أزمة طائرة التجسس التي هبطت في الصين نبهني إلى أن السياسات غير الاستراتيجية تتولاها وزارة الخارجية والسياسات الاستراتيجية تتولاها وزارة الدفاع وتكون سياسة هذه الإدارة هي بالمشاركة بين الدفاع والخارجية، وبالنسبة للشركات والبترول فان الإدارة الأمريكية قالت أنها تريد إلغاء العقوبات ضد إيران هذا فيما يخص السياسة الأمريكية تجاه ايران، ولكن كان هناك صراع بين ديك شيني وجماعة الضغط الصهيونية حول رفع العقوبات عن ايران فجماعة الضغط تقول إن إيران تشكل خطراً على إسرائيل وانها سوف تمتلك السلاح النووي.
ويعلق الدكتور عبدالعزيز قائلاً هنا : انا اعتقدبأن ديك شيني وشركات البترول سوف يفوزون على جماعة الضغط الصهيونية.
وفيما يهم الصحفيين والمفكرين العرب فعلينا أن نعلم بأن إدارة بوش الأب كانت تربط بين الوضع في الخليج والقضية الفلسطينية بينما إدارة بوش الابن حاولت الفصل بين القضيتين وهذا ما تسبب في فشلها في التعامل مع كلا القضيتين وبما يخص العراق فلسوء الحظ فأن العقوبات الحالية تؤذي الشعب العراقي ولا تضر بصدام حسين واما ما يسمى بالعقوبات الذكية فهي مهمة ولكن يجب أن يفعلوا ما هو افضل مما يسمى بالعقوبات الذكية ويقول الدكتور في معرض حديثه انه مع رفع العقوبات عن الشعب العراقي فإنه لا يعتقد بأن المعارضة العراقية تستطيع أن تفعل شيئاً في الوقت الحاضر.
* وفي سؤال من «الجزيرة» حول ما هي المبادرة التي يمكن أن تقوم بها الإدارة الأمريكية بعد اكتمال طاقمها الإداري إذا كان هناك مبادرة؟
أجاب الدكتور عبدالعزيز سعيد:
يجب على العرب أن لا ينتظروا من الأمريكان بأن يبادروا بمشروعات لهم والإسرائيليون يدفعون بالأمريكان من مشروع إلى آخر ويقحموهم بالمشاريع حتى يجبروهم على تبني المشاريع الإسرائيلية فعلى العرب تقديم مشاريع للإدارة الأمريكية وألا ييئسوا من فشل مشروع واحد فعليهم أن يتبعوه بمشروع آخر وآخر.
وهنا علق الأستاذ الجاسر بقوله: ولكن العرب قد فقدوا الأمل وفقدوا الثقة في كل الإدارات الأمريكية .
** الدكتور عبدالعزيز تدخل ليعطي مثالاً على النشاط الصهيوني في أمريكا حيث قال: ان هنالك في مدينة نيويورك مكتباً يصرف عليه مبلغ 680 مليون دولار سنوياً ومهمة هذا المكتب هو غاية واحدة فقط وهي تغطية الاعلام الأمريكي في القضايا التي تخدم إسرائيل.
ويذكر الدكتور عبدالعزيز هنا عما قد اخبره به أحد الصحفيين الأمريكيين من أنه إذا قال كلمة موضوعية عن العرب أو فلسطين فأنه يتلقى آلاف الرسائل البريدية والالكترونية من اعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب ومن الأمريكيين الذين يعملون لصالح إسرائيل وهم يعترضون علي ما يكتب أو يقول وهذا ما يدل على أن هناك تغطية عالمية كاملة من مدينة نيويورك على الاعلام والصحافة الأمريكية ولمصلحة إسرائيل.
ومرة أخرى أعاد الاستاذ جاسر الجاسر الحديث إلى داخل فلسطين المحتلة حيث قال: في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين فان العمليات الاستشهادية متوقعة وخاصة بعد استخدام إسرائيل للطائرات الأمريكية بما فيها طائرة إف 16 المقاتلة..
افلا يخشى من انقلاب الوضع بشكل لا يمكن السيطرة عليه ومن كلا الجانبين وفي هذه الحالة كيف سيكون تصورك للمستقبل؟
السؤال موجه للدكتور عبدالعزيز سعيد..
وقد أجاب الدكتور عبدالعزيز بقوله: انا اتفق معك بأن الوضع اصبح خطيراً في الشرق الأوسط وان الأمريكان يمكن أن يقفوا محتارين امام هذا الوضع.
وهنا تدخلت «الجزيرة» بسؤال .. هل الأمريكان مكبلون من أن يعملوا شيئا لإيقاف الاعتداء الإسرائيلي ؟
أجاب الدكتور عبدالعزيز بقوله: السياسة الأمريكية تعتمد على السياسة الداخلية، والسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل هي امتداد للسياسة الداخلية ويجب على العرب أن يتحدوا الإسرائيليين في التأثير على السياسة الداخلية الأمريكية وهذا التحدي مهم جداً فان السيطرة على التغطية الإعلامية الأمريكية قويه جداً من جانب الإسرائيليين ولكن هناك بعض البوادر الإيجابية في مجال التغطية الإعلامية العربية.
فهناك مركز إعلامي سعودي ومركز إعلامي مصري ولكن يجب التركيز أكثر على إقناع الأمريكيين بأن العرب هم الذين يسعون للسلام وليس الإسرائيليون فأن الأمريكيين لا يدعون العرب دعاة سلام فالإعلام يسميهم دعاة «إرهاب» ودعاة عنف وان السياسي الأمريكي لا يلكفه شيء ان يدعم إسرائيل بينما دعمه للعرب يكلفه الكثير. فان السناتور الأمريكي عندما يدعم إسرائيل فأنه يجد الناخب يؤيده لما يقرأه في الصحافة المحلية والرسائل التي يرسلها الأمريكيون الداعمون لإسرائيل إلى مجلس الشيوخ وغيرهم من السياسيين وهذا كله بسبب تكثيف الحملات الإعلامية في الصحافة المحلية ويقترح الدكتور عبدالعزيز هنا بأن تكون هناك حملة إعلامية على صعيد الصحف المحلية الأمريكية لتثقيف القارئ الأمريكي بالقضية الفلسطينية فلو اخذنا مثلاً ولاية مينيسوتا أو ولاية مونتانا ليس بها اي سكان من الهيود ولكن لماذا اعضاء مجلس الشيوخ في هذه الولايات يصوتون لصالح إسرائيل؟ السبب هو انه لا يكلفهم شيئاً لأن الصحف المحلية تشكل الرأي العام المحلي بهذا الاتجاه ولكي تجعلوا من التصويت لصالح اسرائيل شيئاً مكلفا للسناتور يجب أن تكتبوا في الصحف الأمريكية ما يؤيد القضية الفلسطينية.
** وفي سؤال «للجزيرة» عن الآلية التي يمكن للعرب أن ينشروا من خلالها الاراء والحقائق المؤيدة للقضية الفلسطينية؟..
اجاب الدكتور عبدالعزيز بقوله: يجب أن تكون هناك زيارات متبادلة بين الصحفيين العرب والأمريكيين وتقديم دعوات لصحفيين أمريكيين ودعوة شخصيات أمريكية والكتابة في الصحف الصغيرة الأمريكية.
وكذلك يقترح الدكتور عبدالعزيز على الدول العربية اعطاء جوائز على مسابقات وتكون جوائزها عبارة عن منح دراسية لمئات الطلبة للدراسة الجامعية وفي أي جامعة أمريكية أو سعودية أو عربية في دراسة للقضايا العربية.. وان كلفت مادياً فأنه سوف لن تكلف أكثر من 15 أو عشرين مليون دولار أو حتى 50 أو مائة مليون دولار.
وفي هذه الحالة فأنه ليس الطالب أو الطالبة الذين يدرسون عن العالم العربي فقط يقرؤون وانما امهاتهم وآباؤهم وجميع أهاليهم سوف يهتمون بما يدرسه أبناؤهم وبالتالي تصبح لديهم ثقافة سائدة متداولة وبشكل ايجابي عن قضايا العالم وان هذه الطرق والوسائل وما يلجأ إليها الإسرائيليون للتأثير على الرأي العام الأمريكي.
ويذكر الدكتور هنا أن الرسائل من السفارة الإسرائيلية ومن الداعمين لإسرائيل لا تنقطع عند ورودها إلى مكاتب السياسيين الأمريكيين وهم في نشاط مستمر في الاعلام المحلي الأمريكي.
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved