أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

نادى السيارات

بواري\ بواري
تستيقظ صباحا على أبواق الباصات التابعة للمدارس وسيارات الأجرة التي تقوم بتوصيل الطلاب أو الطالبات، وأولئك السائقين أو الآباء الذين يستعجلون أبناءهم في الخروج من البيت.. )طاط طاط بيب بيب(.
تستعد للانطلاق من بيتك للذهاب الى العمل، فلا تكاد تصل أول اشارة مرور ضوئية حتى ترى بعض الوجوه المكشرة تتأبط شراً بعجلة القيادة، فلا تكاد الاشارة تضيء اللون الأخضر حتى تنطلق البواري من كل صوب وحدب.
تريد أن تتجاوز السيارة التي أمامك، ولكنك لا تستطيع، فصاحب السيارة التي في المسار الذي بجانبك يضرب لك )بوري( محذرا إياك من التجاوز )طبعاً ما لم تكن سيارتك فياجرا أو جاكوار، أو بي أم، وقس على ذلك(.
تصل عند أحد التقاطعات، وتريد أن تستكشف الطريق، ولكنك ترتبك فجأة، فسائق السيارة التي خلفك يضرب لك )بوري(، لا تكاد تتقدم قليلا حتى تسمع )بوري( من الجهة الأخرى، في اشارة واضحة اليك بضرورة فسح الطريق لذلك الآخر القادم من هناك، مع أنك وصلت قبله!.
تتجه نحو أحد الدوّارات، فترى من بعيد معركة قد حمى الوطيس فيها، فلا تكاد تصل الى هذه الدوامة حتى يبتلعك الموج بلجته، وقد صمّت الأبواق أذنيك!.
تسير بأمان الله، ولكن ذهنك قد شتتته البواري، عن اليمين وعن الشمال، فسائقو الأجرة لا يبرحون يضربون البواري لكل واحد يرونه ماشياً على الرصيف حتى ولو كان لابس رياضة ويهرول!.
تسير بسرعة أكثر من المحددة، ومع ذلك فإنك لا تسلم من البواري التي تأتيك من الخلف، يريدونك أن تسرع أكثر فأكثر، مع العلم أنك لو بحثت وراءهم لما وجدت سبباً مقنعاً لطيرانهم!.
تعود الى بيتك فتسمع هدير سيارة، وسيمفونية بواري تصدح بين جنبات الحارة، ولكنك سرعان ما تنكشف لك سيارة بيع اسطوانات غاز جوالة!.
تذهب الى المدرسة لاحضار ابنك أو أخوك، فترى فريقاً من السائقين، يقفون أمام المدرسة، ويعزفون أعذب الزمامير، حتى يخرج الطلاب أجمعون!.
تبادر في تخفيف سرعتك لإفساح الطريق لسائق يريد الانعطاف أو لمجموعة من المشاة يريدون قطع الطريق، ولكنك لا تستطيع فالبواري تنهمر عليك من الخلف احتجاجاً على هذا التصرف )المشين!(.
تحاول أن تستلقي بعد الغداء دقائق قليلة، ولكنك لا تستطيع، فأحدهم مستمر في ضرب البواري لأنه يريد أن يخرج إليه أحد أصحابه من داخل الدار!.
تريد ان تتجول ذات مساء في الشوارع، ولكنك لا تستمتع بالرحلة، فإما مباراة كرة )وما أدراك ما كرة( وإما مجموعة سائقين يحتفلون بزواج أحد أقاربهم على طريقة بيب بيب. طاط طاط )يمكن من شروط المهر أن يتم العزف لمدة دقيقة باستخدام البواري!(.
أعود فأنام، بعد أن أتعوذ من الشيطان، فالمهم هو ربط حزام الأمان!.
محمد السابر

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved