أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 24th May,2001 العدد:10465الطبعةالاولـي الخميس 1 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

زوجتي تحبني وأنا أحب الأرز!!
عزيزتي الجزيرة
بعد التحية
هل يمكنك أن تتخيل بان زوجتي تحبني وأنا في المقابل أحب الأرز؟! وهل سوف تصفعني بمختلف الالفاظ غير المناسبة نتيجة لأنانيتي وقلة ذوقي مع زوجتي؟! لا تنزعج عزيزي القارئ ولا تغضب فهذا لم يحدث واقعياً.. فهل يعقل بأن الزوجة تحب زوجها والزوج يبادل المحبة للارز دون اي اعتبار للمحبة الزوجية الشريفة والعفيفة؟! قد يقول قائل: إن محبة الارز لاتتعارض مع محبة المحبوب وهذا صحيح وكما يقولون ان صح هذا القول إن اقصر الطرق لقب الرجل معدته ولكن يجب ان تكون المحبة متوازنة ومنطقية فليس من المعقول منطقا ولا المقبول ذوقا بأن يجيب الزوج زوجته حين تقول له إنها تحبه وتموت فيه عشقا فيرد عليها بأنه يعشق ويحب الارز!! وهل هذا مستساغ من وجهة نظر انسانية؟! وهل يدخل مثل هذا الرد البارد من الزوج في قلة الذوق والجلافة البشرية ام في الرجولة المجوفة والمصبوغة ببعض التقاليد والاعراف غير السليمة بحيث يستعيب بعضهم من الرجل مبادلة زوجته المحبة والغزل الشريف حتى لاتنكسر شوكته ورجولته او غيرها من الاعذار الوهمية؟! اتمنى الا تكون هذه المقدمة واقعا معاشا لانها قد خرجت من بنات خيالي وافكاري عندما صعقت وكلي ذهول كغيري من بني البشر بسماع احدى الدعايات في الإذاعة لاكثر من مرة وهي عبارة عن دعاية لأحد أنواع الارز والتي تعبر عن محبة الزوجة لزوجها ومحبة الزوج للارز حيث تقول السيدة في هذه الدعاية «إنني احب زوجي وزوجي يحب الرز» الى آخر الدعاية، وعند سماعي لهذه الدعاية عجزت جميع قواي الجسدية والعقلية من الوصول لمغزى هذه الدعاية.. ولماذا تصاغ هذه الدعاية بهذه الصورة الهزلية والتي تستهزئ بالمحبة الزوجية بهذه الصورة غير الحضارية والتي يقابل الزوج محبة زوجته بشيء من الاستخفاف ويظهر محبته للارز؟! وهل يجب ان نطرح مثل هذه الدعاية غير المناسبة في فكرتها وفي اسلوب طرحها في وسائل اعلامنا؟! وماذا سيكون تأثير مثل هذه الدعاية او غيرها علي ابنائنا وبناتنا؟! وهل ستقاس المحبة الزوجية لدى ابنائنا بهذه المعادلة المشوهة و التي تقابل محبة الزوجة لزوجها بمحبة الزوج للارز؟! والسؤال الآخر: ما الذي سيخرج به الغريب عن مجتمعنا وهل سيتصور بأن معظم رجال مجتمعنا لايحبون الا الارز ولايفهمون اي محبة اخرى حتى ولو كانت المحبة الزوجية؟! وهل سيستنتج هذا الغريب من هذه الدعاية تفسيرا منطقيا لهذه الكروش التي تميز معظم رجال مجتمعنا؟! كما وقد استوقفني اعلان في احدى صحفنا المحلية عن عرض مغر لبيع سيارة فان عائلية ويظهر في الصورة جميع افراد اسرة من الاسر وظهورهم للقارئ ماعدا السائق فوجهه واضح في الصورة والابتسامة على محياه وهو يقول «انا السائق» هنا اتساءل: ما المغزى من هذا الاعلان و غيره من الاعلانات المشابهة له؟! وما الذي نرغب ابلاغه لكل القراء من وراء ظهور مثل هذا الاعلان؟! ان تطرقي لهذه الدعاية او تلك لايعني بأنهما الدعايتان الوحيدتان اللتان وقفت امامها كثيرا ولكنهما مجرد مثالين لعدم تحري الدقة في الاعلانات واساليب الدعاية سواء الاذاعية او التلفزيونية او الصحفية واجد نفسي عاجزا عن وجود اي تبرير لحدوث مثل هذا الضعف في الجانب الدعائي الذي بدأ ينهش في اعصابنا في كل يوم وليلة.. ولكن كلي امل بأن توقف مثل هذه الدعايات المتواضعة في محتواها او اسلوبها بأسرع و قت ممكن.. ولابد ان يبقى الامل لنبقى معه والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.
عبدالله بن إبراهيم المطرودي - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved