أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th May,2001 العدد:10467الطبعةالاولـي السبت 3 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

وللمرأة العربية أثر في انتصار القيم أيضاً
عبدالله بن ثاني
المرأة كائن، حي شفاف، يملك قدرة معجزة على اعادة التشكيل والصياغة، اذا اثبتت للتاريخ انها لا تقل اهمية عن الرجل الذي نسب اليها الحكماء نجاحه فقالوا: «وراء كل رجل عظيم امرأة..».
وتملك ايضاً قدرة معجزة على التدمير والانهيار بسبب انحرافها عن الطريق، ذكروا ان المعز لدين الله عندما فتح افريقية وقف امام مصر واجماً وعاجزاً عن الاقتحام، ولم يزل كذلك حتى قيل له: ان نساء قصر الاخشيد اغرقن في الترف واستهن بالفضيلة، فقال: اليوم فتحت مصر..».
ولم تبلغ منزلة رفيعة مثلما بلغتها في نفوس العرب الذين تغنوا بها في قصائد الحرب والمدح والهجاء والوصف بعد ان ملأت حياتهم تحدياً وعنفواناً.. في حين ان المرأة عند اليونان والرومان والفرس والهند وغيرهم لم تبلغ شيئاً من تلك المنزلة، لانهم يعتقدون انها سبب آلام الانسان ومصائبه، وانها مادة الاثم وعنوان الانحطاط الخلقي والروحي، فلا يجلسون معها، ولا يأكلون مما تأكل، ولا يشربون مما تشرب بعد ان حولوها الى غريزة بهيمية جوفاء، يحق لاي رجل ان يعاشرها من غير عقد ولا نكاح، ولم يقتصروا على ذلك بل انهم ينفونها الى مكان بعيد في فترة الطمث، ولا يجوز لاحد مخالطتها.
واما فتيات العرب فكن مؤثرات في حوادث التاريخ وبخاصة عندما البسهن الاسلام احسن لبوس وانتهى بهن الى ابعد مدى من عزة النفس وحرمة الجانب، وحرية الرأي، وسمو الذات، ينتشي احدنا فينتخي باخته «انا اخو فلانة» وتريد من رجل شيئاً فتذكره باخته، وقفت بجانبه في مسيرة بلوغ المنى، فكانت نعم الرفيق، وعماد الامر، وعتاد البيت، حقاً انها باختصار آية الله: «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».
وقد يقول قائل بماذا تفسر وأد العرب لها اذن؟
واجيب ان السائل لم يدرك ان العرب في تصرفها غير المسئول قد اقترفت عملاً شنيعاً في حق تلك الارواح الطاهرة، وكان واجباً عليهم الا يعمدوا الى حادثة طارئة ويتخذوها ذريعة للوأد بالتراب،مع ان ذلك لم يكن منتشراً في كل احياء العرب، ولم يعرف الا في بعض ربيعة وكندة وتميم، ولم يكن السبب الرئيس العار والغيرة وعدم الثقة في المرأة العربية، اذ وأد بعضهم الفتيات خشية الاملاق، لان الفقر سيهتك سترها ويعرضها للابتذال!!
وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه تنبهاً على الجهل والظلم والاستبداد الذي سبق بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الذي تمت به مكارم الاخلاق.
ونسي الجميع ان سادات العرب وشرفاءهم وقفوا امام هذه الجريمة الطارئة على المجتمع العربي، ومن بينهم صعصعة بن ناجية التميمي اذ كان يلتمس من مسها المخاص فيغدو اليها، ويستوهب الرجل حياة مولوده، ان كانت بنتاً على ان يدفع مقابل ذلك بعيراً وناقتين عشراوين، فجاء الاسلام وقد افتدى «400» فتاة.
وهل يمكن للامة ان تنسى ذلك الموقف القيادي للمرأة والتأييد المطلق من سيدة العالمين خديجة بنت خويلد عندما قالت لزوجها صلى الله عليه وسلم «كلا والله لا يخزيك الله ابداً، انك تحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الدهر» فكانت كلمات مواساة لنبي الامة في وقت تخلى عنه الرجال.
لقد كانت بكل فخر ركناً من اركان الشرف، انتصرت على انوثتها عندما خرجت على طبيعتها في مقاومة السبي والذل والعار بكل تفاصيله تماماً مثلما فعلت ابنتا الفند الزماني «يوم تحلاق اللمم» بعد ان استأسدت تغلب، وبدأت بكر تنكشف، وهناك حسرتا خماريها، ونفذتا بين صفوف البكريين، وخلطتا النشيد الملحمي بالزغاريد، وجاءت معهما كرمة بنت ضلع، ام مالك من زيد، فارس بكر وواحدها، فطارت بكر من الجنون والنشوة، واكتسحت بسبب المرأة تغلب الى الابد.
انها كل شيء بالنسبة للعرب والدليل على ذلك انهم يعتذرون لها فقط عن فرارهم في المعارك:


اعاتك ما وليتُ حتى تبددت
رجالي وحتى لم اجد متقدما

كلمتها قتلت كليب بن وائل، اعز العرب، وعمر بن هند، ملك الحيرة وكيف ينسى التاريخ تلك الكلمات التي وجهتها اسماء بنت ابي بكر الى ابنها عبدالله بن الزبير. صرختها كانت سبباً لحروب البسوس والفجار والفتوحات الاسلامية في عمورية، احترمت الامة الامان الذي تعطيه للرجال، فلا ينقضه احد ولا يتجاهله مخلوق ومن ذلك ان مروان القرظ بن زنباع غزا بكر بن وائل فأسره رجل من البكريين، وهو لا يعرفه، وجاء به الى امه، فلما دخل عليها قالت له: انك لتختال بأسيرك كأنك جئت بمروان القرظ، فقال لها مروان: وما ترتجين من مروان؟ قالت: عظم فدائه. قال: وكم ترتجين من فدائه؟ قالت: مائة بعير، قال مروان: ذلك علي ان تؤديني الى خماعة بنت عوف بن محلم، وكان مروان قد اسدى اليها يداً فيما سلف من الدهر، فقالت المرأة: ومن لي بمائة من الابل؟ فاخذ عوداً من الارض فقال: هذا لك بها، فمضت الى عوف بن محلم فاجارته ابنته من كل مكروه. وكان مروان قد اساء الى عمرو بن هند، فأقسم الا يعفو عنه، او يضع يده بيده، ولما علم بوجوده عند عوف ارسل اليه ليأتيه به، فقال عوف: قد اجارته ابنتي وليس اليه من سبيل، فقال عمرو، آليت الا اعفو عنه أو يضع يده بيدي، فقال عوف: يضع يده في يدك على ان تكون يدي بينهما، فاجابه عمرو بن هند الى ما طلب وعفا عن مروان القرط بسبب المرأة.
وهناك ماهو ابعد من هذا في قصة سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف، وكانت زوجاً لمسعود بن مالك الثقفي، وعندما عصفت حرب الفجار بين كنانة وقيس، كانت سيادة كنانة لابن اخيها حرب بن امية وسيادة قيس لزوجها مسعود فضرب لها خباءً وراء الجيش، ودخل عليها وابصر الدموع تجري على خدها، فقال: ما يبكيك؟ قالت: ابكي لما عسى ان يصيب قومي، فقال لها:« من دخل خباءك من قريش فهو آمن، فاخذت تصل به قطعاً قبل المعركة ليسع اكبر عدد من اهلها، ودارت الدائرة على زوجها وعشيرته في المعركة فقال لها حرب بن امية من تمسك باطناب خبائك فهو آمن، ومن دار حول خبائك فهو آمن، فلم يبق قيسي الا اعتصم بها او دار حول خبائها.
شعرت بالمسؤولية عندما غابت عن ذهن الرجل، واستشرفت ذروة المجد، وعقدت لواء الحكمة، وقامت بالامر العظيم، فبلغت غاية لا ترام، يكفيها فخراً انها ملكت قلوب الرجال والزعماء والدهاة والحكماء، وتصرفت في قلوبهم وهم يتغنون بمحاسنها ويبكون على اطلالها وذكرياتها.. آزرت زوجها واباها واخاها وواستهم بما تملك ومالا تملك، ونبهتهم على المكارم لان رفعتهم رفعة لها تماماً مثلما فعلت بهيسة بنت اوس الطائي عندما دخل عليها زوجها في ليلة عرسها، وهو سيد العرب الحارث بن عوف المري فقالت له: والله لقد ذكرت من الشرف مالا اراه فيك؟ قال: وكيف؟ قالت: أتفرغ للنساء والعرب يقتل بعضها بعضاً في داحس والغبراء؟ قال: فيكون: ماذا؟ قالت: أخرج الى هؤلاء القوم فاصلح بينهم، فخرج لساعته الى صاحبه هرم بن سنان وقص عليه الخبر، فقال خارجة: والله اني لارى همة وعقلاً، ولقد قالت قولاً، قال فاخرج بنا اليهم، فخرج الرجلان فمشيا بين القوم بالصلح واحتملا حمائل القوم وديات القتلى من الفريقين، فكان ما نزلا عنه ثلاثة الاف بعير في ثلاث سنين.
وقف التاريخ امام شموخها، وخصها بصفات خالدة تستحقها اخت الرجال، فلا غرو ان يخلد بلقيس وزنوبيا والملكة اروى وشجرة الدر اللاتي اطرق لقولهن العظماء، واطمأن لرأيهن الحكماء، وقفن بين الصفوف والرماح مشرعة والاسنة لامعة، وقد تدلت فوق غلالتهن، اهداب من الحرير الارجواني..
هذه قبيلة طي العظيمة تلجأ في غزواتها الى امرأة منهم يقال لها رقاش للمشورة والرأي في المصير والمسير.
ملكت مشاعر القوم، فكان عزيزاً على العرب الا يجاب طلبها يؤكد ذلك ان عمرو بن حجر يوم خطب الى عوف بن ملحم ابنته شرط عليه ان يمنحها ضيعة له في كندة وان يمنحها حاجات قومها، وكان اكبر المآثم عندهم، ان يتعرض الفتى للفتاة حتى قالوا في حكمهم «ليس سيداً من غلبته شهوته» وكل شيء مهمة ما خلا النساء وذكرهن» احتراماً وتقديراً للشرف، ادركن ذلك بعقل راجح، ورأي ثاقب فارتفعن الى عنان السماء بهذا السمو في قولهن..«المنية ولا الدنيئة» «وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها».
وقفن مع ازواجهن في وجه الجوع والبرد والشتاء وجنون السخاء، بتطلعات الى الذكر الحسن بين احياء العرب دون التفات لبكاء الاطفال الجائعين وكن لا يختمرن اذا مر بهن الجبان احتقاراً له، ولا يقمن وزناً للبخيل تأسفاً على بخله الذي خذل قبيلة في الميزان القبلي.
صادقات مع انفسهن اولاً ومع المجتمع ثانياً. يتأففن من الكذب والسقوط الاخلاقي لانه سقوط للقبيلة والمجتمع باسره، قامت امرأة عروة بن الورد العبسي في نادي قومه بعد ان طلقها فقالت: اما والله انك للضحوك مقبلاً السكوت مدبراً، خفيف على ظهر العرس، ثقيل على متن العدو رفيع العماد، كثير الرماد، ترضي الاهل والاحباب، فتزوجها رجل بعده فقال: اثني علي كما اثنيت عليه قالت: لا تحوجني الى ذلك، فاني ان قلت قلت حقاً، وتزوج حصن بن خليد ببنت الورد بن الحارث، ثم طلقها، فجاء اخوتها ليحملوها، فقالت: مروا بي على المجلس بالحي، اسلم عليهم، فنعم الاحماء، كانوا، فأقبل هو وهي في قبتها فقالت: جزاكم الله خيراً، فما اكرم الجوار واكف الاذى، قالوا: مالذي كان من ملأمنا ولا هوى، فقالت: اللهم اني لم اطلق من بقض ولا غلى، فعليكم السلام».
هي ام الشجعان والابطال، واخت الكرماء، وبنت السادة، وزوجة الزعماء والملوك، افتخر بها الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً «انا ابن العواتك من سليم»، وانتسب اليها الرجال كعمرو بن هند وابن ماء السماء، تؤدب ابناءها انطلاقاً من المسؤولية ليبلغوا الكمال بين اقرانهم وخير مثال على ذلك فاطمة بنت الخرشب، ام الربيع بن زياد والتي يطلق عليها انجب العرب، لانها شكلت ابناءها، وصاغتهم ليكونوا سادة حتى اطلق عليهم العرب لقب «الكملة». كيف لا؟ وصعصعة بن معاوية قد خطب الى عامر بن الظرب حكيم العرب ابنته عمرة، فقال: يا صعصعة، انك اتيتني تشتري مني كبدي، فارحم ولدي قبلتك أو رددتك، والحسيب كفء الحسيب، والزوج الصالح اب بعد اب، وقد انكحتك خشية الا اجد مثلك، افر من السر الى العلانية.
يا معشر عدوان خرجت من بين اظهركم كريمتكم من غير رهبة ولا رغبة، اقسم لولا قسم الحظوظ على الجدود، ما ترك الاول للآخر ما يعيش به».
تبحث العرب عن اكرمهن شرفاً واعزهن بيوتاً ليرضعوا منها اولادهم، لينشأ الطفل على حديث الابطال، والقول الصحيح. تقذف السيدة بزوجها واولادها الى حمم الموت مقدمة عقلها ومصلحة القبيلة على عاطفتها طلباً للرفعة والشأن، ولا تبالي بعدها في العواقب، يؤكد ذلك ان ريحانة بنت معد يكرب ام دريد بن الصمة قالت لولدها دريد عندما قتل ذؤاب بن اسماء العبسي اخاه عبدالله واستبطأت في الاخذ بثأره: يا بني فأنف لذلك وحلف لا يدهن، ولا يكحتل، ولا يمس طيباً، ولا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتى يدرك ثأره، ثم استجمع لعبس وانتصر عليهم وجاء بذؤاب قاتل اخيه الى فناء امه فقتله بمرقب منها، ثم قال لها: هل بلغت مافي نفسك؟ قالت: نعم: متعت بك.
علمت الرجل الكرم والمآثر والتضحيات والبذل والعطاء لدرجة ان عتبة بنت عفيف ام حاتم قد حجر عليها اخوتها لما رأوا اتلافها المال بطريقة مهلكة. وتعلم حاتم من امة مبادئ الكرم وبلغ ما بلغ واصبح رمزاً توصف به الكرماء.
جاءها الاسلام فزادت شرفاً الى شرف تحت ظلاله، وشرع لها من الحقوق والواجبات التي تناسب طبيعتها وساوى بينها وبين الرجل اذ نهى عن التشاؤم منها، وامتدح الغيرة محمودة وطلب المحافظة على هذا الكنز الثمين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي»: او كما قال: وقال: «استوصوا بالنساء خيراً».
قدرها فحرم الوأد والسباء، وانصفها فورثها واختصها بنصيب مما ترك الرجال. عز على النساء ان يكون وقت النبي صلى الله عليه وسلم للرجال دونهن فسألته ان يختصهن بيوم من كل اسبوع، وكان الرسول المبعوث رحمة للعالمين على اتم ما يكون من الرحمة والشفقة عليهن، ولا يحملهن مالا طاقة لهن به، يؤكد ذلك انه اخذ عليهن مبايعته الا ينحن على الموتى، فقالت عجوز يا رسول الله ان بني فلان اسعدوني على مصيبة اصابتني وانهم اصابتهم مصيبة فانا اريد ان اسعدهم، قال: انطلقي فاسعديهم فذهبت ثم عادت فبايعته. وقف بينهن ليبايعنه على ان يأتمرن باوامر الله ويجتنبن نواهيه فقال عليه الصلاة والسلام: فيما استطعتن واطقتن، فقلن: الله ورسوله ارحم بنا من انفسنا، اقتحمن مع الرجال ساحات الوغى جنباً لجنب، يسعفن الجند بالماء، ويضمدن الجراح ويجبرن الكسر، ويعالجن المصاب، وربما صالت احداهن بين الصفوف عارضة صدرها للسيوف. اجارت احداهن فقدرها المصطفى صلى الله عليه وسلم فيمن اجارته فقال: «اجرنا من اجرت يا ام هانئ»، وامنا من امنت «حفظ كرامتها صان شرفها وعرضها، وانزل في ذلك قرآناً يتلى الى يوم القيامة لان الاصل في المسلمين عموماً البراءة قال تعالى: «والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابداً واولئك هم الفاسقون».
واولاها حرية الاختيار في الزواج، وشرع الطلاق اذا تعذر عيشها في كنف زوجها صيانة لروحها من العذاب. كيف لا؟ وقد استعذبت العذاب في سبيل الله كسمية ام عمار بن ياسر التي ابت ان ترتد الى الكفر بعد الايمان فاستشهدت في سبيل الله بعد ان ضربت اروع الامثلة في الصبر والتضحية الباسلة.
واخيراً: «هذه دعوة صريحة الى تأكيد الثقة في المرأة العربية من خلال حثها على التمسك بتعاليم دينها ومتطلبات حياتها وحاجات اسرتها. وتربية ابنائها لتعيد تشكيل هذه الامة من جديد، وتصوغ مستقبلها بامانة وتحد وعنفوان رغم انف من ابى واتهم وقذف وظلم وجاء بافك عظيم تماماً مثلما انتصرت عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها بصبرها واخلاصها وتوكلها على الله.
والله من وراء القصد
email:abdullahthani@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved