أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th May,2001 العدد:10467الطبعةالاولـي السبت 3 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

أنت
ابني المراهق
م. عبدالمحسن الماضي
اليوم هو أول أيام امتحانات النهائي الكبير الذي يعني الى حد أكبر مئال نسبة درجات النجاح ان كان من الناجحين.. والتي هدفها الوحيد قبول الجامعة لطلاب الثالث ثانوي.
شخصياً لدي ابن في الثالث ثانوي.. أتعامل معه كقطعة لحم حارة لا تستطيع الامساك بها ولا تريد ان تتركها فتسقط فتتلوث.. أتعامل معه بحذر بين الخوف والرجاء.
من الصعوبة التعامل مع ابن مراهق، وأظن الأغلبية يتفقون معي في ذلك.. فهو في مرحلة (أي المراهق) يرى ان الانفلات هو الحرية وان التهور شجاعة.. ويفهم ان الحرص عليه ومتابعته هو اضطهاد وحجر.. ويكذب على نفسه ويصدقها حتى لو كان ثمن ذلك مستقبله.
كيف تقول لفلذة كبدك أنك حريص على رعايته لأنك خائف عليه.. وان رغباته وسلوكياته في شبابه سوف تحدد مسار حياته فهي الأساس في بناء شخصيته وبالتالي مستقبله.
التدخين، قهاوي المعسل، السهر، والبلوت، المعاكسة، التجول في الشوارع.. كلها مؤثرات سلبية على مستقبل الشاب.
أرجو ألا يفهم ان الحديث السابق عن ابني.. فأنا أقصد الجميع كل الشباب من 16 الى 22 عاما.. أريد أن أقول للشباب كلهم.. انه من الصعب (ان لم يكن أبوك غنياً) ان تنجح في تكوين حياة ميسورة ان كنت ممن يهوون السهر في الليل والنوم في النهار.. وكن على ثقة انه بعد مرور خمس سنوات سوف تعرف ان التدخين لم يعد شجاعة ورجولة ومتعة بل عادة مستحكمة ورائحة منتنة وتلويث للرئة.
لا أريد ان أحول هذه المقالة الى خطبة تحذير وتوجيه لكنه مما في الخاطر.. وفي الخاطر كثير؟
وحيث ان الموضوع عن ابني المراهق.. أكمل لكم عنه.. ولد صغيرا هزيلا.. وظل هزيلا الست سنوات الأولى.. ولتشجيعه على الأكل صرنا نعشيه كل ليلة همبرجر.
في السنة الأولى ابتدائي قال لأمه أن أم زميله يزيد أحسن أم.. فهي أعطت يزيد في اليوم الأول من الدراسة ريالاً واليوم الثاني ريالين واليوم الثالث مليوناً.
الطفل في صغره لعبة لطيفة.. ممتع في حال صحته مزعج إذا مرض.
في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة كان تقديره ممتازاً أما في المرحلة الثانوية فأدخلنا في صعود وهبوط هز ثقتي في مستقبله وما أطمحه له.
فكان يحصل في الفصل الأول على درجة ضعيف في عدد كبير من المواد ومقبول في البقية ثم يستيقظ ويحصل على ممتاز في الفصل الثاني ومجموع كلي يؤهله للنجاح بدرجة جيد.
وعذره.. ليست النسبة مطلباً لدخول الثاني والثالث ثانوي.. المهم النجاح.
هو من النوع الصامت معي على الأقل.. وقد أكون السبب فقد أصابني بالرعب أثناء دراسته في أولى وثانية ثانوي.. وهو يعتقد ان حرصي على نجاحه ليس له بل علشان ما يفشلني أمام الناس.. نعم فأنا أريد أن افتخر به لا ان تنكسر عيني حينما يتم سؤالي عنه.. لكن الحقيقة هي الحرص على حياته ومستقبله.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved