أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th May,2001 العدد:10467الطبعةالاولـي السبت 3 ,ربيع الاول 1422

المجتمـع

معاناة معلمي المستقبل في تدريبهم الميداني
المدارس تشغلهم بسد الفراغ وتحوِّل معلميها الأصليين للأعمال الإدارية
العمل بالمجان والأوامر يتلقونها من المدير والمدرسين
* تحقيق صالح العقيل:
تعاني فئة المتدربين ميدانيا والطلاب الجامعيين او طلاب الثانوية العامة اجحافاً واستغلالاً لطاقاتهم من قبل المتدربين لديهم بحيث يستغل المدير المسؤول أوضاعهم وحاجتهم ويضاعف مهامهم ويجهدهم رغم انهم يعملون بدون مقابل ولاينالون مقابل جهدهم سوى درجة التدريب الميداني.
الجزيرة التقت ببعض الطلبة المتدربين ومن هم على ابواب التخرج لنقل معاناتهم ومطالبهم خلال هذه الفترة وذلك عبر السطور التالية:
في البداية كان اللقاء مع المتدرب عبدالعزيز عبدالرحمن السيف طالب جامعي يتدرب في احدى الثانويات بالرياض على مهنة التدريس حيث قال انه يعمل يومين بالاسبوع في المدرسة ولديه ست حصص دراسية وعالج من خلال ذلك النقص الذي تعانيه المدرسة حيث تفرغ المعلم الاساسي لبعض الاعمال الادارية بالمدرسة ورغم ذلك لايتقاضى مقابل ذلك العمل اي شيء غير درجة مادة التدريب الميداني واقترح السيف ان يكون هناك مكافأة تصرف للمتدرب من الجهة المستفيدة تضاف لمكافأة الجامعة التي لاتسمن ولاتغني من جوع ولا تأتي بوقتها منتظمة من اجل مواجهة بعض المصروفات التي يتحملها المتدرب من خلال تأمين بعض الوسائل التعليمية.
اما المتدرب ماجد حسين العنزي طالب جامعي ايضا يتدرب في احدى المدارس بالرياض على مهنة التدريس فيقول ان المتدرب يتحمل مصاريف كثيرة خلال فترة التدريب ابتداء من تأمين الوسائل التعليمية و الجهد والوقت حيث لايسمح للمتدرب بالانصراف من المدرسة بعد انتهاء حصصه اليومية الا بعد انتهاء الدوام الفعلي ونحن نفرح بالوقت البسيط الذي نزور فيه المكتبة للبحث عن مراجع وخلافه، ويؤكد العنزي اقتراح زميله السيف بان تقوم الجهة المستفيدة بصرف مكافأة شهرية على حسب عدد الحصص الدراسية التي يؤديها المتدرب حيث تساعد في مواجهة المصروفات والأعباء المادية وتشعر المتدرب بقيمة عمله، فلو كان هذا الجهد كما يشير العنزي في إحدى المدارس الاهلية لتم حساب الحصة الواحدة على اقل تقدير بخمسين ريالاً بحيث يكون من لديه ست حصص نصابه الشهري تقريبا 24 حصة اي مايعادل 1200 ريال بالاضافة الى مكافأة الجامعة.
المتدرب لافي ناصر الحربي طالب جامعي يتدرب ايضا في احدى المدارس بالرياض قال ان من ابرز المشاكل التي نواجهها هي ان هناك استغلالاً لطاقاتنا من قبل المدارس حيث ان بعضها يعاني من نقص في الكوادر الادارية ويتم علاجه من خلال المعلم الاساسي ونحن نأخذ نصابه مقاسمة مع المتدربين الآخرين او معه وهذا بحجة اننا متدربون وسوف يتم تقييم درجاتنا من قبل الرئيس المباشر مدير المدرسة ولذا لابد من اطاعة اوامره وفوق هذا وذاك مكافأة الجامعة غير المنتظمة حيث تتأخر بالاشهر ولانملك مانصرف به على الوسائل التعليمية المطلوبة لأداء الحصة الدراسية وتلك الوسائل من المفترض ان يتم تأمينها من قبل المدرسة او المعلم الاساسي!!
اضف الى ذلك ان فترة التدريب يومان في الاسبوع نداوم فيهما دواماً كاملاً من الطابور الصباحي وحتى الحصة السابعة حتى وان كان المتدرب قد انهى حصصه الدراسية، وكل ذلك مقابل ماذا؟!! انه بحجة درجة مادة التدريب الميداني لذا اقترح مضاعفة المكافأة خلال فترة التدريب على الاقل اما من قبل الجامعة التي ينتمي اليها المتدرب او من قبل الجهة المستفيدة من المتدرب حتى تتحقق الموازنة بين الجهد المبذول من المتدرب والمقابل الذي ينتظره المتدرب.
اما المتدرب سليمان الزهيري طالب ثانوي تجاري فكان له رأي قال فيه انني اتدرب على العمل الميداني في شركة قطاع خاص من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الخامسة عصرا طيلة ايام الاسبوع ماعدا يوم الجمعة وخلال فترة الفصل الدراسي الاخير من الدراسة الثانوية التجارية وذلك دون مقابل!! وبحجة ان هذا الجهد يقع في مادة التدريب الميداني الذي لابد وان يمر به الطالب قبل تخرجه!! وبطبيعة الحال المستفيد الاول والاخير الجهة التي نتدرب بها حيث انه من خلال المتدرب تم توفير موظفين ورواتبهم، اما الطالب المتدرب فالفائدة التي يأخذها لاتعادل 10% من فائدة صاحب العمل ولعلي اتساءل هنا لماذا لا يتم وضع سياسة تدريبية تكفل تحقيق الموازنة بين الجهد مناسبة لكلا الطرفين، المتدرب وصاحب العمل.
كما قال الطالب المتدرب تركي الزميع ثانوي تجاري يتدرب في احدى الشركات، اننا نواجه استغلالاً لطاقاتنا في القطاع الخاص يوميا وفي كل الاعمال داخل القطاع الذي نتدرب به واذا لم نتجاوب فان صاحب العمل سوف يتعامل مع تقييمنا بشكل يضر في تخرجنا ولهذا نتقبل وحسبي الله ونعم الوكيل!! والمعهد الثانوي التجاري يعلم حجم هذا الاستغلال من صاحب العمل لطاقاتنا وعرقنا ولايتخذ اي اجراء لحمايتنا.
اما الطالب المتدرب متعب الرشيدي جامعي يتدرب في احدى المدارس فيقول ان المشرف على التدريب وهو استاذ التدريب الميداني يختار المدرسة القريبة من مسكنه حتى وان كانت بعيدة عن منزل المتدرب فتجد البعض يأتي من اقصى جنوب الرياض لمدرسة في اقصى الشمال او العكس، ومعه الحق في ذلك فهو يبحث عن راحته وتوفير استهلاك الوقود لسيارته ولكن ماذا عنا نحن الطلاب المساكين الذين ننصاع لكل ذلك بكل ذل وهوان من اجل التخرج انه والله لي الذراع المحفوف بطراز من الادب!!؟
اما الطالب الجامعي سليمان السالم والذي يتدرب في احد القطاعات الحكومية والادارية فيقول للاسف انه لاتوجد موازنة بين الطلاب انفسهم فيما يتعلق بالتدريب الميداني فتجد البعض في جهة تدريبية اسهل من الجهة الأخرى التي بها زميله وهذا ضد مبدأ العدل الذي ندرسه على مقاعد الدراسة، هذا من جانب ومن جانب آخر فان بعض الجهات التي يتلقى الطالب فيها التدريب الميداني يرفض فيها المدير إعطاء المتدرب شهادة أداء وخبرة تنعكس على مصلحة الطالب ايجابيا بعد تخرجه من الجامعة، وفوق ذلك كله يلاقي المتدرب استغلالا لا مثيل له من جميع الموظفين حيث لايدري هو بيد من فالمشرف يقوم بتوجيهه الى الجهة التي يتدرب بها وهناك يعيش المتدرب في بيئة عملية يجهل كثيرا هيكلها الاداري فيتجاوب مع كل الاوامر ومن كل مصدر وبدلا من ان يكون متدربا يشاهد كيفية انجاز الاعمال ومدى انعكاس ذلك على الانتاج تجده عاملا يُحاسب عن كل تقصير مثله مثل الموظفين الآخرين.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved