أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th May,2001 العدد:10467الطبعةالاولـي السبت 3 ,ربيع الاول 1422

الاخيــرة

الرأس: المحتوى.. والفروة
أنور عبدالمجيد الجبرتي
يفاجأ الناس، الذين لم يحظوا، بالاطلاع، على الجغرافيا الزراعية، لرأسك، بأنك أصلع تماماً، أو أصلع جزئياً. وأنا، لا أرى داعياً لهذا الانبهار، لأن الرجل، عندما يصل مرحلة معينة، من العمر، يفقد أشياء كثيرة، أو أننا يجب أن نتوقع، فقده لأشياء كثيرة، ليس أهمها على الإطلاق، كمية محدودة من الصوف، يغطي بها، رأسه.
طبعاً، هناك رجال، يتصحرون قبل أوانهم، وهناك رجال يتصحرون متأخرين، وهناك رجال، يقاومون التصحر، مبكرين ومتأخرين، يتحايلون على ذلك، بالأدوية والأعشاب، ورضاب الأبقار، وبول الجمال، وبالشعر المستعار، طبيعياً ومصطنعاً، على الرغم، من أنه ليس هناك إجماع حول ما إذا كانت الصلعة، عورة يجب سترها، أو موهبة يجب إظهارها.
الناس يخرجون من أرحام، أمهاتهم، في الغالب، صلعاء، ولا يشعر أحدٌ بالحرج، أو الغبن، فهم يعلمون أن صلعة الشيخ لاشعر بعدها، أما الرضيع، فهو، بعد الصلاعة يشعَر، فالتصلّع، عند الكبار، هو إيذان بحلول زمن جديد، حتى ولو كان ذلك الزمن يحل قبل أوانه والتصلّع مؤشر على كشف للمستور، وفضح للمخبوء، على الأقل، من حيث الجغرافيا، والتضاريس.
كان (برناردشو)، يقول: إن الحياة تحثّنا دائماً، على بذل المجهود. فعندما يحل بنا الصلع، تقل المساحة التي نمشطها من شعرنا، ولكن تزيد المساحة التي نغسلها من وجوهنا. واعتقد ان (برناردشو) كان يشير إلى نمط معين من التصلع، وهو الذي يبدأ من مقدمة الرأس ويزحف تدريجياً إلى المؤخرة، ولعل صلعة برناردشو كانت من هذا النوع.
والنكتة السائدة في هذا الصدد، هو ان الصلع حين يزحف من مقدمة الرأس، فإنه يدل على أن الرجل، يفكر جيداً (وكان برناردشو مفكراً متميزاً)، أما الصلع الذي يصيب، منتصف الرأس، فإنه يدل على أن الرجل يمتلك قوة جنسية، جيدة، وعندما يصيب الصلع، مقدمة الرأس ومنتصفه معاً، فإن ذلك يشير إلى أن الرجل يفكر، أو يظن، أن لديه مقدرة جنسية جيدة.
استخدم برناردشو صلعته، وكثافة شعر لحيته، ليدلل، منطلقا من اشتراكيته، الغابية، المعروفة، على الخلل في النظام الرأسمالي السائد حينذاك: فكان يقول، إن صلعة رأسي، وكثافة شعر لحيتي، كالرأسمالية: وفرة في الإنتاج، وسوء في التوزيع.حين تزحف، مساحات وجوهنا، نحو رؤوسنا، هل سيزيد ذلك أفكارنا بهاءً ونضارة؟ أم أن قتامة الوجوه، وتقطيب الجبهات، سيزيد، رؤوسنا، اضطراباً واكتئاباً؟
العالم الثري المتقدم ينفق أموالاً طائلة، على زرع الشعر، وتعديل الأنوف والعيون ، وغير ذلك.ولديهم، من المال، متسع لتغطية رؤوسهم الصلعاء، بعد أن نضجت، كثير، من الأفكار، داخلها.
وأنا أقول، ان الصلعة العربية، محترمة، ومهيبة، ووقورة، ولا تحتاج إلى تدخل جراحي.ولذلك، أدعو، إلى أن يُبذَل جهد أكبر، ومال أكثر، للاهتمام بمحتويات رؤوسنا ومكنوناتها، بدلاً من الاهتمام ب«الفروة».

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved