أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 26th May,2001 العدد:10467الطبعةالاولـي السبت 3 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

حتى لا ينشأ جيل يكره التعليم
على الأسر الابتعاد عن الشحن النفسي في الامتحان
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة..
يدخل البعض من الطلاب قاعة الامتحانات وهو محملٌ بشحنات زائدة من الخوف والقلق والترقب، وفي داخله رهبة «شبح» الامتحان كما يحلو للبعض ان يسميه بهذه التسمية رغم انه في نظر العديد من التربويين مجرد قياس لمستوى التحصيل الدراسي للطالب بعد نهاية عام دراسي وانه مجرد تحصيل حاصل لن تقف معه عجلة الحياة، لكن هذا الرأي لا يتقبله الكثير من الطلاب ولا اولياء امورهم لأن الامتحان تكمن اهميته في انه يتحدد بعده انتقال الطالب من مرحلته الى الصف الذي يليه وبالتالي رسوب الطالب يعني اعادة سنة اخرى في نفس الفصل وما يترتب على ذلك من مصاريف مادية ومعنوية تتكبدها الاسرة نتيجة لهذا الاخفاق كما ان الامتحان فرصة للطالب المتفوق لاثبات تفوقه على ارض الواقع وتسجيل ذلك من خلال وثائق يعتبرها البعض اكثر من تاريخية بالنسبة له والتي تعرف في العرف التربوي بالشهادة فهي تحدد مستواه الدراسي ودرجة تفوقه على أقرانه في الفصل كما تكمن اهمية هذه الدرجات عند طلاب المرحلة الثانوية الذين هم على ابواب التخرج وعيونهم تنظر الى الجامعات والمعاهد والكليات وكلما ارتفعت نسبة معدلاتهم التراكمية في شهادة الثانوية العامة كلما سنحت لهم الفرصة اكثر للقبول كطلبة جامعيين رغم ان الواقع الحالي يتطلب مجهودا اكبر بعد ان قلت المقاعد الجامعية بسبب تزايد اعداد الطلبة وكذلك يعد ان تقلصت في وجوههم الفرص الوظيفية التي كان عددها في السابق كفيلاً لهم باختيار ما يناسب طموحاتهم واهدافهم هذا وقد ولد الخوف من الامتحان لدى البعض من الطلاب وخاصة الضعاف منهم وبطيئي التعلم نوعا من الاحباط والقلق ونتيجة للضغوط الاسرية والخوف من تكرار الفشل لجأ البعض منهم وهم قلة ولله الحمد الى محاولة الغش في الامتحان لتغطية هذا الفشل ومحاولة انتشال نفسه من معمعة الاختبارات التي يتحدد بعدها مصيره الدراسي وهذا الغش يأخذ اساليب عديدة منها النوع المشهور جدا وهو (البراشيم) ومنها الكتابة بخط صغير جدا على الطاولات والمساطر والاقلام بل ووصل الحد الى البعض بالكتابة على اطراف الشماغ وقد تعددت اساليبهم وطرقهم ولكن يبقى الغش في النهاية واحداً مَهْمَا اختلفت الظروف وهذه الاساليب اصبحت معروفة جدا لدى المراقبين داخل قاعات الامتحانات ولكن يبقى السؤال الاهم لماذا يلجأ هؤلاء الطلاب الى محاولات الغش والاجابة في نظري للاسباب التالية:
1 صعوبة بعض المناهج الدراسية وتحديداً المواد العلمية كالرياضيات التي تتطلب تطبيقاً للنظريات والقوانين الرياضية وكذلك الانجليزي بالاضافة الى قطع النصوص الشعرية الطويلة التي تتطلب الحفظ ودروس النحو والصرف الى آخره من بقية المواد.
2 عدم تهيئة الطالب بالشكل الصحيح للامتحان من قبل المعلم والمرشد الطلابي والاسرة بما يكفل له الاستعداد الكامل للاختبارات.
3 تضخيم دور الامتحانات الى درجة التهويل التي تخلق لدى الطالب نوعا من الرهبة والخوف الذي يحاول اجتيازه بأي طريقة.
4 زيادة الكم الدراسي لمحتويات بعض المقررات بما يفوق قدرات الطالب في المذاكرة وخاصة تلك المواد التي تحتاج الى وقت كاف للحفظ.
ويفترض مع اقتراب ايام الامتحانات ان تهيىء الاسر لابنائها الاجواء الدراسية المناسبة البعيدة كل البعد عن الشحن النفسي والضغوط العصبية وعدم التهويل المبالغ فيه لدور الامتحان حتى لا ينشأ من ابنائنا جيل يكره التعليم وينعكس ذلك بالتالي عليه في نهاية كل عام نتيجة ما غرسناه في نفوسهم بحسن نية.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved