أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th May,2001 العدد:10470الطبعةالاولـي الثلاثاء 6 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
كاتب المعروض
أميمة الخميس
تصلني عبر بريدي الإلكتروني وأحياناً عبر مكالمات هاتفية، بعض المشاكل والهموم والتفاصيل المجتمعية الصغيرة والتي يطلب فيها أصحابها نشر مشاكلهم وشكواهم لعلها تصل عبر مساحتي الإعلامية الصغيرة الى الجهات المسؤولة.
مثل بعض القراء الذي يطلب مني الإشارة إلى الموظف المجهول في الكثير من القطاعات وكيف إنه يفتقد التقدير والاحترام، والبعض الآخر يطلب الإشارة إلى تأخر مكافآت الطالبات في كلية معينة، وآخر مكالمة طريفة وصلتني تشكو صاحبتها من كثرة البعوض في إسعاف مستشفى الملك خالد الجامعي، وتأخر استجابة الطاقم الطبي في الإسعاف...!!
وما الى هنالك من تفاصيل تجعلني في حيرة أمامها فكثيرا ما أشعر أن هذه الزاوية من حق القراء ومن الأنانية أن استأثر بها دونهم، ولابد أن يكون لهم قسط فيها يبعثون من خلالها همومهم وشكاواهم وتعبهم اليومي، ومن الصعب أن تأخذ زاويه شبه يومية في صحيفة يومية طابعا واحدا على الدوام ينشر فيه الكاتب آراءه الشخصية وتصوراته الخاصة، لأنها بدورها ستنضب وتبدو شاحبة مكررة ما لم يتوفر لها مادة خام يومية من هموم المجموع وتطلعاتهم.
ومن ناحية أخرى أجد أن شرك النجومية والشعبية التي يحصل عليها الكاتب من نشر هموم القراء بإمكانها مع الوقت أن يحول زاويته الى نشرة معاريض دورية تنقل هموم ومشكلات من الممكن أن تتكفل بها جهات تحريرية أخرى عن طريق التحقيق والخبر والمتابعة، بحيث تحيط بها بشكل أوسع مرفقة مع آراء الجهات المعنية عن أي قصور محتمل بشكل متكامل وموسع بتلافي أي قصور في العرض والتقديم من الممكن أن يحدث في تغطية المشكلة فيما لو إنها تمت عبر زاوية محدودة المساحة.
والحقيقة الى الآن لم أصل الى اجابة نهائية وقطعية فيما يتعلق بهذا الموضوع، والزاوية الصحفية لها «بروتوكولها» الصحفي والذي تحرص فيه على تقديم هموم عامة وتطال شريحة متعددة من المجتمع، وتبعد قدر المستطاع عن الشخصي والخاص، بالاضافة الى إنها لا تدعي الاستئثار بالحلول وتقديمها قدر ما هي تعرض تصور الكاتب الخاص عن الموضوع، وليس بنيتي هنا أن أقدم عرضا تاريخيا لأنواع المقالة وشروطها الفنية، ولكن أشير الى حجم المسؤولية حتى لا نقول «الورطة» التي تطوق طبيعة العلاقة بين الكاتب والمتلقي، ويقال إن الأديب المصري طه حسين كان له زاوية دورية في إحدى الصحف المصرية، وأراد يوما ما أن يعبر عن احتجاجه على موضوع يخص الشأن السياسي في مصر آنذاك فما كان منه إلا أن ترك مساحة زاويته بيضاء واكتفى بتوقيعه اسفل الصفحة فقط، وهو تماما ذلك البياض الحاد النقي الذي لم تلوثه الكلمات المدجنة والمهذبة والمطيعة وتلك التي لا تقول سوى الغثاء، البياض الذي لم يتورط بلعبة أقول اولا ... وماذا سيحدث إن قلت، وأي مخلب من مخالبي سيقتلع...؟؟؟
على كل حال كثيرا ما أتذكر زاوية طه حسين أمام الحزن الكبير الجليل والعظيم الذي نراه في فلسطين عندها أتمنى أن نلتزم جميعنا بفضيلة الصمت الأبيض، لأن ما يحدث لا يوازيه أي من الكلمات...!!!!
ردود: الأخ عبدالله المغامس، شكرا لاهتمامك ومتابعتك، وسأحاول الإشارة إلى ما ذكرت بطريقة مشذبة لا تزعج الرقابة.
E mail:omaimakhamis@Yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved