أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th May,2001 العدد:10470الطبعةالاولـي الثلاثاء 6 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شمس العصافير
القارىء المختلف
ناهد باشطح
قبس:ـ
)عندما تصبح الشجرة العتيقة على وشك أن تتلف، فإنها تعطي ثمارا شيطانية( ـ حكمة هنديةـ
*********
القارىء هو المحك الأساسي لتقييم الكاتب، وهو يتحلى بذاكرة ضعيفة كما يصفها شكسبير في قوله )الذاكرة الجماهيرية ضعيفة(.
وقد كان الكتّاب قبل هذا العصر المعلوماتي ينتظرون تقييمهم عبر رسالة بريدية قد لا تصل او فاكس يتعثر، اما الآن فقد فتح الانترنت آفاقا معرفية واسعة لعلاقة مختلفة بين القارىء وكاتبه.
لم يعد الكاتب يتساءل عن قرائه بكثير من الغموض، صار بالإمكان ان يطلع على ردود افعال مباشرة لما يكتب عبر بريده الالكتروني.
وصار بإمكانه ان يتعرف على افكار الناس وطموحاتهم وما يشغل تفكيرهم من خلال ما يقرأه عبر القوائم البريدية وما يطرح في بعض المنتديات المنتشرة في كثير من المواقع العربية.
الحقيقة انه انفتاح خطير في نشر الأفكار والآراء، ولعلني لا أخفي إعجابي بالطرح الذي يقدمه البعض من القراء والذي يفوق أحياناً بلاغة من ادركتهم حرفة الكتابة بالاضافة الى ان الكاتب من خلال النقاش مع القراء يتعرف على تقييمهم له فيتلمس نقاط ضعفه وقوته.
أحد المنتديات على الانترنت طلب مني ان اجيب على اسئلة الاعضاء في المنتدى، اقبلت على هذه التجربة لأنها جديدة بالنسبة لي فأن تواجه جمهورا لا تعرفه يتطلب ذلك ان توضع في امتحان ليس سهلا ولكنه مثير.
من هنا اعتبرت ان هذا اللقاء مختلف فالذي يطرح الاسئلة ليس صحفيا وانما قارىء متابع او غير متابع، فالأسئلة ستكون مختلفة ومنوعة فمنها ما هو لاكتشاف الضيف ومنها ما هو اختبار لإمكاناته اللغوية ورغبة في التعرف على آرائه.
المختلف في اللقاء هو ان القراء هم الصحفيون وانهم هم الذين يتحكمون في الطريقة الفنية لعرض اسئلتهم، فكل قارىء يعبر كيفما يشاء ويسأل ما يريد ويضع كتابته في مساحة خاصة به بخلفية مختلفة وخط للكتابة مختلف ويمكنه وضع صورة تعبيرية وهكذا.
والمختلف ايضا أني أجبت على الاسئلة دون ان اشعر ان اجاباتي ستمر على الإجازة قبل النشر وهذا لا يلغي الرقابة ولكن يجعلها رقابة ذاتية وهي اكثر عمقا وأبعد مسؤولية.
لقد تحوّل القراء هنا الى صحافيين، وهذا يدفعنا للسؤال عن دور الصحفي في الزمن القادم!! وعن دور المؤسسات الصحفية في زمن اختلف فيه القارىء الذي كان ينتظر المعلومة او يطلبها والآن هي تأتيه طواعية!!
وإلى أي مدى يمكن للصحفي التقليدي الذي لا يطور ادواته الفنية ان ينجح مع قراء مختلفين.
nahed@nahed.net


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved