أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th May,2001 العدد:10470الطبعةالاولـي الثلاثاء 6 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

الشورى السعودية!
أفلحت الدولة عندما اختارت «الشورى» منهجية حكم، وسط طوفان غربي عارم يسوق «الديمقراطية» كوصفة جاهزة يزينها تارة، وربما يمليها تارة أخرى وبقوة المصالح، على مجتمعات شرقية واسلامية تحتاج الي عشرات السنين إن لم يكن المئات، للانسلاخ من جلودها الطبيعية التي توارثتها عبر آلاف السنين، والدخول في جلد الديمقراطية ذات النمط الغربي الخالص!
للسعودية خصوصيات تمنعها من تقليد أنماط وافدة سياسية كانت أو اجتماعية، فهي مقر البيت العتيق، وحاضنة قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ربوعها تفجرت انوار الاسلام ديناً للانسانية كافة، وهي لذلك، الدولة الوحيدة التي لا يمكنها السير في اي اتجاه آخر غير منهجية «الشورى»، وقد فعلت، وجسدت هذا الفعل المحافظ في كل أركان نشاطها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتعليمي.. الخ، وهي في تقديري تحاكي الاصول والجذور، وتجافي الوافد والغريب، ومن المؤكد انها على حق!. ثمة فرق جوهري... بين الشورى والديمقراطية، فالأولى تقدم أهل الحل والعقد الاسوياء الراشدين العقلاء، لتأخذ برأيهم في كل ما يتصل بمصالح البلاد والعباد، وليس لأي «رويبضة» ، أو سفيه أو جاهل أو من شاكل هؤلاء رأي في شأن أساسي كهذا، أما الثانية، فيتساوى في شريعتها العامة جميعاً، وليس لها من آلية غير «صناديق الاقتراع»، التي يتساوى فيها الجاهل والعاقل، أستاذ الجامعة والأمي الذي لايجيد القراءة والكتابة، اصحاب الرأي وحكماؤه، والفاقدون للرأي والمشورة من سفهاء المجتمعات، والحكم فيها بالتالي هو ما تفرزه صناديق الاقتراع هذه، ومن هنا يقال بحتمية احترام الرأي او القرار الذي تفرزه تلك الصناديق، حتى لو لم يكن في مصلحة البلاد والعباد!. باختصار، ودونما مواربة، تحسن المملكة العربية السعودية صنعاً وصنيعاً إذ تجسد المنهجية الشورى أنموذجاً أتمنى كعربي وكمسلم وكإنسان، ان يعمل مسلمو الارض على شرحه والتنوير به وتصديره لمن يرغب، باعتباره المنهج الاسلامي الاروع للحكم والأداء والنشاط العام للدول والمجتمعات. لا ان نتلقى بصدور رحبة أنماط حياتنا وسلوكنا ونشاطنا العام من فكر غريب وافد يسلبنا اعرافنا وتراثنا وحضارتنا العربية الاسلامية، ويتنافى تماماً مع ما اراده لنا الخالق سبحانه.
مرة أخرى، ودونما نفاق أو مجاملة «لا قدَّر الله» فالسعودية تستحق التحية، إذ تقدر خصوصياتها الدينية الراسخة، واذ تصمد أمام طوفان ذلك الترويج الغربي المرعب والمريب لما يسمى بالديمقراطية!، ودعاء بالتوفيق لمجلس الشورى السعودي الجديد!.
شحادة أبوبقر العبادي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved