أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th May,2001 العدد:10470الطبعةالاولـي الثلاثاء 6 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

شمسٌ طواها المغيب
عظُم المصابُ، وهاجت الأشجانُ
وتجددت بفؤاديَ الأحزانُ
والنفسُ قد وجلت لخطبٍ مفزعٍ
وتقَّرحت من هوله أجفانُ
خبرٌ كصاعقةٍ على أبداننا
شَلَّ الجوارحَ، فالأسى ألوانُ
تبكي العيونُ بحرقةٍ ودموعُها
حممٌ طَفَتْ، قد هزَّها بركانُ
والشمسُ قد كسفت بقية يومها
ومغيبُها يعلو عليه دخانُ
لفراق أمي، اذ تغشّاها الردى
واختارها لجواره الرحمنُ
في عصر ذاك اليوم فاضت روحُها
وقضى نهاية عمرها الديانُ
قد حَّدَد الشهرَ الحرامَ رحيلَها
فله - تعالى - الحمد والشكرانُ
ظهرت علاماتٌ لحسن ختامها
يُرجى لها عند الاله أمانُ
هذا مُصلاَّها يحدِّث أنه
لصلاتها ولذكرها ولهانُ
فعلى جوانبه تعالت روحُها
نحو السماء يحفها الرضوانُ
كم من محبٍّ قد بكى جزعاً لها
وفؤادُه لفراقها حيرانُ
أنوار بلدتها خَبَتْ أضواؤُها
واهتزَّ منها السهل والبنيانُ
حتى السحابُ بكى عليها واِلهاً
وعلى ثراها دمعه هتَّانُ
لم ترتحلْ حتى تقدم موتَها
بحرُ الفضيلة ما له شطآن
ومحبةٌ للخير تملأ قلبَها
وتواصلٌ ومودةٌ وحنانُ
مَدَّت جسورَ العَوْنِ فيما حولَها
فإذا اليتيم بقربها جذلانُ
والمالُ لم تأبهْ بحسن بريقه
فبريقُه وترابنا سِيّانُ
كم من أرامل قد سعيتِ لوصلهم
وعطفتِ جوداً فارتوى الظمآنُ
ووصلتِ شبّاناً وشيباً شُتّتوا
عاث اليهودٍ بأرضهم، وأهانوا
لم تتركِ الملهوفََ يُظهر حرقةً
جادت عليه، فقلبه نشوانُ
كم قدَّمتْ للعاملين جوارَها
من مِنَّةٍ لم يخْفها الكتمانُ
قالوا لها: فيهم كفورٌ جاحدٌ
فعلامَ يُبذلُ نحوه الإحسانُ
قالت: أنا لي نيتي وهُمُ على
نيّاتهمْ ما ضرَّني ما دانوا
فأتت بذلك سيرةً محمودةً
يُهدى بها مَنْ دأبُه الكفرانُ

*******


كم كنتِ لي عوناً على حِلَق الهدى
وشدا بنصحك في الحياة لسانُ
قم يا بني لمجلس العلم اجتهد
ان العلوم بها الفتى يزدانُ
قم فانْهَلَنْ منها مجداً باكراً
لن يعتلي قممَ العلا كسلانُ
واظب ولا تسأم لترفع مقبلاً
زينَ اللواء، فرفعه عنوانُ
داوم على درس البكور، فانه
تصفو به الأفكار والأذهانُ
ان التعلم في بواكير الصبا
كالعود يُسقى، والفروعُ تصانُ

***


ماذا أقول وقد فُجِعتُ بفقدها
ونعى الفراقَ الاهلُ والجيرانُ
ماذا اقول عن الجموع تكاثرت
صَلَّت عليها عَمَّها أحزانُ
ماذا اقول وكُلُّهم قد أخبروا
عن فضلها، وحديثهم إعلانُ
ماذا أقول لوالدي وعيونه
بالدمع قد أضحى لها هملانُ
شيخٌ مسنٌّ رافقته مراحلاً
ستون مرَّتْ كلهنَّ حِسانُ
دوماً يقولُ: هي التي أيامُها
طهرٌ وذكرٌ دائمٌ، وحَصَانُ
نزل القضاءُ فلا اعتراض لما جرى
فإلى الاله مآلنا والشانُ
يا رب يا ذا المنِّ عطِّر قبرَها
ليفوح منه المسك والريحانُ
يارب يوم العرض أمّن روعها
وامحُ الذنوبَ، ليثقل الميزانُ
فتفوز في الأخرى بسكنى جنةٍ
فيها يُرى الياقوت والمرجانُ
من ماء عين السلسبيل شرابها
تسقى الرحيقَ، إناؤها ملآنُ
ولباسها فيها الحريرُ وسندسٌ
واللؤلؤُ المكنونُ والعقيانُ
ما تشتهيه من الفواكه كلِّها
فيها، وفيها النخل والرمانُ
جناتُ عدن ترزقين نعيهما
فيها الصحاف يسوقها الوالدانُ

***


أماه إن فارقتِ منزل عزةٍ
فصداك والذكرى معي صنوانُ
سأراك دوماً في فعالِكِ قد بدت
للعين وهي لفخرنا تيجانُ
سأظل أرسم صورةً ذهبيةً
تحكي نداكِ، يزينها الايمانُ
بسط الإله عليك أعظم رحمةٍ
وغشاك في ذاك الضريح أمانُ


أ.د عبد الكريم بن صنيتان البيضاني
كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved