أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 30th May,2001 العدد:10471الطبعةالاولـي الاربعاء 7 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

من مشارف الوطن
من أجل الصواب
سليم صالح الحريّص
** الذين يختلفون على رأي كل يعتقد انه على صواب اناس يدركون بأن تعدد الآراء اثراء للحوار ويفتحون المزيد من قنواته ومساراته ويحاولون الوصول الى نقطة التقاء او قاسم مشترك يجمع بين ارائهم المتعددة ويجمعون على ان الهدف هو واحد )الصواب( اذن هذا مبدأ محمود يتيح لكل الاطراف ان تبدي رأيها في حدود الهدف المنشود والغاية المقصودة.
** الرؤيا بوضوح الحديث بصدقية التفكير بمنطق العقل والتعبير بايجابية عن رأي لا يعني حجب الآراء او مصادرتها كي لا يدخل الهدف في خانة )ان لم تكن معي فأنت ضدي( لأن الوصول الى الصواب سيمر عبر مسالك ضبابية ودخانية فان غيّبت لغة الحوار وحل محلها مفردات التشبث بالرأي وتحجيم للآخرين فان العودة للحماقة والتعصب والنظرة الضيقة طريق لا يوصل الى بر الامان ولا يبلغ المرام.
** لا يعني اخلاصي لأفكاري والاعتداد بها والدفاع والاستماتة دونها هو تجاوز لمفاهيم الحوار الهادف ولا يمثل خروجا عن )بيت الطاعة( كما يطلقون عليه او سلطوية اللسان كما يعرّفونه يجب ان افهم من هذا وذاك ومن العقل ان اتحاور مع هذا واولئك لكي اصل او هم يصلون الى مرافىء دافئة من العلاقة وحميمية التواصل يجب ان أفهم ما يقال لكن على الطرف الآخر ان يفهم ايضا ما يبديه الآخرون حتى لا يرتدي أحدنا او يُلبس معطف الظلم لمجرد ان واحدا منا له القدرة على فعل ذلك كونه يمتلك الوسيلة والاداة للفعل.
** لهفتنا للتطور حق.. ودعواتنا المتكررة للوصول اليه امر طبيعي وطرحنا المتكرر وبتعبير جسور وبمفردة جريئة اظنه لا يعني الخروج عن المألوف والشيء الطبيعي ان يعتاد على ذلك والا ما فائدة ان نقول ولا نفعّل ولا نترجم ما نؤمن به؟؟
** أن نتطور وان نسعى له بشتى الطرق والاساليب ليس معيبا بحقنا بقدر ما هو يعيب ذلك الذي يحاول تحريف واقع الاشياء وتصويرها على انها مناوئة وانها تهدف لأشياء غير بينة او هي تسطيح للحقائق وتمييع لها ومحاولة لتحجيم كل من يتطلع لبلوغها والوصول الى ما يريح النفس والضمير.
** تفسير الاشياء في غير محلها هو ادخالنا في نفق التشكيك وتشييد المزيد من علامات الاستفهام ولنعبر في اجواء شد الاعصاب وتوتيرها وخلق الجفوة وتأصيل لمبدأ التفرد ووضع الامور تحت مظلة الأنا و )تحت الجناح(.
** ان كنا نهاب التنمية ونخشى من التطور او بشكل آخر نحاول تحجيمها او هدم ما شيد في سنوات لمجرد اشباع رغبة ونزوة وتقزيمها كي لا يصل المد ولا يتجاوز حدود نتبرم منها؟؟
** ان تشبعني لطما وركلا ولا اتبرم منك او اشكوك فهذا يعني استسلامي لما تريد واخضاع لارادتي وخضوع لرغبتك.. والرغبة المبيّتة واضحة ومفضوحة كشمس يوم قائظ!!
** نحن بشر من هؤلاء المسكونين تطلعاً لغد يحمل فضاءات بلا ادخنة او زوابع ترابية لكن ما تبين لهم من الآخرين ينبىء عن حالة من اللا استقرار حالة من الترقب من التوجس والريبة!!
** الحقيقة لا تستطيع الحديث عنها بشفافية )كما يقال( وصورتها ليست مشاعة للرؤيا لكن اطلاقها في الفضاء امامهم يجعلونها مرتدية ثياب التشويه حسب ما يريدون وهكذا الحقائق تغيب متى كان ذلك في صالحهم تغييبها!!
** الخوف لا يجلب التعب وصداع الرأس والانزواء في ركن قصي مظلم قمة الخوف اما نقيضه الجرأة فهي دائما تحت الشمس ولا تعيش في الظل.
** )تحايد عن ظهري.. بسيطة( مقولة يرددها البعض ويرون انها قمة الرجولة والشجاعة.. هكذا يرونها.
** ان تغادر من )وكن الخوف( الى فضاء الجرأة.. مستحيل انما ان تهاجر من موطن الاشراق ومغازلة الشمس الى اقبية الهلع فأمر جائز ان علمنا ان اليوم هو ميدان سبق في اتجاه معاكس.
** هكذا تتبدى لنا الصورة اليوم ضبابية الى الحد الذي يجعلنا لا نميز الاشياء ولا نراها على حقيقتها المجردة!
** حين يمسك احدنا بناصية الامر ويقبض على زمام الامور ويصم الاذن ويغمض العين ولا يرى الا ما يعتقد انه هو عين الصواب وان لجأ لتزوير الحقائق وتغييبها وتغيير معالم الجغرافيا وثوابتها كي يكذب على نفسه حتى يصدقها ومن ثم يحاول تمريرها على الآخرين ليصدقوها والكثرة من يصدقها للاسف لسبب انه الوحيد والآمر والناهي والحقيقة هو مالكها وحده دون غيره اذن كيف نصل الى الصواب في ظل حوار الطرشان او الذين يتعامون؟؟ تساؤل منطقي أليس كذلك؟

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved