أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 30th May,2001 العدد:10471الطبعةالاولـي الاربعاء 7 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

خواطر
نورة والمشوار
د. عبدالمحسن محمد الرشود
لابد لمواهب طلابنا وطالباتنا من دعم وتشجيع وتفهم من المدرسة والأسرة، والمجتمع بصفة عامة لكي تتألق، وتتبلور وتستمر.. وبالتالي تتطور. لابد أن يقف الآباء والأمهات على وجه الخصوص وراء أبنائهم الموهوبين ليضعوهم على الطريق الصحيح، ويأخذوا بأيديهم، ويضعوا أقدامهم على بداية المشوار الطويل مع الابداع لاشباع طموحاتهم الفكري منها والجمالي والذوقي.. لاسيما إذا اكتشفوا في ابنهم أو ابنتهم موهبة في أي مجال من مجالات الابداع.
- منذ كان عمرها ثلاث سنوات ونحن طلاب في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي عاشقة للرسم والتلوين، والابداع في الفن التشكيلي.. فلقد كانت تطلب مني احضار أدوات الرسم من ورق، وألوان، وأقلام، وصحائف، وتشكيلات زيتية، وشمعية ومائية.. إلخ من متطلبات الرسم المعروفة لدى الفنانين..
ولطالما قامت برسمي وأنا قاعد وقائم ورسم ضيوفنا، ومن يجالسنا في مطعم أو منتزه بصورة فنية سريعة وعجيبة مذ كانت في المرحلة الابتدائية آنذاك، ولكم تساءلت هل دراستها الابتدائية في أمريكا، واهتمام مدرساتها بالمواهب والابداع هو السبب في انفرادها بالرسم.
- هل هو التشجيع الذي ينمو بالفن ويراعي الفروق الفردية لدى الطلاب في الغرب؟.. هل هو موهبتها الأصلية الكامنة بداخلها؟ أم هو كل ذلك؟.
- على أية حال نورة قامت بعمل عدة معارض في مدرستها الثانوية وفازت بالموقع الثالث على مدارس حي الملك فهد في اللوحات الفنية وفي تصوري ان نورة تعبر عما يجيش في داخلها من أفكار وعواطف وأشجان وربما آلام وأحلام لا تستطيع التعبير عنها كأنثى وشرقية مرتبطة بعادات وتقاليد.. وقيم.. ولا بأس في ذلك في تصوري طالما أنها تنفست، وفضفضت عما يجول بخاطرها.
وعلى الرغم من خصوصية هذا الموضوع إلا أنه يثير سؤالاً مهماً هل مدارسنا وأسرنا ومجتمعنا يهتم بالمواهب الفنية للبنين والبنات؟.. هل نشجع تلك البراعم التي لديها ميول نحو الرسم والخط.. الخطابة، الشعر، النثر، الالقاء، التصوير.. إلخ ذلك من الابداعات الجمالية.. الانسان العربي عندما كان طفلا أهملت لديه ابداعات ومواهب لم تُنمَّ مع الأسف فذهبت الى غياهب النسيان.. ألسنا نرى الكثير من المتعلمين والمتعلمات لا يستطيعون الحديث أمام الجموع بطلاقة ودونما «تأتأة»، ويكتبون بخط رديء وغير قادرين على الخيال، والتصوير «Vision»، واختلاق الصور من العدم.. ألسنا نرى معظم أبنائنا لا يقرأون حتى الصحف المحلية.
لا أظن العيب في الانسان بقدر ما هو أسلوب التعليم والتعهد والرعاية للطلاب الأمر الذي يهدر الكثير من الطاقات والمواهب البشرية.. كم أتمنى ان تفكر وزارة المعارف، والرئاسة العامة لتعليم البنات، والمدارس الأهلية بايجاد آلية لضمان بقاء ابداعاتنا ومواهب أبنائنا وبناتنا على قيد الحياة.. أليس الكاريكاتير مثلاً المطروح في عالم الصحافة دليلاً على أهمية البعد الابداعي في المضامين السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية أيضا. لا ينبغي لنا تهميش هذا الأمر، واعتبار الرسم مجرد «خرابيط» كما يقال.. إنه عمل فني أصيل..
ترى كم هناك من مواهب لم تجد التشجيع من الآباء والأمهات والمدارس.. لتضيع في النهاية على مفترق الطرق!!.
هكذا أحبّت نورة ابنتي فن الرسم لكن يا ترى ما هي نهاية المشوار؟ لست أدري.
AL Reshoud@Hotmail.com
ص.ب: 90155 رمز 11633 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved