أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th May,2001 العدد:10472الطبعةالاولـي الخميس 8 ,ربيع الاول 1422

فنون تشكيلية

الوضوح وتفعيل الرؤية
دكتور أحمد عبدالرحمن الغامدي
لم أكن حريصا على حضور المعارض الفنية كحرصي على حضور افتتاح معرض الزميل الدكتور/ خالد الحمزة كما ان حضوري لم يكن بحكم الزمالة أو المجاملة ولكن لأسباب تشكيلية فيها الكثير من التناقض من جهة والاهتمام المشترك من جهة أخرى .. تناقشنا كثيراً في أمور ومشاكل التشكيل وما يتخذه الفنان من اتجاهات ورؤى تتحكم كثيراً في تعبيراته وقناعاته الفنية، ولذا لم أفاجأ بالمضمون الذي هو نتاج لرؤية خاصة قد لا يدركها إلا من هو على صلة بالدكتور خالد الحمزة أو استمع الى شيء من الإيضاح والتفسير لمفردات ورموز تلك التجربة. إن أول ما يلاحظه المشاهد هو غياب ما يمكن أن نسميه بالتقنية الفنية )الحرفة( على الرغم من توظيف بعض مهارات التشكيل باستخدام عجائن الورق والسلك للإحساس بالكتلة في بناء شكلي أشبه بالتجسيم على مسطح جداري.. ورغم ضخامة تلك المجموعة من الأعمال من حيث الحجم مثل لوحة )صور كامنة( التي عكست بصدق وجهة نظر الفنان. فرغم حجمها الصغير )18*25سم( تقريباً إلا انها توحي بأضعاف ذلك الحجم في الصورة ويعود هذا الى طبيعة تركيبها من قصاصات لصور ورقية تم اختيارها من حيث الشكل واللون بعناية فائقة كما ان هذا العمل البسيط في مظهره لم يكن ليعطي ذلك التأثير لولا تلك الإضافات من كشط وخطوط باستخدام قلم الرصاص مما ساعد المشاهد على التجوّل بصرياً داخل حيز العمل الفني الصغير.
إنه ذلك النوع من الأعمال الفنية التي تجبر المشاهد المتذوق على أن يعيش لحظة تجرد من جميع مشاهداته وخبراته التقليدية وصناعته الفنية ليبدأ في تكوين خبرة جمالية فريدة وكأنها تمرين ذهني يحاول من خلاله فك تلك الرموز ليضفي عليها معاني قد تكون غائبة حتى عن الفنان نفسه، لكنها في النهاية تؤكد على شيء آخر وهو فردانية وذاتية الفنان في أعماله يقابلها المتلقي بقناعته ورؤاه الخاصة التي ليس من الضروري أن تطابق وجهة نظر الفنان. واعتقادي أن ما أراد قوله الفنان الحمزة في أعماله هو ان هدف الفنان لم يعد هدفاً تزينياً فقط ومن مكملات الديكور وإنما هناك وظائف أخرى أقلها ما يدفع المشاهد للتأمل والتفكير وأحياناً عدم التفكير في عالم يرحب بالمتناقضات.. وفي سياق هذا القصور فمن المهم أن يكون المشاهد منفتحاً على الكثير من المفاهيم التي تصب في نفس الاتجاه حتى يكون لمشاهداته معنى. خلاف كون الفن متعة تذوقية وإشباعا ذاتيا آخذين في الاعتبار انه يمكن ان يسهم في فتح مجالات وتحقيق اهداف لم يكن لأي وسيلة أخرى ان تحققها.
*رئيس قسم التربية الفنية
جامعة أم القرى

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved