أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th May,2001 العدد:10472الطبعةالاولـي الخميس 8 ,ربيع الاول 1422

فنون تشكيلية

قالوا عن معرض حميدة السنان:
أطالت المكوث في ضرورات اللوحة ورمت حجراً لحرية التفكير في مخيلتها
* * متابعة عدنان حسون:
افتتح مؤخرا الدكتور احمد العلي مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية معرض الفنانة التشكيلية حميدة السنان بمحافظة القطيف والذي قدمت فيه الفنانة أعمالا جديدة تعرضها لأول مرة على صالة المكتب الهندسي للمهندس زكي العوامي والذي دعم المعرض وتكفل بطباعة الدليل للمعرض.
وقد تحدث بعض المثقفين والمهتمين بالفن التشكيلي عن المعرض وأعمال الفنانة حميدة السنان والذي يعد معرضها الشخصي الثالث: الاستاذ والناقد محمد العباس قال: بأدائية فنية متغايرة تدفع الفنانة حميدة السنان اعتياداتها البصرية إلى حاضن جمالي مغاير بعض الشيء إذ تبدو أكثر تخففا من جاذبية الحدة التصويرية واقل انفعالا بثراء اللون وطيفية تدرجاته واميل إلى تجريد الأشكال في إشارة ذات مغزى جمالي ينأى بمنجزها عن حسن اسالة الوحدات التشكيلية التي عرفت به وهي انعطافة فنية تطال نظام علاقات اللوحة خصوصا عندما يتعلق الأمر بفنانة اطالت المكوث في ضرورات قيم اللوحة البصرية واكتسبت قوة حضورها من براعة يدها المنفذة وقدرتها التشريحية اللافتة ولذلك تبدو وهي تتقدم ناحيتها مسكونة بديالكتيك أدائي تجريبي حذر تتوسم به تخطي حقيقة الصورة او بنيتها الذهنية إلى احاريك الواقعي مرجعياته البصرية.
تبدي ذلك الهاجس الانزياحي في شكل العين البشرية المرسومة بحرفية تصويرية صريحة مقابل مجموعة خطوط مجازية يمكن ان تكون كذلك وبصورة فنية عالية في علبة المشروب الغازي لا الفارغة مثلاً كتيمة اكتسبت الفنانة حميدة دربة رسمها في عدد من اللوحات فيما يشبه التمارين الأدائية وهاهي تستدعي لارساء جملة من المفاهيم الجاهزة ايضا لا بغرض التعبير البصري عن وجهة نظر جمالية انما انفعال بالهامش من التيمات والموضوعات «السلك المقيس.. الخ» وكأنها تتقاطع موضوعيا بتعاليات الايكونولوجي اي التصعيد الاختصاري للمفردة التشكيلية لتستحيل ايقونة جمالية محقونة بالدلالة المفهومية التي تحيل بالضرورة إلى فكرة لا إلى انتصابة جمالية. أما من وجهة الأدائية فتتقاطع بشكل صريح مع مفهوم الفن الفقير المختصر كمفهوم وأدائية تشكيلية في توظيف مواد غاية في البساطة والهامشية وهو ما يتأكد عند الفنانة حميدة من حيث اعتمادها على قابلة للتشكك «قصاصات ورق» او ما يمكن اعتباره نفايات يعاد إنتاجها أو صياغتها من منظور جمالي مبتكر وان بدت الوحدات التشكيلية والمفردات مرسوماً اكثر مما هي مشينة أي ذات ملامس او حاضرة كشيء او على الأقل مصعدة بمعنى فني كمادة كولاجية ذات ملامس بالنظر إلى سطوة حس الرسم الذي مازال مهيمنا على ادائياتها مقابل تطرقات التجسيد او إنثناء ملامس صلبة على سطح اللوحة فهي متنازعة بين ادائيتين متباينتين إذ تحن للترسيمي وتجرب في التركيبي وحيث يتصارع بهذا تتفسر كثافة الوحدات المتزاحمة في اللوحة وبساطة الأشكال المتداخلة وأيضاً عفوية المنظور الخطي كسمة من سمات رسومات اطفال فتلك الادائية ناتجة عن افتعالها بفكرة التصوير بمفهوم حركي الذي ينم طاقة وحيوية كتلك التي يتمتع بها الأطفال ان لا تمتلك كما يبدو اي تصورات ناجزة يمكن ان تنتظم في نسق فني قائم على علاقات مفهومة او منحسمة بقدر ما تتكئ على تحريك المنظور الخطي باتجاهات مختلفة لتعميق الاحساس بالأعماق والأبعاد كما تزحزح كتلاً لونية مصمتة كحاجة للتعبير عن الحركة وكإشارة دالة على فعل التحول.
الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان قال عن تجربتها: تعبر هذه التجربة للفنانة حميدة السنان عن سعي حثيث لبعث رؤاها الجديدة ومحاولاتها المتواصلة عبر وسائط لم نعهدها كثيرا في اعمالها السابقة وعلى قدر محاولة الفنانة التخلي ولو جزئياً عن تعبيرية اللون والخط فإنها تكتشف وتضع نفسها في قناة استحدثتها يمكن التواصل عبرها لاكتشافات او استحداثات ضمن حلولها المختلفة وعلى مقدار محاولتها التلوين والعودة إلى الوجوه وشيء من حالات التعبير الذاتي بل وعودة إلى خبرات سابقة في تأليف ما يمكن او ما لا يمكن جمعه وعبر كل ذلك والرغبة في طرح مستجداتها يتبين سعيها الدائم ومحاولتها الاختلاف عما عرف عنها وهي التي وضعت شاهدي لوحاتها في عوالمها الخيالية واجوائها الحلمية او ما تبنيه وتشيده من طقوس بكل ما تتضمنه لوحاتها من عناصر وايهامات وازملة على اننا في هذه الصيغة الجديدة نرى اوراقاً وتقاطيع وشيئاً من تفاصيل وحياكة مختلفة على الورق وقص وتخريم هذه الصيغ او الحلول بالمقابل قد ترسم في أذهاننا تلك الخيوط الرفيعة وهي تلصق بعض الخامات المحلية في لوحاتها كما كانت تشيد وتبعث مناخاتها الخاصة عائدة إلى الواقع والتاريخ ومؤكدة على علاقة متصلة في تجاربها الفنية.
المحاولة الجديدة لحميدة السنان تنبعث في ظل حضور على الساحة التشكيلية خاصة في المنطقة الشرقية ولعلها ارادت ان تثير او ترمي حجرا في بركة ماء راكد لتترك خيالاتها يعبر عنها غيرها كما تحاول تجديد صيغتها كمن يعلن عن ان العزف على وتيرة واحدة قد يبعث شيئاً من الملل والرتابة وعلى أمل ان تكون هذه الخطوة مع جرأتها محاولة لاكتشافات وحلول فنية وإضافات في تجربة هذه الفنانة الشابة التي عرفناها متميزة وطموحة منذ مشاركتها الفنية الأولى. الزميل الصحفي حبيب محمود قال: تنقاد حميدة السنان في معرضها إلى احساس مخاطرة حقيقية بتاريخ اكثر من عقد من الهوس السريالي وهي مخاطرة لها ما يبررها جماليا ولها محاذيرها أدائياً وإلى حد كبير وفقت حميدة السنان في جهدها التقني وحرصت على استغلال التفاصيل الصغيرة والمنمنمات وعفوية المقص وتجاوز الرسم الطفولي والطبقات الورقية إلى غير ذلك من الإجراءات الكولاجية ولكنها من جهة أخرى مارست وصاية على منجزها الجمالي وقد تمحورت هذه الوصاية في استحضار مفردات سريالية عرفت بها في تجاربها السابقة مثل اغطية الأقلام والعلب واسلاك الكهرباء فضلا عن مشاهد ابنية متهالكة ووجوه مشوهة وهي بهذا الاستحضار تعلن عن استمرار اتكائها تعبيريا على فلذات دلالية افادت منها في مرحلة سابقة.
كما مارست وصاية النص وبالتالي فهي لا تقدم نفسها وانما تصحب نيفا وعشرين شاعرا ليكونوا شهودا لصالح أعمالها البصرية انها تبني علاقة بين النص/القصيدة والنص/اللوحة في ارضية واحدة انها تتهاون بالقاعدة الفاصلة بين قالبي الفنين. أما الفنانة التشكيلية حميدة السنان فتحدثت عن معرضها: انني اعتدت ان اتجاوز معرفتي لإيماني بضآلتها وان اقف على مواقع ألمي وأتأمل وليس امتع من مغامرة او تجربة احذرها اخسر فيها كل شيء أو اكسب اكثر مما كنت آمله وهأنذا اقدم خصوصيتي بشكل مختلف تماما عما عرفني به الآخرون اطرق بابا تجريبيا جديداً مستعينة فيه باحساسي السابق الذي استلهم منه بقايا وقصاصات طالما اقلقتني لامنحها فرصة وجود ولعل تطوير ما نعرفه أمر رائع ومنجز سابق ولكن الانعتاق من سيطرة ما نعرفه ضرورة اساسية تراودنا بروعتها للولوج في عالم الحياة بإبداعها الثري المتنوع والابداع على تنوع لغاته الحضارية المختلفة لا يكون ابداعا بما عرف او تماشى لدى السواد ولا ينبغي له ذلك.
ستة أعوام قربتني إلى عالم الأطفال مناهج كثيرة وترامت في المفردات الطفولية المتداخلة والمتشابكة تلقائياً ومساحات فنانة وملهمة للتجريب والعبث والتعبير بلغة تشكيلية خارجة على حدود الصورة ومتمردة على أعراف الضوء والظل المنظور هي كلها اسوار جهدت كثيرا في مناطحتها اثناء هوسي التعبيري والسريالي وهأنذا اكسر ما تبقى من تلك الأسوار الصورية المتبقية وافتح نافذة للاطلالة على هواء جديد. وأحب ان اتقدم بخالص الشكر والعرفان لسعادة الدكتور احمد العلي مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية على تشرفه بافتتاح المعرض وعلى اقتنائه لثلاث لوحات من أعمالها.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved