أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th May,2001 العدد:10472الطبعةالاولـي الخميس 8 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
خالتي صفية
أميمة الخميس
الروائي المصري «بهاء طاهر» يكتب وينشر منذ عام 1972، وكان أول عمل أقرؤه له الآن ...!! لذا يال المسافة الزمنية الطويلة التي مرت دون التعرف على كاتب متميز وموهوب بحجم «بهاء طاهر».
ولا أدري الى ماذا يعود هذا التقصير؟؟ هل يرجع الى ان الأسماء الأدبية الكبيرة في مصر استأثرت بكل الأضواء بحيث ظلت الكثير من الأسماء متوارية في الظل الكبير لتلك الأسماء؟؟ أم أنها معوقات النشر والتوزيع المعروفة التي تطوق حركة النشر في العالم العربي؟؟
أي من هذا على كل حال لا يبرر لي القصور عن التعرف على تجربة مشرقة بل ومتوهجة كتلك التي يقدمها «بهاء طاهر» في روايته )خالتي صفية والدير( الصادرة عام 1999 عن دار الآداب في بيروت.
وبهاء طاهر يقدم في روايته هذه تلك السلاسة السردية الآسرة بحيث لا تتعثر بتركيب قلق، او اختلال في سياق الجمل او إطالة او ترهل في السرد على حساب السياق والشخصيات فهو من أول الرواية الى آخرها يبدو متمكنا من أدواته ويقدم عملا متقنا على مستوى الحدث والشخصية والمكان والزمان الذي يصور فيه «بهاء طاهر» الجنوب المصري وصعيد مصر بالتحديد، حيث القرى الزراعية البسيطة ونهايات زمن الإطقاع في مصر، وعلاقة المسلمين بالأقباط في ظل موروث تاريخي بعيد مشبع بالتسامح والتقبل للآخر وبعيد عن أجواء التعصب والتشنج العقائدي.
وحتى لا نقول بأن الرواية هي نوع من السيرة الذاتية لطفولة الكاتب المبكرة نلجأ الى ما ذكره هو عنها في المقدمة عندما قال «العودة الى عالم الطفولة، أو رواية القصة من منظور طفل او صبي، وارتباط ذلك بمحاكمة الماضي والحاضر معا عن طريق العودة الى التاريخ الحقيقي والأسطوري معا».
والمميز في أدب «بهاء طاهر» هو مقدار الثراء والحيوية التي تتمتع بها شخصياته، والغنى الذي يقدمه لنا على المستوى النفسي والخارجي على الرغم من ان السرد كما أسلفت كان يتم على لسان طفل او صبي لكنه استطاع ان يحتفظ بتلك النظرة البكر المفعمة بالدهشة والتي تميز عالم الأطفال، ذلك الإتقان في رسم الشخصيات لم يجعلها طاغية على الحدث أو بقية الأشخاص بل استطاع الكاتب ان يجمعها في حبكة درامية متقنة ويقودها الى مشارف النهاية.
ولا نستطيع ان نبخس الروائي حقه هنا لنقول ان جهده اقتصر على تدوين تفاصيل ذاكرة قديمة، لأن مجهود التدوين بحد ذاته في هيكل قصصي ودرامي من نوع «خالتي صفية والدير»، اضافة الى اختيار زاوية الالتقاط بحاجة الى كاتب موهوب ومبدع .. تماما «كبهاء طاهر».
مما جعل ناقداً كبيراً كالدكتور علي الراعي يقول عنها «هي رسالة حب عظيمة للحياة والناس.. رواية بارعة الحسن في بساطتها وعفويتها وسحرها الذي لا يقاوم، سواء تحدث الكاتب عن الكبار او الصغار، عن النساء او الرجال، عن العقلاء او المجانين».
للكاتب مجموعات قصصية أخرى، وروايات ايضا لم تجد حظها من الضوء والمتابعة، ولكن يبدو ان الإعلام المصري يجيد صنع الأصنام والتوقف والالتفاف حولها، بشكل يعيقهم عن الاهتمام بها هو جديد ومختلف..!!!
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved