أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th May,2001 العدد:10472الطبعةالاولـي الخميس 8 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شمس العصافير
الوجه الآخر للحقيقة
ناهد باشطح
قبس:
«المثل السائر ينبغي أن يكون ثمرة شجرة الحياة» حكمة عالمية
***
تشكل الامثال الدارجة او الأقوال المتداولة والشهيرة شيئاً عظيماً في وجدان المجتمعات الانسانية.. ولا يمكن لأي انسان الا ان يتذكر بعض الأمثال التي حفرت في ذاكرته من خلال ايرادها في كتبه المدرسية او استشهاد المعلم بها أو سماعه لها تتردد في أسرته.
خطورة الأمثال المشهورة انها تنغرس في عقل الانسان وتبني قيمه وقيم المجتمع دون ان يشعر.
ان الأقوال المشهورة أو الأمثال هي نتيجة تجارب فردية ولذلك يمكن الاستشهاد بها لتعزيز فكرة ما ولكن لا يصح ان تكون نبراسا نهتدي به أو قاعدة نستند عليها ذلك لأنه يوجد مجموعة من الأمثال لا تمثل الحقيقة بل هي نتاج موقف انساني تداولها البعض حتى صارت مثلا، وترسيخها في وجدان الانسان اسهام في تأخر وعيه المجتمعي لابعاد تغير الزمان.
مثلا بعض الأمثال التي تتحدث عن كون المرأة متسببة في الشر فتقول العرب )النساء حبائل الشيطان( أو كما يقول الغرب في أمثاله )فتش عن المرأة( وهي عبارة أطلقها الشاعر الروماني «فرجيل» في ملحمته «الانيادة» ومنه اخذه الفرنسيون ثم أخذه الانجليز وتداولوه.
هذا المثل عندما نردده أمام أطفالنا فانه يغرس في داخل وجدانهم ان المرأة سبب البلاء وتبنى على ذلك صورة المرأة في وجدان الطفل.
هناك مثل عربي آخر يقول : )كل ممنوع مرغوب، كل ممنوع متبوع( أو )أحب شيء الى الانسان ما منعا( وقد ورد هذا المثل في الغرب في أواخر العشرينات من القرن السابع عشر بهذه الصيغة )يكون التفاح حلوا عندما يقطف في غياب الجنائني( ترديدنا لهذا المثل يغرس فكرة أقرب الى الوصولية أو التمرد.
أيضا هناك مثل نردده كثيرا وهو )اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب( وقد علق الأديب ميخائيل نعيمة على هذا المثل بقوله: )ان يكن الصمت من ذهب فما أغنى الخرسان(.
أما المثل العامي الدارج الذي يقول )أطعم الفم تستح العين( ويقابله مثل انجليزي يقول )الطريق الى قلب الرجل الانجليزي تمر عبر معدته( فهو جزء من تكريس مفهوم الوصول الى الهدف عبر طرق غير سوية.
ان ما ذكرته مجرد أمثلة وما نتداوله من أمثال كثيرة في حياتنا لو تأملنا جزءاً كبيراً منها لاستبدلناه حتى لا يمارس على مفاهيمنا سلطة لا يستحقها.
في المقابل من الممكن ان تحوي بعض الأمثال رموزا قوية لما تنطوي عليه من معان عميقة وهي كذلك متداولة.
القضية الا نصادر حقنا الانساني في تغيير الأمثال كونها شهيرة أو راسخة في الوجدان.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved