أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th May,2001 العدد:10472الطبعةالاولـي الخميس 8 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

الجزيرة تفتح ملف مآسي الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال
محاولات «بلطجة» تحت غطاء القانون.. تكسير محلات ومصادرة كل ما فيها
* رام الله نائل نخلة:
^^^^^^^^^^
يوم جديد في القدس، يعني شكلا جديدا من المطاردة والخوف لتجار هذه المدينة الذين يحاصرهم الاسرائيليون بأجهزة الشرطة والمخابرات والضريبة، واخيرا بلدية القدس الغربية تحت ادارة اليميني المتشدد أيهود اولمرت. ومع اشراقة الشمس التي تتدلى بخيوطها على أزقة وحارات البلدة القديمة في المدينة المقدسة تمتزج مأساة 230 فلسطيني مقدسي هنا.
^^^^^^^^^^
يقول تجار مقدسيون انه لا يكاد يمضي يوم واحد دون ان تقوم دائرة الإجراء الاسرائيلية بمصادرة اثاث بيت او ممتلكات محل تجاري لصالح بلدية او لمرت الليكودي الذي لا يترك جهدا في التضييق على المقدسيين.
قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية ترافقها مجموعات من حرس الحدود تتجول في ازقة واحياء البلدة القديمة وعملهم الوحيد التحرش بالمارة وتدمير المحال التجارية في البلدة القديمة بحجة عدم تسديد اصحابها الضرائب المفروضة عليهم.
الحاج اسعد الشويكي من سكان البلدة القديمة ويملك محلا تجاريا يقول ان هذه الحوادث ليست جديدة علينا الا ان وتيرتها ازدادت في الفترة الاخيرة، يدخل مأمور الضريبة الاسرائيلية برفقة رجال الشرطة الاسرائيلية الى المحلات التجارية بصورة وحشية ويعتدون على اصحابها بحجة انهم لم يدفعوا الضرائب المفروضة عليهم.
ويشير الحاج الشويكي الى ثلاثة محلات مغلقة ويقول )ان قوات خاصة من الشرطة الاسرائيلية يرافقهم ضابط من المخابرات واخر من الضريبة دخلوا على هذه المحلات واعتقلوا اصحابها وبعد ذلك بدأوا بتكسيرها وصادروا ما في داخلها والذي يقدر بالاف الدولارات(.
ويتابع الحاج ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد فعندما خرج موظف الضريبة المحمي بقوة عسكرية اسرائيلية هدد اصحاب المحلات المجاورة وانا من بينهم ان الدور لهم ان لم يسددوا الضرائب المتأخرة عليهم والتي قدرها الشويكي ب 35 ألف شيكل )9000$( مما يعني في حال دفعها ان أغلق محلي واعود الى البيت افضل لي.
وخلال الاسابيع الماضية تمت مصادرة محتويات عشرة محلات تجارية من قبل الشرطة والبلدية والضرائب وفي معظمها تم الاعتداء على التجار او ابنائهم او في الطريق وقدرت الغرفة التجارية في المدينة قيمة من تمت مصادرته ب 500 ألف شيكل.
الارنونا وباقي الضرائب
غير شرعية ومضاعفة:
احمد السلايمة احد العاملين في مجال حقوق الانسان يقول ان الضرائب التي تفرضها اسرائيل على السكان المقدسيين غير شرعية وباطلة بالذات في القدس الشرقية لانها ليست جزءا من الدولة العبرية وهي ارض محتلة كما اقرتها القرارات والقوانين الدولية واي اجراء بحق سكانها هو غير شرعي وغير قانوني ولا يجوز استعمال اي أداة من ادوات السيادة والضرائب هي إحدى ادوات السيادة الاسرائيلية على القدس.
ويتابع السلايمة «ان الضرائب التي تفرض على السكان العرب في المدينة المقدسة هي اضعاف ما يفرض على اليهود على الرغم من ان بلدية القدس لا تقدم اي خدمات للمقدسيين بل على العكس فان معظم ما يجبى من الفلسطينيين يستخدم في تطوير الاحياء اليهودية وتدعيم المستوطنين في القدس الشرقية».
ويؤكد الباحث الحقوقي احمد ان المواطن في القدس ما دام لا يحمل جواز السفر الاسرائيلي فلا يعتبر في نظرهم اسرائيليا حتى لو حمل الهوية الزرقاء وبالرغم من ذلك يحاولون ان يجبوا الضرائب وكأنها حق لهم وما يحدث هو عبارة عن بلطجة ولصوصية تحت غطاء القانون.
شارع صلاح الدين يفجر الازمة مجدداً
بغياب التنسيق والتضامن بين التجار المقدسيين يصول ويجول موظفو البلدية والضرائب كما يحلو لهم في ازقة وشوارع البلدة القديمة يطاردون ويلاحقون المحلات واحدا تلو الاخر يقتحمون ويصادرون ويضربون.
يوم الاربعاء الماضي وكعادتهم العدوانية الشرسة انقض موظفو الضرائب على احد المحال التجارية في شارع صلاح الدين ودخلوا المحل بعد ان صادروا محتوياته واعتدوا بالضرب على اصحابه واعتقلوا بعضا منهم.
شاع الخبر بسرعة بين اصحاب الحي الذين انتفضوا غضبا وسخطا على الاجراءات القمعية هذه وخلال ثوان اغلقت المحلات ابوابها وتجمهر الناس في الشارع لحين الافراج عن جميع المعتقلين وفتح محل زميلهم.
غرفة التجارة والصناعة في القدس ارادت ان تستثمر هذه الحادثة في تدعيم صمود التجار وخلق ظروف ووقائع جديدة تتمثل في التضامن والوحدة بين التجار في القدس قاطبة لتكون درسا وعبرة امام موظفي البلدية والضرائب الاسرائيلية ولكي تفكر الف مرة قبل اي اجراء تعسفي بحق التجار.
اقتحموا البيت وصادروا محتوياته
الحاجة أم أحمد من سكان بلدة سلوان التي تبعد كيلومترين عن القدس تقول ان قوات من الشرطة قامت باقتحام منزلها وصادروا كافة المحتويات بحجة انهم لم يدفعوا ضريبة الارنونا وهي ضريبة اسرائيلية تفرض على المباني والمنشآت.
ويرى كثير من المقدسيين ان تصرفات الاحتلال ستكون بداية البركان الذي سينفجر نارا ولهبا في وجه الارنونا والبلدية والشرطة الذين باتوا شبحا مسلحا يطاردهم في بيوتهم ومتاجرهم واكلهم وشربهم.
او لمرت إنسان متناقض
الاستاذ السلايمة يقول ان أو لمرت انسان متناقض تماما فهو في وقت يتكلم عن القدس الموحدة وقبل ايام يدعو اهالي شرقي القدس إلى التوجه الى الداخلية الاسرائيلية للحصول على الجنسية الاسرائيلية وعلى الرغم من ذلك يتعامل مع شرقي القدس بخلاف القدس الغربية.
فالمقدسيون ينتظرون ساعات وأياماً امام مكاتب الداخلية الاسرائيلية لتجديد معاملاتهم او اثبات اقامتهم في القدس ليحافظوا على مواطنتهم ولم تسع البلدية ولا الداخلية الاسرائيلية التي نفسها تنجز معاملات الاسرائيليين بالبريد وليس هناك حاجة لذهابهم الى هذه الدوائر للمراجعة التي لم تنجز ولو بمقدار قيد انملة للتخفيف على المواطنين الذين تستنفد اسرائيل كل القوى والوسائل لافراغها من الفلسطينيين.
كثيرون هم الذين يشتكون من مؤسسات السلطة الفلسطينية في القدس التي لا تقف الى جانبهم سواء كتجار تقدم لهم التعويض والسند المادي والسياسي والنفسي او مواطنين لا تسمح لهم البلدية في ترميم منازلهم التي يخشى سقوطها على رؤوسهم وامام هذه الهجمة الشرسة من أولمرت ذاك الليكودي المتطرف القبيح الذي يفكر ليل نهار بطرق شيطانية لطرد المقدسيين لتخلق معاناة جديدة تضاف الى معاناتهم وآلامهم فوق هذا كله لا تمد لهم يد المساعدة من مؤسسات هي انشئت اصلا للدفاع عن وجودهم وتعزز من صمودهم.
ليبقى السؤال القائم اليوم ممزوجا بمعاناة 230 ألف مقدسي رفضوا ترك بيوتهم ومتاجرهم لليهود متى تتحول الشعارات التي رفعت باسم القدس وقاطنيها في كل العواصم الى حقيقة على ارض الواقع تخلصهم، وعلى اقل تقدير تساعدهم على الصمود والبقاء في بيوتهم ومدينتهم الحزينة!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved