أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th May,2001 العدد:10472الطبعةالاولـي الخميس 8 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

أضواء
مرتزقة القضية الفلسطينية
جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس جديداً القول بأن القضية الفلسطينية شكلت مصدر رزق للكثير من الثورجيين ومدعي التنظير وكتاب المقالات الذين وجدوا في هذه القضية الوسادة التي يلتجئون إليها عندما يعجزون عن العثور على فكرة أو موضوع يملؤون به الزاوية أو المكان المخصص لهم، والذي يتقاضون عليه أجوراً ربما يفوق أجره اليومي راتب شهر كامل لعامل فلسطيني يعول عائلة كاملة، كما أن القضية الفلسطينية مواضيعها متشعبة تتيح لأي «كويتب» اتجه لامتهان الكتابة أن يبدع فيها بشرط أن يرضي المتلقين: فقليل من الشتم، ، وبعض العبارات الخطابية، وبعض من عبارات التمجيد للفدائيين، وشتم شارون والصهاينة والأمريكيين ثم يضاف إلى كل ذلك بعض العبارات الغامضة التي توحي بالاطار الفكري والأيدلوجي لمعد المقال يصبح كاتبه، محللا سياسيا ومنظّرا ويشتهر على حساب القضية الفلسطينية التي تسلق جدارها الكثير من الزعماء العرب «الثورجيين» الذين تبدأ انقلاباتهم ببيانات يتعهد كتّابها بتحرير فلسطين، ، ، و
وهكذا فالقول بأن القضية الفلسطينية «الباب» الذي فتح أرزاقا للعديد من الكتاب والزعماء العرب ليس تجنياً على هؤلاء الكتاب والزعماء والذي يشكك في هذا القول فعليه أن يتابع كل ما يكتب ويستمع لكل من يخطب ، ، كل الكتاب تحولوا إلى كتاب سياسة وكلهم محللون سياسيون وجميعهم ينظّرون عن الانتفاضة الفلسطينية، وكيف تحقق أهدافها ومقومات استمرارها والأخطار التي تهددها ، الأدباء والشعراء وكتاب القصة والشعراء الشعبيون والزجالون، والمهتمون بالمواضيع الاجتماعية والفنية والرياضية وحتى الذين يكتبون عن المكياج والتجميل أصبحوا متخصصين في استراتيجية العمل الثوري ومثلما افتتحت دكاكين الثورات العربية على ظهر القضية الفلسطينية، ، يتسلق هذه الأيام ا لكُتّاب والكاتبات القضية ليزدادوا شهرة وانتشارا، وكم كنت أتمنى أن يكون حماس الثوريين من الزعماء، ، والكتاب وبعضهم أصبحوا يحملون ألقاب مفكرين ومنظّرين، أن يكون جزءٌ من هذا الحماس يترجم إلى دعم حقيقي للشعب الفلسطيني، ، ، دعم مادي للانتفاضة الفلسطينية ورجالها وأسرهم الذين هم وحدهم يستحقون أن يجنوا ثمار الثورة الفلسطينية، وأتساءل هنا ببراءة، ، أو سذاجة لا يهم، ، كل كاتب أسعفته الثورة الفلسطينية بالعديد من الأفكار والمقالات وسطر مئات المواضيع التي قبض ثمنها، ، كم منهم تبرع بجزء من تلك المكافآت، ، ؟!
وكم زعيماً ثورياً تسلق سلم الثورة الفلسطينية واستعان بها وضمها للبيان الأول لثورته، ،
كم زعيماً دعم الثورة الفلسطينية دعماً حقيقياً، ، ، ؟!! دون أن يستغل الانتفاضة الفلسطينية لترتيب مهرجانات استعراض تأكيد زعامته،
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah، com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved