أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st June,2001 العدد:10473الطبعةالاولـي الجمعة 9 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

كلمات معدودة
شبابنا في قفص الاتهام!!
د. محمد بن سليمان الأحمد
يكيل بعض رجال الأعمال التهم للشباب السعودي، فنوعيتهم دون المستوى المطلوب وآخر يصفهم بالرغبة في أن يكون رجل أعمال في اليوم الثاني لتسلمه العمل في القطاع الخاص، ولكن كيف استطاع الشباب السعودي قبل حوالي نصف قرن بناء أكبر شركة للنفط في العالم؟ لقد استطاع السعوديون وهم يعيشون السنوات الأولى لما بعد التوحيد أي قبل نصف قرن المشاركة بفاعلية في تشييد واحدة من كبريات الشركات المنتجة والمكررة للنفط في العالم، لقد كان السعوديون يتوافدون من اجزاء المملكة الى المنطقة الشرقية للعمل مع الشركات الأمريكية وكان معظمهم ان لم يكن جميعهم بدون أي خلفية علمية ولا عملية بل ان نسبة كبيرة منهم كانوا غير قادرين على القراءة والكتابة. لقد أتى بعض هؤلاء القرويين من قراهم، وبعضهم جاء من البادية، وأثبت عدد غير قليل من هؤلاء السعوديين القادمين من البادية والقرى تفوقهم حيث اجتازوا الدورات التدريبية على رأس العمل بتفوق وفي زمن قياسي ملفت للنظر، بل لقد برز منهم رجال أعمال بعد تركهم العمل في شركة النفط، بعضهم تعلم القراءة والكتابة على رأس العمل، وتعلم بعض منهم اللغة الانجليزية أيضاً على رأس العمل، وآخرون واصلوا تحصيلهم العلمي اثناء عملهم وذلك في مدارس ليلية حتى حصلوا على الثانوية، وبعدها ابتعثتهم الشركة للدراسة الجامعية في أمريكا لعدم وجود جامعات في المملكة لدرجة أن بين هؤلاء القرويين وأبناء البادية من واصل تعليمه ليحصل على أعلى المؤهلات العلمية اذ ان بينهم من عاد الى المملكة وهو يحمل الماجستير وآخرون عادوا بالدكتوراه، وفي تخصصات هندسية اثبتوا فيها تفوقاً غير مسبوق. كما أنهم جميعاً تعاملوا مع آلات وأجهزة لم يسبق لهم التعامل معها من قبل بل لم يروها في حياتهم، وذلك لان الشركة اتاحت لهم فرصة التدريب على رأس العمل، بالضبط مثل ما تتيح بعض الشركات التي تدعي انها وطنية هذه الأيام لغير السعوديين والقادمين دون أي خلفية للتعامل مع بعض أنواع الأجهزة والمعدات الحديثة التي في احيان كثيرة لم تدخل بلدانهم أو ان الظروف الاقتصادية لهذه العمالة لم تتح لهم فرصة التعامل مع هذا النوع من الأجهزة في بلدانهم.
اعطوا للسعوديين من الشباب والشابات فرصة التدريب على رأس العمل في مؤسسات القطاعين العام والخاص مثل ما فعلت شركات الزيت وأرامكو السعودية على وجه الخصوص. سوف تظهر التجربة العملية ان بين ابنائنا وبناتنا مبدعون ومبدعات في كل الحقول والمجالات. المطلوب في كل عام اعلان واضح وصريح عن نسبة السعودة في كل جهاز حكومي وفي كل مؤسسة وشركة خاصة أو أهلية، وحينها تمنح جائزة السعودة لمن يحقق أكبر نسبة، بل ان اعلان هذه الأرقام سوف يكون حافزاً للمواطنين للتعامل مع الشركة والمؤسسة التي شغلت أكبر عدد من المواطنين وأوجدت لهم أعمالاً، وهذا الاعلان سوف يدعم التوجه نحو السعودة وخصوصاً لدى القطاع الخاص، الذي يهمه الحصول على المزيد من الزبائن أو العملاء والأرباح. أكرر أن السعوديين ليسوا جميعهم بهذا المستوى السيئ، وهذه الصورة الذهنية الدونية التي يرسمها بعض رجال الأعمال تهرباً من السعودة وحرصاً على مصالحهم الشخصية التي تتمثل في تحقيق أكبر الأرباح المادية على حساب الوطن وأبناء الوطن، لا شك ان بين الثلاثة عشر مليون سعودي وسعودية قادرون ومتفوقون في كل ما يوكل اليهم من أعمال، بل ويتفوقون على الكثير من غير السعوديين فقط اعطوهم الفرصة وسترون.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved