أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st June,2001 العدد:10473الطبعةالاولـي الجمعة 9 ,ربيع الاول 1422

الثقافية

الخطوة الأولى
من أوراق مطلقة
آه من الليل عندما يسكن بقدر جمال هذا الوقت بقدر ما يقلب في أنفسنا من مشاعر مكبوتة نداريها أثناء النور ونحاول أن نظهر أمام الناس وأمام أنفسنا أننا أقوياء لم يهزمنا الزمن بمرارة الظروف التي عايشناها خلال حياتنا نظهر أو نتظاهر لا يهم. المهم هو أن نخفي مشاعر الأسى والحزن العميق بداخلنا.. إن ساعات الليل بسكونها وهدوئها تبعث على استعراض حياة الإنسان أمامه وكأنها أشبه ما تكون بمسرحية تعرض فصولها ومشاهدها تباعاً بأفراحها وأحزانها وحساباتها وليتنا بعد ذلك كله وفي اليوم التالي يتغير شيء، كلا، بل أجد أن الأيام متشابهة لا تغيير ولا جديد.. ولكن جديد يومي هذا هو أنني عرفت أن زوجي السابق تزوج بامرأة من أهل المدينة هل هي إشاعة أم حقيقة لا أدري، وبالرغم من ذلك فإن هذا حرك في نفسي مشاعر غريبة أنها مشاعر لم أعرفها من قبل لقد دمعت عيناي لم أدمع ندماً على فراقي عنه أو احساساً باستحالة عودتي إليه على العكس لأنني عشت معه بالقدر الذي لا ألوم نفسي بعده بأني لم أعط المزيد من الصبر عليه فلم أقرر فراقه إلا بعد أن ضقت ذرعاً به ويئست تماماً منه ولكني بعد انفصالنا كان عزائي الوحيد هو عودته لزوجته وبناته ولكن.. لم يحصل ما توقعت، بل حدث أن تزوج بغيري إذن طلقني مع أنني أحببته بجنون رغم كل عيوبه طلقني.. لا ليعود لأسرته، بل لكي يتزوج بأخرى وأخرى وأخرى.. وما هو السبب أوهام في رأسه وخيالات ليس لها أي أساس.. على العكس من ذلك فلقد كنت أعد الدقائق لعودته إلى المنزل.
آه ثم آه وآه إن ما خفت منه منذ كان عمري 17 عاماً وهو الطلاق حدث والعروض التي كنت أرفضها في ذلك الوقت بكل جرأة يستغربها الآن الكل وأتردد أنا في رفضها وينتظر مني بعد الطلاق وبلوغ عمري 27 عاماً قبول جميع العروض لا استطيع أن أقبل العروض التي لا اقتنع بها وفي نفس الوقت ظروفي العائلية يصعب على إنسانة بحساسيتي احتمالها والعمر يجري وما العروض الخاصة بالزواج إلا اشبه ما يكون رياضياً بالتناسب العكسي لا أجد حالياً و.. إلا قلمي ودفتري الخاص فهؤلاء هم سلوتي واحبائي ألوذ بهم من الفراغ ويشاركهم بنصيب الأسد الكتاب الذي هو سلاحي القوي في محاربة الفراغ والقلق آخذ منه المعرفة والثقافة وأنسى معهم ما أنا فيه هاربة من الواقع.. ولكن بين فترة وأخرى أجلس وأفكر وأتأمل بيني وبين نفسي اتساءل وأقول إلى متى وإلى أين سأصل هل إلى ما أريد أم استسلم واسلم.. فنظرات الشفقة من الناس ومن أقرب الناس لي ترهق عاتقي فهل لأنني لم أتزوج مثار شفقة لِمَ لا ينظر الناس بأنها فترة مؤقتة تعيد فيها المرأة حساباتها وتتلقى العروض بتمعن لِمَ لا ينظر إلى هذه الفترة بما تستحق لِمَ تكون النظرة وكأن المرأة مصابة بمرض عضال لا يرجى برؤه لِمَ ينظر إلى المرأة بأنها ضعيفة وليس لها أي كيان أو أهمية إلا برجل حتى ولو لفترة مؤقتة تهمس الشفاه بالدعوات وتُغمز العيون للإشارة يكفي تلك النظرة إنما المشكلة حسب نظري هي الرجل نفسه فأنا لا أنظر للحياة الزوجية بزوج وبمنزل خاص وأولاد وسفر وأسواق.
إن الحياة الزوجية عمادها برأيي هو من سأشاركه الحياة فهل يستحق أن أهبه نفسي وعقلي وحياتي وأتشرف بأنني زوجته واحترمه واعتز به وأقدره وأخيراً أحبه واشتاق لرؤيته عندما يغيب أم لا.. هذا هو ما تشتاق نفسي إليه اشتاق إلى أن أعطي كل شيء بلا حدود مقابل أن أجد الحب والإقناع.. فهل سأجده في دوامة العروض أم هو سراب أركض إليه حان وقت التوقف ويكفي ما ضاع من العمر.آه من الزمن عندما يغدر ومن الأيام الحلوة الهانئة عندما تدبر. عندما يقبل القلق بوجهه المنفر، عندها أدعو إلهي رب العرش الكريم أن يلهمني الصبر والسلوان وأن يرحمني برحمته التي وسعت السموات والأرض وأن يعطيني من فضلة الواسع خير الدنيا والآخرة فهو الودود الرحيم السميع العليم الخبير البصير له أشكو وإليه أتوب.
هدى محمد الفلاج

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved