أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 4th June,2001 العدد:10476الطبعةالاولـي الأثنين 12 ,ربيع الاول 1422

الطبية

شركات التبغ وطلابنا
ما هي الأسباب الحقيقية وراء التركيز على صغار السن؟؟
د. محمد بن سعد المعمري
إن التدخين يعد من أكثر الآفات التي تؤثر على المجتمعات البشرية ويعد من أكثر سلبيات المدنية الحديثة تأثيراً على الصحة، وتأثيره لايقتصر على فئة دون الأخرى من أفراد المجتمع بل يؤثر عليه بكافة شرائحه وعلى المجتمع وعلى جميع الفئات العمرية بطريقة مباشرة وغير مباشرة والتدخين يشمل السجائر والشيشة والمعسل والغليون وغيرها. ومما يؤسف له أن هذه العادة اتضح حديثاً أن لها بعداً جديداً، ألا هو انتشار التدخين بين طلاب المدارس، فقد بينت بعض الدراسات الحديثة أن قرابة ربع الطالبات في إحدى المدن ونصف الإداريات من المدخنات. ومع افتراضنا صحة الأرقام فمن المتوقع ان هذه النسبة ستكون أعلى لدى الذكور منها لدى الإناث ان من مثل تلك في مجتمعنا الإسلامي المحافظ مستغربة تلك الدراسة إذا اقترح صحتها كما أشرت فإنها تزيح الستار عن مشكلة مركبة إذا لم يتم التعامل معها فإن تأثيرها سيكون خطيراً في المستقبل وللتعامل مع هذه المشكلة لابد من معرفة الأسباب الرئيسية ليتم معالجتها بالطريقة المناسبة وأهم الأسباب تأثر الطالب أو الطالبة بوالديه مع ضعف الوازع الديني وكذا تركيز شركات التبغ على صغار السن وسأتناول السبب الأخير ببعض التفصيل لأنه لايقل أهمية عن الأسباب الأخرى، ويعود تركيز شركات التبغ على صغار السن إلى عدة أسباب هي:
1- ان شركات التبغ ووكلاءها يعرفون تمام المعرفة أن سنين الدراسة في التعليم العام أي أقل من 18 سنة تعد الأنسب للترويج للتدخين وأغلب المدخنين بدأ التدخين قبل سن الثامنة عشرة فالدعاية الموجهة من شركات التبغ لاتثير الكثير من الانتباه لدى البالغين وإنما تلفت انتباه صغار السن وتجعل خيالهم الجامح البسيط يعود بأن التدخين هو الذي سيفتح لهم المستقبل وأبواب الرجولة والأناقة.
2- اتجاه بعض شركات التبغ إلى تصنيع بعض المنتجات المحببة لصغار السن مثل الحلويات أو الألعاب على شكل سجائر وعند تأمل الهدف ذلك نجد أن نفس هذا المبدأ ينطبق على وكلاء تلك الشركات بما يرسخ اسم الشركات أو المورد في مخيلة صغار السن كما أن بعض المنتجات تصنع بما يشابه السجائر بطريقة أو بأخرى.
3- اتجاه شركات التبغ إلى احتلال واجهات المحلات الكبيرة التي لها شعبية كبيرة ومثل هذا الاتجاه يلفت انتباه صغار السن أكثر بكثير من الكبار.
4- توجيه شركات التبغ دعايتها بشكل خاص للمرأة وتظهرها في الصورة المصاحبة للدعاية بأنها إذا دخلت فسيكون لها شأن أكبر وتصبح ذا قدرة أفضل وتلفت الانتباه وأنها باستطاعتها غزو مجتمع الرجال بكل ثقة بل وسيكون انجح للتفوق عليهم.
إن أساليب وطرق شركات التبغ غير المباشرة والملتوية لتوجيه دعايتها لصغار السن لم يأت من فراغ بل بعد دراسات عديدة لنفسيات السوق والمدخنين من خلال المعلومات الإحصائية التي تخسر عليها تلك الشركات مبالغ كبيرة وسبب تركيز هذه الشركات على تلك الفئة ان شركات التبغ صارت تواجه حرباً شرسة من الجمعيات المضادة لها والتي تحذر من أخطار التدخين على الصحة وما يسببه من مشاكل صحية عديدة وأمراض فتاكة وهذه التوعية من قبل تلك الجمعيات ظهرت إيجابياتها بحيث ان عدد السجائر المدخنة من المدخنين قل وأعداد المدخنين تناقصت كما أن أعداد الوفيات الناتجة عن التدخين أقل في السنوات الحالية عنها عن السابق، أما نتيجة التركيز على صغار السن فقد كانت للأسف ناجحة بحيث ان مقدار التجارة المستفادة منهم تتجاوز 2.1 بليون دولار وهي في ازدياد.
ان الجهود الموجهة لمحاربة التدخين هي بلاشك جهود حثيثة وإلى حد كبير موفقة فنجد ان كافة وسائل الإعلام المحلية تمنع بشكل كامل الدعاية الخاصة بالتدخين وتوجيهات ولاة الأمر واضحة وصريحة بمنع التدخين في كافة القطاعات الحكومية ونجد أن الرسوم المفروضة على السجائر في ازدياد مطرد أما على مستوى الفرد فنجد العيادات الخاصة بمكافحة التدخين توجد في العديد من المستشفيات إلا أن نسبة المستفيدين منها تعتبر قليلة نسبياً ونسبة نجاح المدخنين في الإقلاع عن التدخين لاتتجاوز في أفضل الحالات 50%.
وفي تصوري أن أنجح وسيلة هي المكافحة الوقائية عن الوقوع في التدخين ودواعيه وهي التركيز على توعية صغار السن بمضار التدخين والتحذير من الوقوع في براثنه وصعوبة التخلص من الإدمان عليه وربما تكون مادة التربية الوطنية من أفضل المواد للتوعية في هذا المجال. والجانب الآخر وهو وضع برامج التوعية المناسبة ضد الدعاية الموجهة لصغار السن من شركات التبغ وذلك بمنع وسائل الإعلام التي تحتوي على الدعاية المباشرة للسجائر والحيطة من الأساليب الملتوية للوصول إلى صغار السن مثل ادخال الألعاب أو الحلوى المشابه لأنواع معينة من السجائر وإذا قرنت هذه الاجراءات بوقفة صادقة من والدي أي طفل بتوعية الطفل المصحوبة بالتوقف الكلي عن التدخين للمدخنين منهم، فإن النتيجة المتوخاة ستكون إيجابية لحماية الجيل الجديد من خطر التدخين.
إنني أعتبر هذه المقالة رسالة مفتوحة للمعنيين بأمور طلابنا وهم بلاشك على جانب كبير من الحرص على فلذات أكبادنا وحريصون على وقف هذا السيل العارم الموجه ضدهم...
والله ولي التوفيق.
لماذا لايوضح الأخطار المرضية ضد التدخين والأمراض التي يسببها وإحصائية بالدفعات من التدخين والمصابين بتلك الأمراض.
فالموضوع كتب عنه كثيراً خاصة كما يتعلق بموضوع مدارس البنات فهناك تداخل في هذا الموضوع فضلاً عن رد الرئاسة وتأكيدها بأن الإحصائية التي نشرت لاتمثل الواقع.
* استشاري الأمراض الباطنة والصدرية
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved