أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th June,2001 العدد:10485الطبعةالاولـي الاربعاء 21 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

في محافظة الرس: دعوة للحياة!!
عبد الله العبد العزيز القنيعير
يشهد للمملكة العربية الريادة.. والتميز في الخدمات الاجتماعية من خلال الادارات.. واللجان .. والمعاهد الخاصة.. ودور الحضانة والتربية.. والجمعيات الخيرية.. وأقسام الخدمة الاجتماعية في بعض المشافي العامة.. هذه الدور تضطلع بمهام تربوية بالغة الأهمية فهي تولي عناية بالغة بذوي الظروف والاحتياجات الخاصة.. ومن بينهم الأيتام الذين فقدوا الأب والأم.. أو احدهما مع عدم قدرة الآخر على القيام بمسئولية الحضانة والتربية.. دور الحضانة الاجتماعية في كل من الرياض.. والرس.. والدمام .. وجدة..
انجاز انساني وحضاري بالمعنى الدقيق للكلمة.. سُخر لها مسؤولون اكرمهم الخالق تبارك وتعالى بقلوب عامرة بالمحبة.. ونفوس زاخرة بالعطاء.. يمنحون لمنسوبيها دون منّ أو اذى شرعية الوجود.. وحقوق الإنسان.. التي يفتقدونها وتؤهلهم ليشقوا طريقهم في الحياة بدل ان يظلموا كيانات إنسانية مهمشة.. أو مبتورة بارادة مستلبة.. وماض مشوه.
* ورغم الإمكانات التي حشدت لهذه الدور.. والرعاية الشاملة لمنسوبيها.. إلا ان الحياة الجماعية التي ينصهرون فيها تفتقد الخصوصية.. والحقوق الفردية.. والانتماء لجماعة معينة.. وكاناً محدداً ينتج عنها تأثيرات سلبية ذهنياً.. ونفسياً.. وعاطفياً.. واجتماعياً.. ومادياً تنعس بالتالي على حياتهم في مجتمعهم الكبير.. وعلاقاتهم مع الآخرين.. فضلاً عن الفشل الدراسي.. والمهني مستقبلاً. وللتغلب على هذه المعوقات وترسباتها برزت فكرة إنشاء وحدات سكنية تتلاءم مع الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة من الأطفال الذين حرموا من العيش في جوأسري طبيعي.
* جرى تصميم هذا المشروع وفقاً لنظام القرى الذي أخذت به بعض الدول يُعرف باسمه المختصر s.o.s« safe our self» يراعي طبيعة هذه الرسالة الإنسانية.. ومتطلباتها الأساسية مع توفير افضل الأجواء لتربية سوية.. دينية .. ثقافية.. واجتماعية.
* عبر اتصال هاتفي مع السيدة لولوة بنت عبدالعزيز الحمدان مديرة الدار في محافظة الرس بمنطقة القصيم تحدثت عن أهداف المشروع واختصرتها فيما يلي: خلق الشخصية الاجتماعية المنسجمة مع بيئتها بتحديد عدد الأفراد الذين يقيمون في السكن.. وتقوية الروابط والعلاقات ما يخلق الانتماء.. والاندماج الاجتماعي. ا
لتركيز على شخصية الطفل من خلال تعامله مع أقرانه في الأسرة.. الروضة.. والمدرسة وتشمل الانضباط الانفعالي.. وردود الفعل حيال أي موقف.. العصبية غير المناسبة.. الطاقة الحركية العنيفة للتعبير عما يدور داخل هذا الطفل من رفض لنمط الحياة الاجتماعية.. وعجزه عن إيصال ذلك للآخرين . زرع روح الانتماء الوطني والاجتماعي ويتمثل في الاستقرار والشعور بالانتماء.. والحث على المحافظة على الملكية الخاصة.
الاندماج الاجتماعي من خلال تربية الطفل في بيئة مستقرة مشابهة أو مقاربة للبيئة الأسرية في مجتمعه ما يهيء إمكانية تداخله واندماجه مع المجتمع خارج الأسرة. الرقي بعقله وقدراته العلمية والثقافية تلافياً للرفض الاجتماعي في رياض الأطفال والمدارس بحجة الطاقة الحركية.. وضعف العطاء العلمي والمستوى الدارسي . انتهى.
* الإنسان بطبيعته محكوم بجذوره.. وماضيه.. وسجله مع الحياة والناس.. ومن اجل الحؤول دون تحول منسوب دار الحضانة إلى شخصية سيكيوباتية تثير المتاعب اينما حلت.. ورحلت وتعرض نفسها ومجتمعها لكثير من الأخطار برزت فكرة المشروع لانتزاع المشاعر اللاهبة التي ترسبت في حنايا نفسه.. ناقمة .. متحدية منذ أن تكشفت له الحقيقة المفجعة.. يتطلع القائمون على المشروع الذي وُفرت له الأرض المناسبة والمخططات والمواصفات وفُتح له حساب مصرفي إلى أداء واجب ديني وأخلاقي جدير بالتشجيع الأدبي.. والدعم المادي يحقق لهذه الفئة حياة سوية تعبر من خلالها عن وجودها وتحقق الذات.. انهم أبناؤنا شئنا ام ابينا.. وليسوا أبناء الحياة كما يقول جبران خليل جبران والواجب يقتضي عدم تسليمهم إلى مشاعر اليأس الخانقة.. وأجواء الاستسلام القانطة.
* ان الواجب الديني والأخلاقي يحتم إنقاذ هؤلاء الأفراد من ضربات القهر.. والحسرة.. والألم دون ذنب اقترفوه.. يستثير مبادرة الخيرين ذوي الأيدي الحانية.. والأحاسيس المرهفة الذين يتعاونون على البر والتقوى..
ويجسدون مفهوم الجسد الواحد وهم كثرة في هذا الوطن المعطاء ليرسموا بسمة على الوجوه المكفهرة.. ويشكلوا بالتالي جانباً من صورة تحمل ملامح من جمال هذا الوطن. هل قلت خيرين؟ نعم.. هم كذلك.
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved