أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 13th June,2001 العدد:10485الطبعةالاولـي الاربعاء 21 ,ربيع الاول 1422

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
المسؤول بين تطوير المنشأة وتلميع الذات!!
د، محمد الكثيري
ماهو المطلوب من الناحية التطويرية ممن يتولى منصبا اداريا في منشأة عامة او خاصة؟ قد تكون الاجابة البديهية ان يهتم بتطوير وتحسين العمل في تلك المنشأة او ذلك الجهاز ولكن هل هذا هو الوضع في جميع الحالات؟ ان المتأمل يجد خلاف ذلك في الكثير من الاحيان حيث ان البعض ممن يوضع في منصب قيادي ينسى أو يتناسى او هو يحاول ان يكون ذكيا اكثر من اللازم حين يجعل الاهتمام بتطوير الجهاز الذي يتولى ادارته يأتي في مرتبة ثانية، بعد اهتمام ذلك المسؤول بتطوير شخصه ولا اعني هنا التطوير المعرفي والخبراتي ولكنه «التلميع الاعلامي والمناسباتي» الذي يهدف الى ابراز ذلك الشخص وليس منشأته بحثا في الغالب عن ترقية اعلى او منصب آخر،
الفرق هنا ان من يسعى الى تطوير منشأته يهتم بالبناء والتطوير الداخلي وتهيئة الكوادر البشرية التي تعمل معه ويكون تركيزه في الغالب على الاهداف بعيدة الاجل ثم هو لا يهتم كثيرا ان تحقق الاهداف بدرجة كبيرة في عهده او اثناء ادارته اذ ان عليه ان يؤسس التأسيس المناسب اما القطاف فليس شرطا ان يتم في حينه ولا يضيره حينما يحدث ذلك بعد مغادرته لكرسي الادارة، فهو يقدم مصلحة الجهاز على مصلحته الخاصة ويركز على الاهداف بعيدة الاجل ويدرك في الوقت نفسه تبعات سلوكه هذا اذ قد يصنف من قبل الكثير بأنه غير المنتج وغير القادر على ادارة جهازه،
اما النوع الآخر فهو على العكس تماما لا يهمه ماذا يحدث للجهاز بعد مغادرته بل هو لا يهتم بذلك ولا يخطط له همه الاول والاخير هو كيف يكون في الواجهة بصفة مستمرة سواء داخل ذلك الجهاز وبين موظفيه او في وسائل الاعلام والمناسبات العامة، فهو يركز هنا على الاشياء ذات البريق الاعلامي بغض النظر عن اهمية تلك الاشياء وفائدتها لحاضر الجهاز ومستقبله، المهم ان يكون حاضرا دائما ويتحدث عنه الناس بغض النظر عن نوع ذلك الحديث وهو حينما يتصرف هكذا يضع عينه على منصب اعلى او مكان آخر وهو يحسب ان سلوكه هذا هو الدافع الاول والطريق الافضل للوصول للمكان المنشود،
الشيء المزعج ان ثقافتنا المجتمعية تشجع النوع الاخير من هؤلاء فهي ثقافة مفتوحة بالبريق واللمعان في الغالب بتصرفات المسؤول الباحث عن بناء شخصيته دون ذلك الباحث عن بناء جهازه فالعملية بريق في بريق اما النتيجة النهائية بل والنتائج المرجوة فهي لا تأتي غالبا في المقدمة ولكن ما ينبغي التأكيد عليه ان هذه الثقافة يجب الا تكون مبررا لتشجيع مثل هذا السلوك اذ لابد ان يتوفر لدى متخذي القرار في القطاع العام او الخاص القدرة على فحص الامور بل وفحص الاشخاص والوقوف عن قرب على اهدافهم وغاياتهم والتأكد من ان حرصهم على هذا الكرسي او ذاك ليس الا رغبة في خدمة الجهاز والمستفيدين منه ومن ثم خدمة من يجلس على ذلك الكرسي حينما ينجح في خدمة الآخرين وليس العكس،
kathiri@zojoul، com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved