أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th June,2001 العدد:10486الطبعةالاولـي الخميس 22 ,ربيع الاول 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
محمد المنيف
أشعر بالامتعاض أحياناً كثيرة حينما ألتقي بأحد أعضاء لجان التحكيم التي ترشحها الجهات المعنية بالفنون التشكيلية أو الجهات الخاصة التي تدعم هذا الفن وتقيم له مسابقات تتطلب محكمين لاختيار الأعمال المشاركة وعادة ما يكون الاختيار ممن يحملون درجة الدكتوراه في التربية الفنية تمشياً مع المثل الجود من الموجود مع إضافة أحد الفنانين التشكيليين لإيجاد شيء من التوازن بالإضافة لعضو من تلك المؤسسة أو الجهة.
يأتي الامتعاض أو الألم نتيجة عدم فهم هؤلاء المحكمين لدورهم والهدف المناط بهم يكشفه لنا تهربهم من الإجابة على التساؤلات التي يطرحها العديد من غالبية الفنانين ممن هُضم حقهم في المسابقات عندما يجدون أنفسهم خارج دائرة الجوائز مقابل فوز أعمال رديئة، ويخيل للجميع بناء على متابعة لنتائج التحكيم ان هؤلاء يتعاملون مع الأعمال المشاركة بأسلوب العد إلى العشرة عند اختيار اللوحة أو العمل الفائز وان هناك ضغطاً ما من مندوب تلك الجهة أو المؤسسة أو القطاع بتحديده لمن يجب ان يفوز دون غيره، بناء على نظرية غريبة وعجيبة لا مجال لذكرها، ومن المؤسف أيضاً ألا نجد لدى أولئك الأعضاء في لجان التحكيم أي أسس أو شروط يحتكمون إليها أو ينطلقون منها بقدر ما يترك العنان لعواطف ورغبات المحكم ولو في أضيق الفرص والظروف، لهذا كان حواري مع أحدهم كاشفا بعضا من الحقائق التي نعرف الكثير منها عندما سألته عن الأسلوب المتبع في تحكيم الأعمال الفنية وهل للفنان الحق في شرح عمله وما تعنيه الفكرة عبر ورقة تفسيرية أو يطلب لسماع ما يعنيه بالعمل لتكتمل اضلاع الحكم عليه؟؟.
أجابني ذلك العضو وبكل ثقة قائلاً «لا يحق للفنان ان يفسر العمل ولجنة التحكيم ليست مطالبة بمعرفة أبعاد العمل وتفسير للفكرة.. انتهى.
بعد هذه الإجابة وبناء على توقعي بأن أمثال هؤلاء يرون انهم اعرف بهذا من الفنانين وأن على الجميع التزام الحدود وقبول النتائج فقط، حاولت بعدها ان أعيد السؤال بصيغة أخرى فقلت له إذاً على ماذا تعتمدون عند اختيار العمل الفائز فأجاب بشكل حلزوني محاولا الالتفاف على السؤال مما دفعني للصمت المؤلم.
هذا الموقف علَّق في ذهني الكثير من علامات الاستفهام والتعجب التي سبقها العديد من الأسئلة وجدت الإجابات عليها عند عودتي للوائح البيناليات العالمية والعربية والقواعد التي يبنى عليها التحكيم جعلتني اطمئن ان توقعي كان في مكانه وان ما تقوم به لجان التحكيم لدينا بعيدة عما يدور في العالم، وفي مقدمتها الاهتمام بما يعنيه الفنان ومطالبته بشرح عمله اما كتابيا او حضورا فالفكرة هي أساس العمل تأتي بعدها القيم المكملة لبنائه.
موضوع التحكيم ليس جديدا والطعن في الميت حرام وما أعادني إليه سوى حرقة قلب فنان مخلص لفنه وإبداعه وحريص على التواجد والاستجابة لكل مناسبة تشكيلية ويمتلك تكنيكاً رائعاً ويطرح أفكاراً ومواضيع وقيماً فنية لم يعرف المحكمون الأعزاء منها إلا القشور وأجزم بأن في شرح فكرته ما يفتح للمحكمين الباب لإحقاق الحق أمام اختيارهم لأعمال لا

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved