أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th June,2001 العدد:10492الطبعةالاولـي الاربعاء 28 ,ربيع الاول 1422

محليــات

مستعجل
المخلص.. دوماً يفضح الفاشل..
عبدالرحمن السماري
في أي قطاع.. وفي أي قرية أو مدينة وفي أي مكان.. هناك مسؤول كله حيوية ونشاط وحماس وجدية وعمل وإخلاص. وصدق ونزاهة.
شخص تجزم أن عمله هو جزء من حياته.. بل هو حياته كلها.. متى عرف كيف يؤدي عمله على ما يرضي الله.. وأدرك أنه إنسان مسلم بكل ما تعني هذه الكلمة.
وهناك إنسان همه أداء الواجب الوظيفي في الحضور والانصراف و «تمشية» الأوراق والمعاملات ورضاء مرؤوسيه فقط..
الأول.. تجده يفكر في عمله في كل مكان..
هموم عمله تلاحقه في بيته وفي سيارته وفي الشارع وفي كل موقع..
والآخر.. ينسى كل شيء بمجرد خروجه من المكتب.. بل وهو داخل مكتبه.
يتشاغل بأمور أخرى بعيدة كل البعد عن عمله.. حتى لو ترتب على ذلك تضييع بعض العمل أو نصفه أو كله..
هناك مسؤول أو موظف تجلس معه وتجد إدارته وكل ما حوله مبرمجا في رأسه.. يعرف كل صغيرة وكبيرة حولها.. ومسؤول آخر.. أو موظف آخر.. لا يدري حتى ما يدور داخل مكتبه.. لأن همه ليس عمله ..
في الأسبوع الماضي.. زرت مدينة الأرطاوية.. وهي مدينة تاريخية شهيرة.. وشهرتها ليست بتاريخها فقط.. بل بشجاعة وشهامة وكرم أهلها.
والأرطاوية .. مدينة جميلة رائعة.. ويزيد من بهائها وجمالها وروعتها.. أهلها.. أهل الأرطاوية.
دخلت مستشفى الأرطاوية.. ووجدت نفسي أمام مستشفى نموذجي رائع يعكس حجم جهود ولمسات مديره الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الثميري.. الذي يقف بكل كفاءة ومسؤولية وراء هذه النجاحات التي تبهج الخاطر.
هذا الشاب.. استلم المستشفى قبل سنتين فقط لا غير.. وكان مجرد مركز صحي صغير مربوط بمستشفى الملك خالد بالمجمعة..
واليوم.. أصبح مستشفى يحوي بين جنباته كل ما يحتاجه أي مريض.
في هذا المستشفى .. كل شيء نظيف.. وكل شيء مرتب..وكل شيء في مكانه الصحيح.. وكل ذلك بجهود يشكر عليها مدير المستشفى.
في مستشفى الأرطاوية.. يظهر لك.. كيف يعمل هذا المدير.. ولهذا عندما قابلت وكيل مركز الأرطاوية الشيخ مِسيَر بن سلطان الدويش كان أول ما تحدث عنه وأشاد به.. هو مدير المستشفى الأستاذ عبدالعزيز الثميري.
نعم.. هناك يتضح الفرق بين موظف وموظف.. ومسؤول ومسؤول.. والمسألة كلها.. إخلاص ومسؤولية وصدق مع النفس أو غير ذلك.
إننا كصحافة وإعلام وكتّاب.. يجب أن نساند ذلك الموظف أو المسؤول المخلص.. الذي جعل عمله ووظيفته همه الأول والأخير.. حتى ربما يكون على حساب بيته.. وبين مسؤول أو موظف لا يعرف من وظيفته إلا راتبه آخر الشهر.. ومشاكل العلاوات والترقيات والانتدابات وخارج الدوام .. وما عدا ذلك.. فليس مشكلته .. وليس همه.. بل إن أكثر ما يفكر فيه عندما يكون داخل مكتبه هو.. متى يخرج.. ومتى ينتهي الدوام!!.
هناك نوعيات رائعة.. وموظفون ومسؤولون مثاليون.. وهم الأكثر بفضل الله.
ولكن.. هناك نوعيات رديئة.. بل رديئة للغاية.. وهذه أحد أبرز معوقات التنمية والتطور..
إن ما سقته هنا.. هو مجرد لمحة سريعة عن شيء شاهدته بسرعة.. ولكنه يعكس لي ولكل إنسان منصف.. كيف يعمل الإنسان المخلص.. وكيف لا يرمي فشله على الآخرين ويقول.. الاعتمادات المالية.. والميزانية. والوزارة هي السبب.. فالمخلص النشط.. يعمل ويفضح الفاشل..

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved