أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th June,2001 العدد:10496الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ربيع الثاني 1422

المجتمـع

المطالبة بإتاحة فرص أفضل لهم
إقبال الشباب السعودي على ممارسة كافة المهن والحرف دحض للادعاءات
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
إقبال الشباب السعودي الجيد والمكثف على ممارسة الأعمال والمهن في أسواقنا ومحلاتنا التجارية المختلفة بكافة مناطق المملكة في الفترة الأخيرة دحض بعض الافتراءات التي دأب بعض رجال الأعمال السعوديين على اختلاقها والترويج لها في مجالسهم ونداوتهم للهروب من القرارات الحكومية التي تلزمهم بتشغيل الكوادر الوطنية وتطبيق النسب المحددة من العمالة الوطنية في مؤسساتهم وشركاتهم حيث يدعون أن الكوادر الوطنية غير ملتزمة بعقد العمل وأنها لا تقبل الأعمال الحرفية وانما تبحث عن العمل المكتبي والجلوس على المكاتب وليس أي شيء آخر ولكن وجود عدد من شباب هذا الوطن في محطات الوقود وفي الورش وفي المطاعم الشعبية ومطاعم الوجبات السريعة وفي مواقع أخرى يعتبر تفنيدا ملموسا ودحضا لمقولات أكل عليها الدهر وشرب، هذا الكلام سمعته من عدد من الشباب السعودي الذي يمارس مهناً بسيطة من أجل لقمة العيش وما أسعدني هو لهجة الثقة بالنفس التي لمستها لدى البعض التي غيرت الصورة القديمة عندما كان البعض يشعر بالخجل من الإعلان عن طبيعة عمله خشية النظرة الدونية السائدة في المجتمع سابقا التي أخذت في الاندثار مع بعض المورثات البائسة التي أخذ المجتمع يرفضها بعد زيادة الوعي لدى فئاته المختلفة والإقبال على ممارسة كافة الأعمال والمهن طلبا للقمة العيش وبدون أي شعور بحرج أو إحساس بدونية وعلينا نحن في هذا المجتمع أن نشجع هذا التوجه ونمنح هؤلاء الشباب ثقة أكبر لان نظرة المجتمع لعمل الشباب مؤشر مهم لدى الشاب يساهم في تعميق حب العمل والمهن والحرف لدى الشباب وهذا ما نتطلع إليه وحول هذه الظاهرة كانت لنا جولة.
يقول أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الدكتور صالح الحارثي بداية أود أن أشكر حكومتنا الرشيدة رعاها الله التي ساهمت في خلق أجواء صحية إيجابية حول توطين الوظائف والمهن من خلال اهتمامها الكبير بتوطين المهن وتزامن مع هذا الاهتمام حملة إعلامية جيدة موجهة للمجتمع لتبصير المجتمع بضرورة تغيير نظرته والأجمل هو تفاعل المواطنين بوعي مع هذا التوجه ويضيف أنه ليس عيبا أن يعمل الرجل أي عمل شريف وأعتقد أن هذا أفضل من أن يستجدي أو يكون عالة على أسرته ومجتمعه ويؤكد أن فرص العمل متاحة وبكثرة والدليل على وجودها هو نسبة العمالة الأجنبية الكبيرة المنتشرة في بلادنا التي تمارس أعمالاً بسيطة يمكن أن يمارسها شبابنا وينجح في ممارستها ولدينا الكثير من الشواهد في شوارعنا وأسواقنا التي تدعم ما أقول وأضاف أن المطلوب من رجال الأعمال أن يمنحوا المزيد من الثقة في كوادرنا الوطنية ويتيحوا لهم فرص العمل المناسبة وكذا فرص التدريب والتأهيل حتى يستطيعوا ممارسة كافة الأعمال مع منحهم رواتب جيدة توفر لهم حياة كريمة خصوصاً وأن دخل العمالة الوطنية يعود بأثر رجعي إلى اقتصاد الوطن بعكس مداخيل العمالة الأجنبية التي تؤدي إلى إهدار كبير لاقتصادنا الوطني.
من جانبه يقول الأستاذ خالد بن حامد المعلا أحد العاملين في مجال العقار إنني قد شرفت بالعمل في عدة شركات وزاملت العديد من المواطنين أبناء هذه البلاد الذين استشعروا المسؤولية واخذوا يتحملون أعباء المستقبل ويحرصون على تأهيل أنفسهم للانخراط في أية أعمال وقد لمست من خلال إدارتي لإحدى الشركات شعورا متناميا لدى شبابنا لممارسة أي عمل والشيء الذي لفت نظري هو التغير الكبير في نظرة الشباب للمهن وكذا نظرة المجتمع وهو ما يعني نجاح التوعية في مجال توطين الوظائف، ولكن الذي أرجوه هو تفاعل أكثر وأشمل من المؤسسات الوطنية مع هذه التوجيهات الشبابية التي تبشر بالخير الكبير وأن تتيح لهم الفرص المناسبة وتمنحهم المرتبات الجيدة حتى نساهم في تعميق ثقة الشباب بأنفسهم ونزرع لديهم الأمل بمستقبل أفضل وأجمل حتى نطمئن على مستقبلنا الذي يبنى بسواعد أبناء الوطن الغالي وقال إن مايهم في هذا الجانب هو الاهتمام بتنمية الوعي لدى المجتمع وأن نسقط من حساباتنا بعض المقولات القديمة التي اعتاد على ترديدها عدد من رجال الأعمال التي تحمل عدم الثقة بكوادرنا الوطنية ومازال بعضهم يرددها رغم أن الكوادر الوطنية أثبتت نجاحها وقدرتها على ممارسة الأعمال والحرف المختلفة.
ويقول سعد الحربي وهو يمارس مهنة بيع الخضار والفواكه بسوق الجملة بالمدينة المنورة لقد حصلت على الثانوية العامة وحاولت إكمال دراستي إلا أن وفاة الوالد وتحملي لمسؤوليات أسرتي فرضت علي تغيير وجهتي وحاولت البحث عن عمل مناسب وذي مردود مادي جيد ولم أوفق وعندما تمت سعودة سوق الخضار بالمدينة المنورة وجدتها فرصة مناسبة للعمل في بيع الخضار والفواكه بسوق الجملة ولله الحمد لقد حققت أرباحا جيدة حيث أحقق دخلا يوميا جيدا وبساعات عمل قليلة تبدأ بعد صلاة الفجر حتى الساعة التاسعة صباحا وقال الحربي في البداية كنت أشعر ببعض الخجل ولكن الآن أشعر بالفخر وأنصح كل شاب أن يعمل أي عمل شريف بدلا من الركون للكسل وفي الحركة بركة كما يقولون.
ويقول المواطن صالح معتوق ويعمل في سوق السمك العمل ليس عيبا والكسب شطارة وأنا أعمل بسوق السمك منذ سنوات حيث اشتري كميات من السمك الطازج والجمبري وغيره من منتجات البحار وأقوم ببيعها وأحقق مكاسب جيدة وأكد أن العمل الشريف مهما كان بسيطا فهو يحقق للإنسان شعوراً بكرامته وعزة نفسه وأنه فرد سوي في مجتمع جيد وقال إن ممارسة العمل تمنحك تقدير واحترام المجتمع وتقضي على أوقات الفراغ التي تهدد أمن واستقرار المجتمع.
وأخيراً قال المواطن عبدالرحمن الفقير أعمل بوظيفة مستخدم في إحدى الإدارات ودخلي منها لايسد باحتياجات أسرتي ولهذا فإنني أحاول زيادة دخلي من خلال بيع الفاكهة والخضار حيث أقوم بشراء كميات من فاكهة الموسم وأبيعها بعد صلاة الظهر وأحقق دخلا لا بأس به ولله الحمد وأعتقد أن على الرجل أن يمارس أية أعمال مناسبة بدلا من البقاء تحت ضغوط الحاجة وانتظار حسنة المحسنين.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved