أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th June,2001 العدد:10496الطبعةالاولـي الأحد 3 ,ربيع الثاني 1422

الثقافية

الأدب المثمن
أحمد عبد الله الدامغ
الكبر يحول دون منادمة الخلفاء وأولي الأمر!!
ونديم الخلفاء والأمراء والخاصة لابد أن يكون على درجة عالية من الثقافة والحذاق والمعرفة والفطنة، والذكاء، وأن يكون متمتعاً بطلاقة اللسان وحيوية الحديث وحسن الإشارة، وما إلى ذلك مما يتصل بالشروط التي يجب توفرها في النديم كسلامة حاسة السمع.
ولكون هذه الشروط لا تتوفر فيمن يتولاه الكبر وتميل به عقود السنين إلى محطة الهرم فإننا نجد من كانوا ندماء الخلفاء والملوك يقدمون اعتذارهم ويطلبون إقالتهم من مجلس المنادمة عندما تتقدم بهم السن.
يروى أن المتوكل أمر بأن ينادمه ابن الضحاك واسمه أبو علي بن الحسن بن الضحاك بن ياسر الخليع الأشقر باهلي بالولاء، وقيل بالنسب والمتوفى سنة 250ه فلم يطق الضحاك ذلك لكبر سنه.
فقال للمتوكل بعض من حضر عنده.. هو يطيق الذهاب إلى القرى والمواخير والسكر فيها. ويعجز عن خدمتك. فبلغ الضحاك هذا القول.
فصنع أبياتاً ثم طلب إلى أحمد بن حمدون إيصالها. فأوصلها ابن حمدون إلى المتوكل.. وشيعها بكلام فيه اعتذار.. قال فيه: لو أطيق خدمة أمير المؤمنين لسعدت بها. فقال المتوكل: صدقت وأمر له بعشرين ألف درهم.


أما الأبيات التي صنعها فهي قوله:
أما في ثمانين وفيتها
عذيرٌ وإن أنا لم أعتذر
فكيف وقد جزتها صاعداً
مع الصاعدين بتسع أُخر
وقد رفع الله أقلامه
عن ابن الثمانين دون البشرü
سوى من أصر على فتنة
وألحد في دينه أو كفر
وإني لمن أُسراء الإله
في الأرض نُصْبَ صروف القدر
فان يقض لي عملاً صالحاً
أثاب وان يقضِ شراً غفر
فلا تلْحَ في كبر هدّني
فلا ذنب لي أن بلغت الكبر
هو الشيب حل بعقد الشباب
فاعقبني خَوَراً من أشر

والقصيدة أطول من ذلك فهي تبلغ ثلاثة عشر بيتاً.
يشير في ذلك إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا بلغ العبد ثمانين سنة فإنه أسير الله في الأرض تكتب له الحسنات وتمحى عنه السيئات».

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved