أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th June,2001 العدد:10497الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

إضاءة
خالد الفيصل فتى بالمجد وللمجد يحيا:
شاكر سليمان شكوري
اطلعت على الحلقة الأولى من مقال الدكتور حسن الهويمل في «الجزيرة» الأربعاء الماضي معنونة «مؤسسة الفكر العربي: الطموح والممكن..!».
وبزعمي أنها من أفضل المعالجات التي أدركت أبعاد الموضوع، ونبهت الى مسيس الحاجة إلى المشروع، بل إنك لتجد لغة الخطاب عند الكاتب تقترب كثيراً من لغة خطاب الأمير خالد الفيصل الذي طرح فيه المشروع قبل عام في بيروت، وفي خطابه الذي أعقبه يدعو الموسرين للمساهمة في إحيائه.
ومن الأفكار المشتركة بين الخطابين المتقدمين وبين الخطاب الآخر موضوع العولمة، فالكاتب يرى «وجوب تحفيزها )العولمة( للناصحين من أبناء الأمة على الخروج من نفق الفردية وفوريات القرارات إلى المطابخ الفكرية» بينما عبر الأمير سلفاً عن ذلك بقوله: «النظام العالمي الجديد )العولمة( يعتمد قاعدة )البقاء للأقوى( .. لتلك الكيانات الكبيرة، أما الصغار المتناثرون هنا وهناك فليس لهم سوى الفتات، والدوران في فلك الآخرين» ثم يطرح الأمير الحل في قوله «إن المسؤولية التاريخية لهذا الجيل تحتم عليه ان يتصدى لمسألة )العولمة( بجدية صادقة ورؤية أبعد للمستقبل، وكما أن علينا قفل الأبواب بكل الإصرار في وجه ما يصطدم بعقيدة الأمة وتراثها الإنساني والأخلاقي، علينا أيضاً ان نتصالح مع علوم الحضارة، وأن نبذل بسخاء للبحث العلمي الجاد ولابد من تحديث الأفكار سواء في الجانب التقني، أو في جانب النهوض بآليات حضارية توائم العصر، وأن يتم ذلك في إطار انسجام عربي يعتمد على جهد الجماهير الموجه بالفكر العربي الواحد». ولعل في هذا ما يطمئن كاتبنا الكبير إلى أن المشروع المطروح يستمد وجوده من الإسلام فعلاً.
ولقد أحسن الدكتور حين ضرب المثل بفرنسا في مجابهة العولمة بقوله: «والفرنسيون لم يداهنوا ولم يستسلموا رغبة ولا رهبة، ولم يساوموا على قوميتهم ولغتهم، بل وقفوا أمام العولمة متشددين في شرطهم وتحفظهم»، على الرغم من أن فرنسا تقع في المعسكر ذاته أو قريباً منه.
والمقال حافل بتطابق الرؤى في وصف شتات الفكر العربي وتمزق الأمة، وتوصيف الحالة العربية الراهنة، ومن التوارد إلى حد التطابق قول الكاتب «ومن الممكن أن نكون أمة عربية واحدة لغتنا واحدة، عقيدتنا واحدة، وحضارتنا واحدة، وتاريخنا واحد وأرضنا متواصلة، والغربي مختلف في لغته وحضارته وتاريخه، ومع ذلك غلب المصلحة، وتسامى فوق الفوارق»، وقول الأمير «سلفاً وإذا كانت أبرز عوامل الربط بين أقطار الأمة هي الدين واللغة والأصل المشترك فجميعها في أمة العرب أشد وضوحاً وفاعلية منها عند الأوروبيين الذين اتحدوا رغم اختلافهم على تفصيلات كثيرة بينما لايزال حلم الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج دمعة تترقرق في مآقي العيون، انتظارا لخطوة فاعلة».
بل إننا نرى الحافر يقع على الحافر حين يقول الدكتور «لقد مل الإنسان العربي كلمات المجاملة، والقفز فوق العوائق» وفي موقع آخر يستطرد «ونحن دائماً نأخذ بعضنا بالأحضان ونردد كلمات الأشقاء والوحدويين، وتخرج بياناتنا سمنا على عسل ثم لا يكون شيء من ذلك».
والأمير يقول: «لقد مل الناس من دروس التاريخ والجغرافيا وموضوعات الإنشاء التي تتغنى بمقومات التشابه والتكامل بين العرب، ومن أحاديث المجالس والتصريحات التي غدا معظمها حبراً على ورق، دون خطوة وحدوية حقيقية في أي اتجاه».
وفيما نحمد لكاتبنا دعوته لحيادية النظرة إلى بدايات المشروع وترقب نتائجه في قوله «والنخبويون الصامتون سيعطون أنفسهم فرصة للتأمل، ويعطون المؤسسين أكثر من فرصة لإثبات الذات»، فإن المحبين للفارس لايمكن أن يعترضوا طريقه، ولا أن ينزلوه ليترجل، وإلا فقدنا ثمرة اجتهاداته أو )مغامراته( التي عددها الأستاذ في مقاله، والتي لم يقتصر خيرها على الوطن والأمة فحسب بل امتد أثر بعضها الى مشارف الإنسانية، ونؤكد أن الأمل لم يهن أبداً في الأمير )الفارس( طوال رحلاته المجيدة، وما شككنا يوماً في عودته غانماً كما تعودنا، وما كان لعاقل أن يحزم أمره لصلاة الغائب على )فتى( بالمجد وللمجد يحيا.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved