أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th June,2001 العدد:10497الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ربيع الثاني 1422

الاقتصادية

رأي اقتصادي
الاستثمار الأجنبي في التعليم الجامعي ومطاعم الهمبرجر )2/2(
د، محمد اليماني
كان الحديث في الاسبوع الماضي حول الاستثمار الاجنبي في مجال التعليم العالي واساليبه وانماطه، ولعل من اهم جوانب الاستثمار الاجنبي في الحالة هذه هو كيفية اسهامه وتأثيره في هذا القطاع الحيوي الحساس فالاستثمارات الاجنبية لن تسهم بتوفير آلات ومعدات او خبرات او رؤوس اموال او تقوم بنقل معارف مجردة فقط وانما اسهامها سيكون له اثر مباشر في صناعة العقول وبنائها وصياغتها وربما كان ذلك وفق انماط واشكال وقوالب معينة جاهزة يجلبها المستثمر الاجنبي معه دون مراعاة لاحتياجات المجتمع الذي يعمل فيه او لقيمه وثقافته،
واذا كانت المجتمعات المستضيفة للاستثمارات الاجنبية التقليدية تعاني من الآثار السلبية لها سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او ثقافية او غيرها فالامر اشد بالنسبة للاستثمار في قطاع التعليم الجامعي والمتابع او المهتم بهذا الامر سيجد العديد من الشواهد والامثلة التي تبين حرص المستثمر الاجنبي في هذا القطاع ليس على مجرد نقل المعارف المجردة او المحايدة الى المجتمعات الموجود بها بل وايضا على نقل مجموعة من القيم والاعراف والتقاليد الى هذه المجتمعات وغرسها فيها فاما ان تتأثر المجتمعات وتنساق خلفها او تكون هناك عزلة وانفصام بين هذه الاستثمارات والمجتمعات العاملة فيها وبالتالي تكون فائدتها محدودة جدا وهذا شائع في الاستثمارات التي تصطدم بمعتقدات المجتمع وعقيدته،
تابعت قبل اسبوعين حفل تخرج دفعة من طلبة وطالبات احدى الجامعات الاجنبية الموجودة في بلد عربي والتي تمثل احد اشكال الاستثمارات الاجنبية في مجال التعليم الجامعي وكان الحفل وطريقة اخراجه وكيفية تغليف المنتج النهائي «الطلاب والطالبات المتخرجون» مطابقة تماما لما هو موجود في بلد الجامعة الامام صاحبة العلامة التجارية وبدا واضحا مدى التشابه او التقارب بين انماط الانتاج والتسويق في هذه المنشأة العلمية وما يجري في اي منشأة انتاجية تقليدية وكان من ابرز ما تميز به المتخرجون والمتخرجات وذلك حسب رأي المتحدث باسم الجامعة في الحفل هو اتقانهم للغة الانجليزية على الرغم من ان تخصصاتهم علمية بحتة ولاجل هذا كانت لغة الحفل الانجليزية في حين ان الغالبية العظمى من الحضور هم من العرب،
ليس القصد من هذا النقاش هو ان الاستثمارات الاجنبية في مجال التعليم الجامعي كلها ذات اثر سلبي محض بل الهدف هو بيان مدى اهمية السعي الى جعل هذه الاستثمارات خادمة لاحتياجات المجتمع محققة لاهدافه ومراعية لقيمه الدينية والاجتماعية ومتمشية معها ولذا فانه عند دراسة جدوى مساهمة الاستثمار الاجنبي في هذا النشاط والانشطة المشابهة يفترض ان لا يغفل تأثيره على القضايا الاجتماعية والوطنية وعلى الجوانب التنموية ومدى مواءمته مع متطلبات عملية التنمية المرحلية والاستراتيجية وخدمته لاهدافها وبناء على هذا فان مجرد الاعتماد على معايير الربحية عند دراسة جدوى هذه المشروعات يعد قاصرا عن بلوغ الهدف ولا يعطي صورة وافية حقيقية عن جدواها من كافة الجوانب،
)*( قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الإمام محمد بن سعود

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved