أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th June,2001 العدد:10497الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ربيع الثاني 1422

عزيزتـي الجزيرة

في آخر تعقيب عليها
علو «الأنا» صفة لذاتك يا أخت نجلاء
اطلعت على ما خطه قلم الكاتبة نجلاء السويل بالعدد 10470 تعقيبا على ما سبق وان عقبت على مقالتها التي تجنت فيها بتجريد غالبية المعلمين من انعدام الضمير وبعد قراءتي لمقالتها الأخيرة وتفحصها بعين البصيرة والبصر اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الأخت قرأت تعقيبي بعين البصر لا البصيرة وهذا يؤكده تحريفها لمقالتي ووصفها لي بصفات ادعت اني وصفت بها نفسي لذا آمل أن تتاح لي فرصة الرد لتوضيح الحقائق وتفنيد تلك المغالطات التي جانبها الصواب التي ذكرت فيها الاخت انني انادي باسترجاع اسلوب العنف والشدة بطريقة عشوائية.. واقول ان مقالتي السابقة ورد المطالبة بالشدة والعقاب بعد استنفاد جميع وسائل النصح والارشاد ولم يكن هنا بوادر أمل في تعديل سلوك الطالب تربويا واخلاقيا اذاً فما هو الحل؟ بكل تأكيد هي وسائل العقاب لانه اذا لم يفد اللين معه فان الشدة قد تفد ذلك وانني اتساءل بشدة ما الذي يثير حفيظتك ويرفع ضغطك من استخدام اسلوب العقاب والشدة وهي اساليب اسلامية واستخدمت في الاحكام الشرعية منها على سبيل المثال الأمر بالضرب كتأديب للنساء في حالة النشوز على الرغم من انهن زوجات ايضا الأمر بالضرب في حالة العبادة كالصلاة مثلا كما ورد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم )مرو ابناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر( فإذاً يا اخت نجلاء ما هو العيب في استخدام العقاب كوسيلة تربوية؟ الا نستقي تربيتنا من تعاليم ديننا؟ وأتساءل ايضا ما هي الاسباب التي جعلت الطلاب يعتدون على المعلمين باستمرار هل هو انعدام الضمير أم أمنوا العقوبة من قبل أنظمة وزارة المعارف ولذا اساءوا الادب مع معلميهم وما حادثة مكة المكرمة والمدينة المنورة الا دليل واضح على سلبية ذلك القرار ولكن مما اسعدنا نحن المعلمين أن قضية الاعتداء حظيت باهتمام خاص من قبل امير مكة وامير المدينة الذين امرا بجلد الطلاب داخل المدارس لكي يعتبر ويرتدع كل من تسول له نفسه بان هذا العقاب سوف يكون مصيره وكان من الاحرى والاجدى يا اخت نجلاء ان تناقشي اسباب اعتداء الطلاب وتمردهم على المعلمين ولو كنت تعملين في التعليم العام لكان لكي وجهة نظر مخالفة تماما فليس من رجله بالنار كمن رجله بالماء أما انني حملت وزارة المعارف تسيب الطلاب بسبب الانظمة فهذه حقيقة فلست وحدي ممن يحمل الوزارة فلقد سبقني من هو اعرف مني علماً وأكثر معرفة حتى اساتذة الجامعات والكتاب المنصفين لم يبرروا ساحة الوزارة من ذلك ولكن يا اخت نجلاء طبقت المثل القائل خالف تعرف ولو كنت جريئة في قول الحق لوجهت النقد لوزارة المعارف بان عملية التعيين بوزارة المعارف عشوائية ولا تنتقي اصحاب الضمائر الحية على حد قولك ولكن خوفك من قول الحق منعك من ذلك ولذلك وجهت التهمة للمعلمين وسوف اضرب لك مثالا لإخلاص المعلمين في احلك الظروف الصحية وهذا ما تطالعنا به الصحف بين حين وآخر معلم منح اجازة مرضية بسبب كسر في يده او رجله ومع ذلك اصر على مواصلة العمل وآخر اجل عملية جراحية مقررة له الى ما بعد الامتحانات وهذا من باب حرصه ان يتابع نتائج تلاميذه فبأي حق جردت غالبية المعلمين من انعدام الضمير ثم اين انت من قوله تعالى )يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم( وقوله تعالى )يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين( واقول ان اسلوب العقاب والشدة يطبق في جميع أنظمة الدولة بما فيهم انت يا اخت نجلاء فلو قدر انك تغيبت عن العمل باستمرار فما هو العقاب الذي يطبق بحقك أليس هناك حسم او لفت نظر او اجراء تحقيق في حالة استمرارك في التغيب قد يصل الامر الى فصلك من العمل لان هذا العقاب يعدل من سلوكك ويجعلك تلتزمين بالمحافظة على الدوام.
إما صفة الانا التي ألصقتها فلا اعرف من اين استشففتها على الرغم من ان مقالتي خالية مما ذكرتيه من علو الأنا ولكن صفة الانا تنطبق عليك لفظا ومعنى وهذا ما يؤكده افكارك التالية )اصرارك على تجريد غالبية المعلمين من انعدام الضمير - تحقيرك واستهزائك بعصر الكتاتيب - عدم الاعتراف بمقولة هارون الرشيد - عدم التطرق أو ابداء وجهة نظرك حيال التحقيق الذي احلتك اليه والذي اجري في جريدة الجزيرة حيث ضم نخبة من اساتدة الجامعات وكتابا مشهورين( اما اسلوب الحوار الذي تناديننا فيه وخصوصا بعصر الانترنت والحاسب فهو مخالف تماما لتوجهاتك فأسلوب الحوار في مفهومك مبني على تجريد الآخرين من الضمير والتجني عليهم وتحقيرهم وأسلوب الحوار المعروف هو الذي يبنى على النقاش الهادف البناء مع احترام وجهة نظر الآخرين وعدم تحقيرهم اما فيما يخص هروب الطلاب من المدارس وان المعلمين هم السبب فلا زلت اكرر للمرة الالف ان معلوماتك ضعيفة ومغلوطة جداً. أما تكرار تأسفك عليّ فانني احمد الله عز وجل انني تكلمت من واقع تجربة وممارسة عملية في الميدان ولم تكن احاديث الناس التي جعلتيها مصدراً لمعلوماتك ومرجعاً أساسياً للحكم لتجريد أغلبية المعلمين من انعدام الضمير اما اهمالك لمقولة هارون الرشيد فهي حجة قوية تدعم قولي عندما لم تجد اساليب النصح والارشاد والتوجيه فاننا نلجأ الى أسلوب الشدة والغلظة والآية التي استشهدت بها فلا اعتراض عليها ولكن يا أخت نجلاء هل تعرفين تفسيرها جيداً؟!
أما قولك: يا أخ ناصر أليس من الأجدر ان نقتبس تربيتنا من هذا المنهاج المنزه من الاخطاء فهذه افضل واحسن عبارة قلتها وكتبتها وهذا يؤكد ما طالبت به ان نستمد تربيتنا من القرآن والسنة فهما المصدران الاساسيان لسياسة التعليم لدينا وهذا يعني انك ناقضت كل مقالتك وردودك التي كانت تبنى على وجهة نظرك فقط وبهذا اجرى الله الحق على لسانك. يا اخت نجلاء افصحت ولأول مرة عن موقعك الوظيفي ولا اعرف السبب في ذلك هل من باب انني اعلم واعرف منك يا اخ ناصر لانني عضوة هيئة التدريس في الجامعة أم انه من باب المكابرة وحب العلو وان كلامك هو الصحيح والحق وما عاداه من الاخرين هو الهزل والباطل ترغبين تأصيل المثل القائل اذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام.
يا اخت نجلاء سوف يكون هذا آخر تعقيب عليك فيما يخص الموضوع الذي كان محوراً لنقاشنا عبر جريدة الجزيرة.. وفقك الله لما فيه خير العباد والبلاد.
ناصر بن عبد العزيز الرابح - حائل

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved