أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th June,2001 العدد:10497الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ربيع الثاني 1422

الطبية

المخدرات اسم يطلق على مجموعة متباينة من العقاقير
الاعتماد النفسي أو الجسدي من أبرز أخطارها..
يطلق اسم المخدرات على مجموعة متباينة من العقاقير التي تختلف في تأثيراتها النفسية والجسدية ومن أمثلة ذلك الأفيون ومشتقاته، مجموعة الحشيش، مجموعة المنشطات والمنبهات مثل الكوكايين، الامفيتامين أو القات بالاضافة إلى عقاقير الهلوسة والمشكلة الأساسية في هذه العقاقير هي قابليتها للتفاعل مع الكائن الحي بحيث يؤدي ذلك التفاعل إلى الاعتماد النفسي أو العضوي أو كليهما على هذه العقاقير. يظهر هذا الاعتماد على المتعاطي بصورة سلوكية واضحة للحصول على المخدر، بصفة مستمرة أو متقطعة ومع الوقت والاستمرار في التعاطي يبدأ الاحتياج النفسي لهذه المادة للتخلص من المشاعر غير المريحة لعدم توفرها يصاحبها ارتفاع في مستوى الجرعة إلى مستويات أعلى للحصول على التأثير النفسي المطلوب وهو الشعور بالارتياح.
ويمكن تقسيم هذا النوع من الاعتماد إلى قسمين رئيسيين:
أولاً: الاعتماد النفسي: يولد لدى المتعاطي رغبة نفسية قوية للاستمرار في تعاطي العقار المعين وهذا الاعتماد النفسي قد لا يكون مصحوباً بأي اعتماد جسدي بحيث أن الشخص لو ترك هذا العقار لا تظهر عليه آثار بدنية حادة مثل الاسهال أو الصرع مثلما يحدث في العقاقير المسببة الاعتماد الجسدي. ومن أهم العقاقير المسببة للاعتماد النفسي الحشيش أو الماريجوانا أو الامفيتامين والكوكايين.
ثانياً: الاعتماد الجسدي: وهو من أخطر الظواهر التي يتعرض لها المدمن ذلك أن الامتناع عن تناول العقار المعين يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية خطيرة قد تؤدي إلى وفاة الشخص أو إصابته بأعراض بدنية خطيرة ومن أمثلة ذلك ما يحدث عند التوقف المفاجئ لعقار الهيروين والمورفين حيث تظهر علامات «سحب العقار»، تبدأ بانسكاب الدموع لا إرادياً وكثرة اللعاب يصاحبها عرق غزير وشعور بالقلق الشديد مع نوبات من الاحساس بالبرد تارة والحرارة تارة اخري وتتسع حدقة العين مع آلام شديدة في الساقين والقدمين واسهال وعدم رغبة في أخذ الطعام ويفقد كمية كبيرة من السوائل وإذا لم يعطى العلاج اللازم فقد يتوفى ومن المهم عند الحديث عن الإدمان أن نعرف انه نتاج تفاعل لثلاثة عناصر أساسية وهي:
- الإنسان: الذي قد يكون في حالة مرضية نفسية ولم يتم تشخيصها كحالات الانفصام أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية. هذا الشخص يجد صعوبة في التأقلم مع المتغيرات والمؤثرات في حياته وتختلف هذه القدرة من شخص لآخر وخصوصاً فئة الشباب قليلو الخبرة في هذه الحياة الذين تكون شخصياتهم غير مستقرة ويتأثرون بسهولة وينبهرون من التأثير الوقتي والشعور بالارتياح لهذه المخدرات.
- العقار المخدر: والتأثير هنا ثنائي فالمشكلة الأولى في طريق أخذ هذه العقاقير وتأثيرها الضار على أجهزة الجسم المختلفة وقد تسبب انتشار أمراض اخرى كالإيدز والتهاب الكبد «ب»، و «ج»، مثلاً عن طريق أخذ حقن ملوثة من أكثر من متعاط أما المشكلة الأخرى فهي التغير السلوكي الناتج عن الإدمان والمضر بالشخص والعائلة والمجتمع إضافة إلى إمكانية الوفاة الناشئة عن الجرعات الكبيرة.
- البيئة: تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في حياتنا. بداية من المنزل والأسرة ووجود القدوة والرفيق الصالح حيث تكثر المشاكل مع وجود رفاق السوء فيلجأ الصغار والمراهقون إلى تقليدهم.
تأثير المخدرات:
مع تغير السلوك العام للشخص المتعاطي تصبح قدرته على التفكير المنظم ضعيفة ويبدأ يفقد احترامه واهتمامه بنفسه مع تدهور عام بالصحة وعدم اهتمام بالمظهر أو النظافة العامة وسوء تغذية قد تكون ناشئة عن صرف مادي متزايد على المخدر الذي يسعى من خلاله لتوفير شعور بالارتياح النفسي ويكون هذا الشعور بالارتياح هو الدافع الأساسي للادمان في المستقبل ومع الوقت يصبح البحث عن المخدر هو جل اهتمامه وعلى حساب نفسه وحياته وقيمه الدينية والاجتماعية وهذا يقود إلى عزله من أقاربه ومعارفه مما يحتم عليه اللجوء إلى رفاق السوء والانغماس بالمخدرات بصورة أكبر مما يساهم بعزله بصورة أكبر.. ألخ.
أما العلاج فهو متعدد الجوانب بحيث يشمل هيئات مختلفة تتعامل مع بعضها للاكتشاف والتوجيه والعلاج واعادة التأهيل لكي يعود فرداً نافعاً لنفسه ولعائلته والمجتمع.
د. فهد بن عبدالله الحسين
استشاري طب الأسرة والمجتمع
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved