أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 25th June,2001 العدد:10497الطبعةالاولـي الأثنين 4 ,ربيع الثاني 1422

العالم اليوم

محكمة العدل في «البيت الأبيض» الأمريكي!
عادل أبو هاشم
يستقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش في الأيام القليلة القادمة في البيت الأبيض للمرة الثانية خلال أقل من أربعة أشهر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي مجرم الحرب ارييل شارون، هذا الجزار الغارق في الدم الفلسطيني والعربي منذ الأربعينيات، والذي اعترف العالم كه بأنه« اليهودي الأسوأ» منذ قيام الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين عام 1948م، حيث يمتاز تاريخ هذا الارهابي وسيرته الذاتية بسلسلة لا تنتهي من أعمال القتل والمجازر البشعة والتطهير العرقي والتدمير والتخريب والتهجير والإرهاب، ولكن يبدو أن هذا العالم غير معني بما يمثله جنرال المجازر من خطر على السلام والأمن الدوليين اللذين ترعاهما الولايات المتحدة، ذلك أن ما ينسحب على الكل لا ينسحب على الطفل المدلل «إسرائيل» لأسباب أمريكية في المقام الأول وأوروبية ثانية!
ومع تسليمنا بأن القتل «حرفة يهودية» و «غريزة أساسية» لدى اليهود، والمذابح والمجازر التي ارتكبوها ليست جديدة عليهم، وتاريخهم الدامي في فلسطين شاهد عليهم طوال القرن الماضي، إلا أن صحيفة سوابق هذا الإرهابي تمتاز بسوادها الفاضح!
صحيح أن كل قادة الكيان الإسرائيلي ولدوا في أحضان المؤسسة العسكرية الصهيونية، وأخذوا شهادات تخرجهم إلي عالم السياسة من بحر الدم المتدفق منذ أكثر من قرن من الزمان، لكن شارون حالة استثنائية بكل المقاييس.
فمن الواضح لمراقب تاريخ هذا الإرهابي يجد بأنه ابن أصيل للتجمع الذي نشأ فيه، بل إنه ولظروف تطور حياته استقطب أسوأ الصفات، وطبقها بأسوأ الطرق!
فقاتل الأطفال والنساء الذي يعتبر ثمرة الحركة الصهيونية العنصرية يستهويه منظر الدماء والأشلاء ويؤمن ايماناً جازماً بأن الحرب هي المفتاح السحري لتسوية كل الحسابات مع الآخرين!
السفاح أرييل شارون.. أشهر من نار على علم في القتل والإبادة وارتكاب المذابح الجماعية.
فقد نفذ العديد من المذابح ضد القرى الفلسطينية وهو لايزال قائد كتيبة في الجيش الإسرائيلي حيث شكل الوحدة«101» التي شكلت بهدف تنفيذ عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين، ونفذ مذبحة قرية قبية التي كانت تحت الحكم الأردني في الضفة الغربية عام 1953م والتي راح ضحيتها 69 بريئاً معظمهم من الأطفال والنساء أي حوالي 10% من اجمالي سكان القرية، ونسف وتدمير 50 منزلاً، حيث كان قد أمر بزرع متفجرات في منازل هؤلاء الأبرياء.
وفي ذلك الوقت في بداية الخمسينات كان يعمل تحت حماية ديفيد بن جوريون أول رئيس حكومة في إسرائيل، وكان شارون يسعى بتعليمات من«بن جوريون» إلى التخلص من المدنيين الفلسطينيين حتى داخل منازلهم.
وقد ذاعت شهرة شارون كسفاح من خلال أقوال الصحافة الإسرائيلية عنه، العديد من الكتاب الإسرائيليين يرون أنه الوجه القبيح للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية لما فعله كضابط شارك في قتل الأسرى المصريين في حرب 1956م وأيضاً حرب يونيو 1967م
لقد كتب الصحفي الاسرائيلي أورى افنيرى في صحيفة )هاعولام هازيه( الإسرائيلية منذ سنوات أن شارون رفض اعتبار الجنود المصريين في حرب 1967م.. أسرى حرب فقرر قتلهم.
وكان الجنرال موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلي في ذلك الحين يأمر بإبادة الأسرى المصريين، وكان شارون يأمر جنوده بتعصيب عيون الأسرى ثم قتلهم، وهناك ثلاث طرق استخدمها السفاح شارون في قتل الأسرى المصريين:
الأولى: إجبار الأسرى المصريين على أن ينظروا إلى الحوائط، ثم يأمر بإطلاق الرصاص على ظهورهم.
الثانية: ضربهم بالأقدام والنوم على بطونهم ثم دهسهم بالمصفحات والدبابات.
الثالثة: حفر مقابر جماعية عميقة وإلقاء المصريين بها وهم أحياء ثم دفنهم بالرمال التي تسوي الأرض بهم..
ما بين عامي 1969 1971م على مدى أكثر من عامين تولى فيهما شارون تصفية المناضلين في قطاع غزة عندما كان قائدا للمنطقة الجنوبية التي يقع ضمن مسؤوليتها قطاع غزة ولم يقتصر عمله على مجرد اعتقال وتعذيب المناضلين، بل تعداه الى قتل الفدائيين أمام ذويهم، واستخدامه أسلوب حملات العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين من عمليات ترحيل إجبارية للآلاف، وهدم منازلهم ومخيماتهم، وشق شوارع عريضة داخل الأحياء الشعبية والمخيمات بحجة حرمان الفدائيين من تشابك المنازل والأحياء وما يوفره لهم ذلك من غطاء.
عرفه العالم أجمع بأنه بطل مذبحة صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982م حيث وقف شارون ليلة كاملة وهو يستمتع برؤية القتلة وهم يبقرون بطون النساء ويذبحون الأطفال الرضع بالسكاكين!
سجل شارون العسكري الحافل بالإجرام وسفك الدماء حدا بالناجين من مذابح صبرا وشاتيلا بإقامة دعوى في بروكسل يتهمون فيها هذا الإرهابي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية طبقاً لقانون بلجيكي صدر عام 1993م يسمح بمحاكمة مجرمي الحرب في بلجيكا أياً كانت جنسياتهم، وأياً كانت البلدان التي ارتكبت الجرائم فيها.
أحد المهتمين بحقوق الإنسان وهو «جوزيه أيالالاسو» قال:« إن المرء يمكن أن يقف أمام المحكمة متهماً بقتل إنسان واحد، ولكن من الصعب جدا أن تسنح افرصة اتهامه بقتل «100» ألف إنسان، فالقتل الجماعي لا يوضع فاعله تحت أي مسمى متفق عليه، خاصة إذا كان رئيس دولة أو قائد جيش أو زعيم جماعة»..
والمشكلة هنا أن دولة مثل إسرائيل نستطيع اتهام كل رؤسائها وحتى قبل إنشائها بجرائم الحرب.
الغريب في الأمر أن الإدارة الأمريكية التي ترفض الالتقاء بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بحجة مسؤوليته عن الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية، تفعل الكثير لاسترضاء مجرم الحرب شارون والتودد إليه بالأفعال والأقوال، وهو ما حدا بالكاتب الألماني «تواس دارن شتيدت» بالقول ساخراً: «يبدو أننا في النهاية سنقر بأن يكون« البيت الأبيض» هو المركز الرئيسي لمحكمة العدل الدولية، ويشرف عليها «البنتاجون»..
واستطرد:«وليس بنا حاجة بالطبع، إلى محكمة مثل المحكمة الدولية لجرائم الحرب، مادمنا نستطيع أن نسأل الرئيس الأمريكي، من هو الطيب ومن هو الشرير، في هذا العالم»..!!
ان ما تقوم به الإدارة الأمريكية السابقة والحالية تجاه العرب والفلسطينيين أمر قد لا يكون خارج المألوف، ولكنها طبيعة السياسة الأمريكية التي تضع العرب في خانة الصفر في أي مشروع سلام أو حرب، ومع أن الراعي الأمريكي قدم الكثير لإسرائيل من انحيازه في صفها، ولم يثبت للعرب في يوم ما أنه يتعامل مع قضية الصراع العربي الإسرائيلي بمكيال واحد لا بمكيالين، إلا أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين مؤخراً ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها تعطينا دليلاً جديداً آخر على مقدار التزام الولايات المتحدة بإسرائيل التي تبقى من وجهة نظر الإدارة الأمريكية خارج المعادلات، وعلينا أن نفهم كيف تفكر الدولة الكبرى،
وأن ما نفهمه بحسن النوايا يخالفه الواقع اليومي، وهو ما أعلنه مارتن أنديك السفير الأمريكي في تل أبيب بأن إسرائيل جزء من حزام الدفاع للولايات المتحدة.
ü كاتب وصحفي فلسطيني الرياض
aabuhasim@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved