أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 29th June,2001 العدد:10501الطبعةالاولـي الجمعة 8 ,ربيع الثاني 1422

تحقيقات

أكاذيبهم وأعذارهم لم تعد تنطلي على الزوجات والأبناء
جاء الصيف وبدأ مسلسل هروب الأزواج للخارج!!
* تحقيق روضة الجيزاني وفايزة الحربي:
تعوَّد بعض الرجال السفر بمفردهم بغرض السياحة الخارجية وشكل هذا المنعطف ظاهرة سيئة وعدة علامات استفهام لدى غالبية النساء فقد أثَّر ذلك على التوازن الأسري مما ولد عدة أمور هامة منها عدم الاستقرار العاطفي والاجتماعي للأسرة وسط تحمل الزوجة المسؤولية الكاملة للأبناء.
هذه القضية الحساسة مليئة بأمور كثيرة ومثيرة تكشف مافي الصميم من معاناة خفية لقصص واقعية ونساء يشتكين الحرمان العاطفي والاستقرار الأسري وعلى جملة هذه التساؤلات استضفنا عدداً من النساء وطرحنا عليهن بدورنا هذا السؤال.
ماهي الأسباب التي تدفع بالرجل للسفر بغرض السياحة وإن كانت هناك أسباب مفتعلة وواهية يفتعلها البعض من أجل السفر فماهي؟
تقول السيدة منيرة العتيبي: اعتاد زوجي على السفر بمفرده منذ أن تزوجنا فهو يعتبر هذا التصرف منه حقاً من حقوقه المشروعة ففي كل إجازة سنوية يقوم بتحضير نفسه من الناحية المادية فيقوم بشراء الملابس التي تتناسب مع البلاد التي يذهب إليها كما أنه يبدأ بترتيب وضعنا الأسري بالذهاب لدى أقاربنا وفي كل مرة أسأله لماذا لا تصحبنا معك فيأتي رده غاضباً اننا يجب ألا نذهب فالسفر مطلوب فقط للرجال أما نحن فلا يحق لنا سوى الجلوس في بيتنا ولا شيء غيره لقد سئمت هذا التصرف منه حتى انني بدأت لا أثق به وأسأل نفسي لماذا هذا السفر المتكرر كما أننا نعاني من الجهد الكثير فبعد سنة دراسية طويلة ومتابعة الأبناء لانجد يوماً واحداً للراحة أو الاستجمام حتى السياحة الخارجية محرومون منها بسبب سفره وقضاء إجازته السنوية في الخارج.. إن الوضع لا يطاق لكنني متحملة كل هذا من أجل مصلحة الأبناء الذين ليس لهم ذنب فيما يفعله والدهم.
يهددنا
أما السيدة اعتدال محمد فإن معاناتها متعددة تقول مع كل نهاية سنة دراسية نسافر إلى القرية التي يتواجد فيها الأهل حيث نقضي فيها الإجازة بالمنزل مع الأهل والأولاد الذين لا يستمتعون بالإجازة فالجد رجل كبير في السن ولا يستطيع الذهاب بالأولاد إلى النزهة مما يضطرنا إلى البقاء لعدة أشهر في المنزل فيما هو يستمتع بإجازته السنوية في شرق آسيا إنه شيء اعتاد عليه فلا نستطيع أن نحاسبه على مايقوم به وإذا تفوهنا بكلمة واحدة يهددنا بعدم المجيء اطلاقاً فكيف لنا أن نحاسبه أمام هذا التهديد اللا إنساني.
يسافر براتبي
وتتكرر القصص والأحداث حيث تقول السيدة نورة .س. قد لا يصدق أي إنسان مدى التعب والمشقة التي أعانيها طيلة أشهر السنة في العمل فالواجبات أمامي كثيرة وشاقة الوظيفة وتربية الأبناء ورعاية شؤون المنزل.. ومقابل كل هذا الجهد يكون الثمن هو أن يسافر بمفرده كل عام وليته يقف عند هذا الحد بل إنه تطاول وأصبح يشاركني بمرتبي ليقوم بتوفير قسط منه شهريا ليجمعه ويسافر به مع أصحابه إلى أحد البلاد العربية.
وعن ظاهرة سفر بعض الأزواج بمفردهم تحدثنا المحاضرة في كلية الشريعة بجامعة الإمام فاطمة المليص فتقول:
هروب بعض الأزواج من المسؤولية على اعتبار الجلوس مع الزوجات والأولاد واجباً لا متعة فيه وانفراده مع أصدقائه ليتخلص من الانغلاق الذي كان يعيش فيه لذلك نجد كثيراً من الأزواج يقفلون أو يقطعون صلة الاتصال بزوجاتهم وأولادهم خلال هذه الفترة كذلك نجد بعض الأزواج وللأسف الشديد إذا ذهب إلى الخارج أطلق لنفسه الحرية حتى من عبودية ربه فهو يطلق بصره في الحرام بل وجوارحه واصطحاب الزوجة يكدر عليه ذلك بل يمنعه منه.
ولكن ماهي الأسباب التي تدفع بالرجل الى مثل هذا التصرف؟
ربما بعض الزوجات لا تحسن سياسة زوجها ولاتجيد فن التعامل معه مما يجعل حياتها روتينية فيحاول الزوج الهروب منها وهناك بعض الزوجات تكون كثيرة المشاكسة وكثيرة الطلبات فلا يشعر الزوج بالمتعة المقصودة من السياحة معها.
لاشك أن غياب الأب لفترة طويلة وتحمل الأم كل المسؤوليات يجعلها في وضع نفسي سيئ وخصوصاً إذا كان هناك أبناء ماهي السلبيات التي تنتج عن هذا الوضع؟
السلبيات كثيرة وأهمها أن الأولاد في أوقات الإجازات يعيشون في فراغ وكذلك الزوجة وعند غياب الأب لايجد هؤلاء ما يقضون به أوقات فراغهم فيقضونها فيما لاينفع أو فيما حرم الله ومع قرناء السوء في الشارع وأمام شاشات التلفزيون بأنواعها وغير ذلك مما يؤثر تأثيراً عكسياً على الأسرة ولاننسى العامل النفسي فحرمان الزوجة والأولاد من حقهم من الزوج وهو مشغول طوال السنة فتأتي بعد ذلك الإجازة فيحرمهم منها هذا الشيء قد يربي لديهم شعوراً بالعدوانية تجاهه وخصوصاً وهم يرون أمهم دائماً تتحمل مسؤولية الأب والأم تجاههم مع أنه موجود لمجرد أنه يرفه عن نفسه.
كما أن سياحة الأزواج في الخارج تؤثر تأثيراً عكسيا على نفسية الزوج وخلقه ذلك أنه يشاهد في الخارج الأجساد العارية والفساد الأخلاقي وشرب المحرمات فإذا استجاب لهذه المؤثرات ضيع دينه وإذا لم يستجب لها يعود ونفسه مشحونة من جراء تلك الأمور.
الطرق الوقائية لتوعية الأزواج
ولكن ماهي الطرق الوقائية لتوعية الأزواج والزوجات لتفادي هذه التصرفات ؟
تقول الاستاذة فاطمة المليص:
أولاً يجب توعية الأزواج والزوجات بأهمية الانسجام النفسي بينهما وتجديد الحياة الزوجية والاحترام المتبادل والإحساس بالمسؤولية عن طريق وسائل الإعلام وأصحاب الكلمة وتوعية المجتمع بأهمية السياحة الداخلية لأنها أقل تكاليف مادية وإن لم يكن فالأهم من ذلك أن يحفظ الإنسان دينه وأخلاقه حتى لايشعر بتأنيب الضمير والعلاج الجذري لهذه الظاهرة هو العودة إلى الكتاب والسنة والاعتصام بهما ومعرفة الزوجين مالهما وماعليهما.
لماذا يرفض اصطحاب عائلته؟
وعن أسباب رفض الزوج اصطحاب عائلته للسفر معه تحدثنا الدكتورة وفاء العساف من جامعة الإمام:
من أسباب رفض الزوج اصطحاب عائلته للسفر معه بغرض السياحة الخارجية معه قد تكون التكاليف المادية ومشاكل الأولاد وكثرة متطلباتهم وطلبات الزوجة وربما اسرافها في التسوق كما أن الأسباب قد تتعدد بالزوج ومنها تخليه عن المسؤولية وهروبه منها وإثبات رجولته بسفره وحده في ظنه وأنانية الزوج وحبه لإمتاع نفسه وإن كان على حساب زوجته وأبنائه وعدم الانسجام التام بين الزوج وزوجته والبحث عن المتعة المحرمة والانغماس في الشهوات والذهاب إلى الأماكن غير اللائقة بالمسلم والغيرة على محارمه وعدم السماح لهم بالسفر والتباهي بالسياحة الخارجية وحب الاستطلاع والخوض في تجارب متعددة.
ولاشك أن هذا التصرف يولد أشياء كثيرة فتسوء العلاقات الزوجية وكل هذا يفقد الأبناء الجو الأسري حيث يفتقد الأبناء الرقيب على تصرفاتهم وتأثرهم بأعمال والدهم.
الطرق الوقائية
أما عن الطرق الوقائية تضيف الدكتورة وفاء:
يجب معرفة رأي الإسلام في حكم السفر للخارج وخاصة بلاد الكفار دون حاجة وبث الوعي في أثر السياحة لبلاد الكفار وزيادة اقتصاد الدولة بغير وعي في عدم حصول فائدة تعود على المسلمين وتوعية الأزواج وتذكيرهم بحقوق زوجاتهم وأبنائهم وتوعية المرأة بطرق كسب الزوج وطرق الحوارات الشائعة.
كما أننا نحتاج لدور الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لهذه القضية الحساسة وعلاجها.
يؤثر على التوازن الأسري
وتعرج بنا الاخصائية الاجتماعية فادية العبدالواحد من مستشفى الملك خالد الجامعي لتعلق على هذه القضية الحساسة حيث تقول:
إن سفر الزوج بمفرده بغرض السياحة لاشك أنه يؤثر بشكل مباشر على التوازن الأسري فالحياة الأسرية بمفهومها الصحيح تعني المشاركة في جميع الأمور فكيف إذن بالسياحة والتي تعتبر أحد الاحتياجات الأسرية ومن أهم سماتها المشاركة فإذا سافر الأب بمفرده فإنه بالتأكيد يحتاج إلى أنيس يشاركه متعة السفر. ومن هنا تظهر سلبيات السفر الفردي حيث يتنامى الشعور بالأنانية عند الأب ويتنامى الشعور بالعزلة عند الزوجة والأبناء كذلك وهذا الأمر يتبعه تأثيرات نفسية اجتماعية شديدة تؤثر على توازن الأسرة بشكل عام.
وعن غياب الزوج وتحمل الزوجة كل أعباء المسؤولية أثناء فترة غيابه تضيف قائلة: إن سافر الأب بمفرده يترك الكثير من السلبيات منها تعلم الأبناء سلوك والدهم وفقدان القدرة على حب المشاركة أيضاً شعور الزوجة بالوحدة والإهمال كل ذلك يضعف روابط الود بينهما فيما يعتمد الأبناء كلياً على الأم وهذا أيضاً سلوك سلبي يؤخذ على الأب أضف إلى ذلك تحمل الأم مسؤولية الأبناء ومن هنا قد تجد نفسها فجأة بحاجة للغير الذي قد يستغل موقفها ويعرضها لأمور ومواقف خطرة تحت وطأة الحرمان والحاجة. أيضاً قد يولد لديها إحساساً بالأنانية وهذا الإحساس يدفعها للانحراف ومن هنا تبدأ الأسرة بالتفكك والضياع والأمراض النفسية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved