أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd July,2001 العدد:10505الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

نوافذ
العودة
أميمة الخميس
الفتية في فلسطين استعادوا القضية من منفاها الطويل بين المزايدات والمناقصات، والشعارات، وجميع خبث كواليس السياسة، وها هي تتعمد بالدماء المقدسة النبيلة التي تخرج منها القضية فتية صبية مشعة مجلوة انها.. ابنة البارحة.
منذ بواكير النكبة الفلسطينية والعرب يتداولونها في مؤتمراتهم وفي حروبهم، وفي حملاتهم الترويجية والانتخابية، ويختبؤون حولها بغرض الحصول على القبول والمصداقية في الشارع العربي وما زالوا )العراق ما زالت تحشد جيشا من المتطوعين الجياع المرضى الخارجين من أجيال حرب بغرض تحرير فلسطين من البحر الى النهر !!!!!(.
وتغدو تلك القضية سلالم ودرجات تقود الى العروش والكراسي، وتتحول تلك القضية الى، )لعبة( تلهي شارع جائع وقلق ويعاني نضوبا في وارد أحلامه وممولها، وتتحول تلك القضية الى )أرجوز( المواسم والأعياد التي يلوح به لبعث البهجة والسرور.
ومن هناك ابتدأ السقوط والعبث والسخرية والتهريج، وبالتالي ظهور نوع من المقولات التي تقول بأن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم الى اليهود، وهم من يتاجر في القضية، وهم بؤرة الهزيمة الأولى.
كانت الأنظمة تسقط وتتهاوى وتفقد مصداقيتها، وعجزت عن تحقيق حلم شعوبها، وتجرجر وإياها في اندحارها السحيق القضية الفلسطينية وعرب الشتات والمنافي وفجيعة يربو عمرها على نصف القرن!! )ولعل ما حدث في حرب الخليج الثانية يجعل الذكرى طازجة في الدماغ وفتية ولم تغادر أوجاعها بعد، حيث تضطهد شعوب وراء حكام وقرارات هوجاء لحظية وغير مدروسة(.
إلى أن تلقفها )الفتية( التقطوها من انحدارها، حاكوا من أرواحهم الغضة الساخنة النظيفة، ثوبا فاخرا يستر عريها الذي تداولته المنافي.
تلك الأجساد التي كانت تتناثر شظاياها، كانت ديناميتا خارقا تفجر عقودا وسدودا من الذل والمهانة، وتفجر جميع الجلطات التي كانت تسد شرايين وعروق تلك القضية.
وأولئك الفتية يعيدون القضية الى الواجهات الساخنة النابضة التي تتلون بلون الشارع، بعد أن كانت بندا منسيا ويبعث على الملل على جدول أعمال قمة عربية يستدير بها العرب حول طاولاتهم، ومؤتمراتهم ومؤامراتهم.
اتركوا فلسطين لأولئك الفتية.. اتركوها لهم فهي فلسطينهم ولوعتهم وجسدهم وأمهم، وهمهم اليومي الذي يغمسون به لقمة عيشهم.
اتركوا فلسطين لهم.. فهم لها.. وهم العماليق الذين تقلصنا وتقزمنا أمامهم.. اتركوا فلسطين لهم أمدوهم بالدعاء بالمال بالأماني الطيبة.. فقط، وسيتكفلون هم بالبقية.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved