أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 3rd July,2001 العدد:10505الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

مرفأ
واحتضن الصغير ثوب والده...!
منيرة ناصر آل سليمان
ومن الآباء من لا يستحق هذا الشرف..!
شرف أن يكون أباً لأبناء يحملون اسمه.. يحبونه ويتلهفون للقياه، فهو أبداً لا ينسى متعته..!
تراه في مواسم الهجرة والإجازات محلقاً بصحبة أمثاله هارباً.. حراً.. طليقاً.. وكأنهم وأمهم سجنه المر..!
إذ يفر بحريته إلى حيث يشاء فقد أثقله همهم طوال العام وحق له أن يكون خفيفاً، وحق له أن يستمتع وحده..! فدور الأب أتعبه كثيراً طوال تلك المدة ويمكنه الآن أن يجرب ألاّ يكون أباً.. والأهم أن يكون عازباً..! فتهل عليه مراهقته حتى وإن كان ابن الأربعين..! فليضحك ملء شدقيه وليركض على شواطئ العالم وليكن كما يحب أن يكون..!
وهكذا يخلع مسؤوليته تجاه أسرته كما يخلع شماغه الذي اعتلى هامته.. فليرمه في أي زاوية من البيت وحتماً لن يقلق عليه..
وهم زوجته وصغاره لا بأس أن يكونوا بدونه لعدة أسابيع أو حتى أشهر..!
ترى ما حالها وحالهم الآن..؟
وما ذنبها وهي تتحمل مسؤوليتهم..؟ وما ذنبهم ألا يستمتعوا هم أيضاً..؟
تخيلوا تلك العيون الصغيرة الدامعة..؟
تخيلوا ذلك الصغير الذي لم يكمل سنواته الثلاث وهو يرقد في المستشفى وقد احتضن ثوب والده يبحث عنه في ثوبٍ خاوٍ يصبر نفسه برائحته..!
وهو أي الأب يستمتع بوقته في احدى دول أوروبا فمن لهذا الصغير وأمه الباكية المتحسبة؟
وهي تصبح له ولإخوته الأب والأم في ذات الوقت، وهي تتحمل مسؤوليات عديدة تجاه بيتها وأطفالها وحتى نفسها..!! فهي في بيتها تعاني مرارات عديدة أهمها أن يفقد الصغار متعتهم الحقيقية مع والدهم وربما استعاروا من شرق آسيا أباً بديلاً..!
وهكذا يستطيع أن يسافر ذاك الأب بعد أن وضع كامل أسرته في ذمة رجل..!
الأغرب أنه مع كل هذا لا يُشعر نفسه بالتقصير، ويأنف من أي معاتبة.. فهو لم يُقصر عليهم ووضع لهم كافة احتياجاتهم ونسى فعلاً أنه هو الاحتياج الأول والأهم لهم..!
فماذا لو مرض أحدهم «كذاك الصغير» الذي لا أشك أن أهم أسباب مرضه هو فقده لوالده..!
وماذا لو أصابهم أي مكروه..؟
هل يظل دوره غائباً..؟ وماذا سينفعه الندم حينها؟
الحقيقة أن الحديث يطول كثيراً في هذا الموضوع وما قلته لا يعدو مجرد أضواء فقط..!
وحتى أكون منصفة أزجي تحية كبيرة لبعض الآباء وهم يرون سعادة أبنائهم متعة حقيقية لهم.
marrfa@hotmail.com


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved