أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 4th July,2001 العدد:10506الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,ربيع الثاني 1422

مقـالات

خواطر
مسرحنا المحلّي وصالح
د. عبدالمحسن محمد الرشود
تهتم الثقافة المصريّة في عصرنا الحاضر بالمسرح الفكري والثقافي والتجاري أيضا.. ومن معطيات المسرح المصري الجاد تماهيه مع التراث الفرعوني والتاريخ المصري القديم عبر المسرح القومي.. هذا المسرح المحتفل بالبروتوكولات الفنية الرسميّة الثقافيّة من حيث اختياره للمادة الممسوحة وطريقة عرضها ضمن شروط ومناخ مسرحي معين ليس فيه مجال للتهريج والتنكيت !!
وإيزيس الحكيم مسرحية كتبها للمسرح وصدرت له في كتاب توفيق الحكيم .. الذي جعلها تدور حول شخصين هما إيزيس الشخصية الفرعونية القديمة وزوجها المخلوع إيزوريس «الرجل الأخضر» الذي كوّن مناخاً عمليّاً زراعياً وأتخم مصر بالعلوم والمعارف والمخترعات التحفيّة وأصبح المدرس الاجتماعي لفنون الحياة المختلفة .وبعد أن كان الزعيم حقد عليه أخوه «وشيخ البلد» اللذان خطفاه ووضعاه في صندوق ورمياه في مياه النيل ليذهب الى قومٍ يسكنون على مشارف المتوسط .. يستقبلونه ويرحبون به وهو بدوره أفاض عليهم من وافر علمه وتدبيره وأخلاقه وقيمه النبيلة مما جعله محبوباً مقرباً لكل من عرفه واقترب منه.
بحثت عنه زوجته إيزيس بعد طول عناء ومن ثم وجدته، وعادا الى مصر مرة أخرى ليلقب بالرجل الأخضر لأنه أعاد المنطقة الزراعية الى سابق عهدها، ووزع العمل على العمال المصريين، وطوّر الوضع الاقتصادي وأصبح له شأن لدى الجميع مما أوغر عليه أعداءه فقتلوه.. بعد ذلك ربّت إيزيس ابنها حوريس بمعية مطاط الوفيّ معها والمتمسك بأخلاق الرجل الأبيض وجعلا من حوريس شخصية محاربة فذة استطاعت سحب البساط من القاتل وشيخ البلد واحتل حوريس مكانة أبيه القائمة على الحب والعطاء والإبداع والصدق.
والفكرة تتحدث عن أبعادها السياسية والاقتصادية والفكرية المتمثلة في المطالبة باسترجاع الحقوق الضائعة، والتمسك بالمبادئ والقيم النبيلة التي تقوم عليها سياسة حكم الناس وشعار «عدم مقابلة الخائن بالخيانة» ولا الكاذبين بالكذب وإنما نبقي على مبادئنا وأخلاقنا.
بالمقابل نرى مسرحنا السعودي قد جفاه كتابه ومثقفوه وأدباؤه واعتبروه لا يطال الهم الكبير!! وبالتالي توقف كثيرا وهو الذي لم تهيأ له المعاهد او المدارس او الأكاديميات وبقي جهوداً شخصية .
كان آخر هذه الجهود مسرحية «الضربة القاضية» التي كتبها الفنان صالح الزير وأخرجها بنجاح في نادي الشباب .. ورغم ان المسرحية لم تحظ بإمكانات مادية ، لكي يكون مظهرها متواكبا مع جوهرها الثمين إلا أن الاعلام سواء صحافة أو تلفزيون أو إذاعة لم يغطها التغطية اللائقة .. فالفكرة رائعة من حيث مناقشتها لمآزق البطالة التي يعاني منها الشباب السعودي ، ومحاولتهم الجادة للقفز على هذا الواقع المؤلم ونجاحهم في نهاية الأمر.
كما أن المعالجة جاءت ذكية حيث جمعت ثلاثة من الشباب في شقة في مدينة الرياض ليتعاونوا على واقعهم ويتكاتفوا ويفتحوا «محل خضار» و.. و.. الى نهاية المسرحية .. فهي ستعرض في مهرجان أبها السياحي ولا داعي للحديث عنها الآن لأنني أتصور أن التلفزيون السعودي سيصورها ضمن تغطيته للمناشط الفنية في مهرجان أبها السياحي.
ما أريد أن أؤكد عليه .. أنه رغم أن إمكانات صالح الزير وزملائه في الديكور والموسيقى وصالة العرض وإخفاق الإعلام في التعامل مع المسرحية ووجود قاعدة عريضة من الناس لم تسمع بالمسرحية.. رغم هذا كله فإن صالحا وزملاءه يستحقون الشكر والتقدير على محاولتهم عمل شيء على الأقل في ظل ظروف ليست مسرحية.. وأود أن أهمس في أذن «صالح» إن المشوار أمامك صعب ومتطلب لمال ورجال ووقت ليس بالهين .. احمل مثل هذه الأفكار الوطنية في حقيبتك واجعلها متواكبة مع هامش العرض المتاح لدينا والمطلوب من السواد الأعظم من جمهورنا الكريم .. واناشد القطاع الخاص في تحمّل نفقات وتكاليف ومؤازرة مثل هذا العمل ولا بأس من الاستفادة من مشروع «الإعلان» المسرحي في أعمالك القادمة لأن السفينة يا صالح لا تجري على اليبس ولك تحياتي.
ALRESHOUD@HOTMAIL.COM
ص ب 90155 رمز 11633 الرياض
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved